السيناريوهات المحتملة لمحافظة ادلب السورية بعد تموضع الجهاديين

> بيروت «الأيام» أ.ف.ب

> يهدد تصاعد نفوذ الفصائل الجهادية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بتحولها في المرحلة المقبلة إلى هدف للاعبين دوليين على الساحة السورية.
من هي الفصائل الجهادية التي تسيطر على القسم الأكبر من ادلب؟ ما سبب انقضاضها على حلفائها السابقين من الفصائل المعارضة؟ ومن بإمكانه أن يهاجم هذه المنطقة الحدودية مع تركيا في المرحلة المقبلة؟
ما هي اهمية ادلب؟ تقع محافظة ادلب في شمال غرب سوريا وهي محاذية للحدود مع تركيا ويعد باب الهوى أهم معابرها الحدودية. وتحاذي أيضا كل من محافظة اللاذقية الساحلية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري، ومحافظتي حلب وحماة.
وفي العام 2015 سيطر تحالف “جيش الفتح”، الذي كان يضم جبهة النصرة سابقا وحركة احرار الشام السلفية، على كامل محافظة ادلب باستثناء بلدتين.
ماذا حدث في ادلب؟سيطرت هيئة تحرير الشام، ائتلاف فصائل اسلامية وجهادية ابرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) أمس الأول الأحد على مدينة ادلب مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته وتعد من آخر المحافظات السورية الخارجة عن سلطة قوات النظام.
ويأتي هذا التبدل في موازين القوى خلال ساعات ومن دون معارك، بعد اسبوع من الاشتباكات التي خاضتها الهيئة ضد حركة أحرار الشام، التي تحظى بنفوذ وتتلقى دعمًا تركيًا وخليجيًا. وانتهت المواجهات باتفاق تهدئة تم اعلانه الجمعة.
وسيطرت هيئة تحرير الشام التي يعرف عنها تنظيمها وتسليحها الجيد بالاضافة إلى مدينة ادلب على “سبعين في المئة” من المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ورغم تحالفهما القديم، تصاعد منذ أشهر التوتر بين الجانبين، وفاقمه خشية هيئة تحرير الشام التي يصنفها المجتمع الدولي منظمة “ارهابية” من خطة لاستهدافها في المرحلة المقبلة وطردها من ادلب.
وخلال المواجهات الأخيرة في ادلب، خرجت تظاهرات شعبية في بعض مدن المحافظة منددة بأداء الجهاديين الذي ردوا بإطلاق الرصاص عليها، ما أدى إلى مقتل مدني واحد.
أين تتمركز الفصائل المعارضة راهنًا؟انسحبت حركة أحرار الشام التي باتت حاليًا في موقع ضعيف من عشرات المدن والبلدات والقرى وتوجهت نحو جنوب المحافظة، وتحديدًا إلى منطقة اريحا وجبل الزاوية.
ويقول الباحث المتخصص في الشأن السوري في مؤسسة “سنتشوري” سام هيلر لوكالة فرانس برس إنه لم يعد واضحًا إذا كانت هذه المجموعة “موجودة ايضًا” لافتًا إلى أن “ما تبقى منها استقطبته هيئة تحرير الشام ببطء”.
وتلقت الفصائل المعارضة سلسلة من الهزائم وتحديدًا منذ نهاية العام 2015، مع بدء موسكو حليفة دمشق ضربات جوية دعمًا لقوات النظام السوري. وادى التدخل الروسي إلى خسارتها معاقل عدة ابرزها مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، في نهاية العام الماضي.
ويوضح هيلر ان “شمال غرب سوريا شكل النواة الجغرافية والسياسية للمعارضة وهذا الجزء اخذه” الجهاديون.
وكانت ادلب تعد أحد آخر كبرى معاقل الفصائل المعارضة رغم ان السيطرة عليها ما كانت لتتم لولا تحالفها مع جبهة النصرة سابقا.
ومقارنة مع العام 2012، لم يبق لفصائل المعارضة شيئًا بعد اقصائهم في ادلب كما تم تهميشهم في جنوب سوريا وريف دمشق بفضل اتفاقات وقف الاعمال القتالية التي بدا تطبيقها بموجب تفاهمات دولية.
أي سيناريوهات لإدلب؟لهيئة تحرير الشام، التي تعد التنظيم الجهادي الثاني في سوريا منذ اندلاع النزاع، اكثر من خصم في الداخل وعلى الساحة الدولية.
ومنذ سنوات، شكل فك الفصائل المعارضة ارتباطها بالمجموعات الجهادية مسألة شائكة، تحديدًا بين موسكو الداعمة لدمشق والتي لطالما تمسكت بهذا المطلب وبين واشنطن التي كانت تعد من ابرز داعمي المعارضة.
واتهمت الولايات المتحدة والمعارضة مرارًا روسيا باستهداف الفصائل المصنفة “معتدلة” في ادلب، تحت ذريعة استهدافها لهيئة تحرير الشام.
ومع التموضع الاخير، باتت مواقع سيطرة الحليفين السابقين (تحرير الشام واحرار الشام) اكثر وضوحًا جغرافيًا.
ويمكن بالتالي لمحافظة ادلب ان تشكل الهدف المقبل لعملية عسكرية تستهدف الجهاديين بعد أشهر من تداول معلومات عن هجوم تركي محتمل أو حتى روسي.
وأعرب ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من تحول ادلب في المرحلة المقبلة إلى “موصل جديدة” أو هدفا لعملية عسكرية لقوات النظام السوري.
وكتب رئيس وفد الفصائل المعارضة إلى محادثات السلام والقيادي البارز في فصيل “جيش الإسلام” محمد علوش على تويتر “ندائي لأهلي في إدلب اعتبروا مما جرى في الموصل، فصائلكم تبخرت والقرار بيدكم ان قبلتم بسيطرة هؤلاء (في إشارة إلى النصرة سابقا) سيخذلونكم عند القتال وسيكونون أول الهاربين”.
ولا يتوقع المحلل العسكري في مركز عمران، مقره اسطنبول، نوار اوليفر هجومًا عسكريًا شاملًا ضد ادلب ولكن “تصعيدًا في الضربات الجوية من قبل التحالف” او “غارات استراتيجية” من روسيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى