الفدائي الأسير.. أحمد المرقشي

> د. هشام محسن السقاف

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
السياسية فغدا شبيها بالدول الاسكندنافية!! بينما لم يتطرق الاثنان (وقد غادرا مواقعهما الاشتراكية بزوال الحاكمية عن حزبهما) إلى ضامنة الأمن الاقتصادي والاجتماعي التي حققها الحزب الاشتراكي أثناء حكمه الجنوب. ولذلك كان الاعتقاد أن الشمال لم يقرأ جيدا أو يغوص في التراكيب النفسية الجنوبية التي اعتادت حضور الدولة كمعطى تاريخي وحضاري متقدم على حساب البنى الاجتماعية التقليدية المتأخرة كالقبيلة. تتجلى حقيقة ذلك في عدن المدينة (الدولة) وبعض السلطنات المدنية المحيطة بها كالعبدلية والفضلية وصولا إلى القعيطية في حضرموت.
لذلك اصطدمت سلطة الاحتلال برفض قطعي جمعي جنوبي لمشروع الجمهورية العربية اليمنية البديل لاتفاق الوحدة بين الدولتين، وكان الاصطدام سرعان ما ينشأ فرديا في البداية بين ممارسي الهيمنة على الجنوب القادمة من الشمال ومواطنين جنوبيين ثائرين ورافضين لهكذا ممارسات في أرضهم. ونتذكر أن واحدة من تلك الوقائع كان بطلها أحمد عمر العبادي المرقشي عندما أراد أفراد من أمن الاحتلال الاستيلاء على أرضية له بقرب منزله. تبادل الفدائي البطل إطلاق النار وبخبرته كفدائي جسور وصاحب حق أصابهم حيث يجب أن تكون الإصابة للإعاقة وشل القدرة ثم أسعفهم بطقمهم الذي جاءوا به معتدين إلى طوارئ المستشفى الجمهوري وعاد الأسد إلى عرينه.
كانت تلك قنطرة الوصول التي مدها المرقشي إلى كثير من محبيه دون أن يتفوه بكلمة أو يفتخر بملحمته تلك وهو الفدائي الذي لبى نداء فلسطين فذهب مقاتلًا ملتحمًا بصفوف الفدائيين احتسابًا لله وللعمل القومي العربي.
ثم رأيناه يصول ويجول كقائد نقابي يذوذ ويدافع عن العاملين في مؤسسة النقل البري ويصد جشع مراكز القوى الساعية إلى نهب ممتلكات وأصول هذه المؤسسة العريقة، كما فعلوا بكل مؤسسات الجنوب ومصانعه بدون خجل أو حياء.
ولأن الطيور على أشكالها تقع فقد كان هذا الفدائي الأشوس قريبا جدا من قلب وفكر الراحل الأستاذ هشام باشراحيل، مرافقا له جيئته وذهابه، وهو يتصدر العمل الجنوبي المناهض لواقع ما بعد اجتياح الجنوب في العام 1994م.
وكانت رحلته مع الباشراحيل إلى صنعاء وكأنها تخطيط قدري لأن يتصدى هذا البطل لعصابة تتبع رأس النظام مباشرة كان هدفها اغتيال هشام باشراحيل، وإسكات صوت «الأيام» الذي لطالما شكل هاجسا مزعجا لعلي عبدالله صالح.
وكانت شرارة الالتحام الجنوبي من مختلف الاتجاهات والميول السياسية ومن مختلف مناطق الجنوب كفيلا بفك الحصار عن دار «الأيام» في صنعاء وعودة هشام إلى عدن في موكب ثوري لم تشهده المدينة من قبل.
بينما المرقشي الشجاع كان أقوى وأصلب من مؤامرة السجن والعدالة المسروقة أثناء محاكماته، ليظل شبحًا يخيف السجان والسجن، وتظل كلماته وأشعاره من داخل زنزانته رصاصات قس صدور الظالمين ومشعل تثوير لشعب الجنوب الذي هو مطالب أكثر من أي وقت الوقوف بجدية إزاء قضية المرقشي العادلة وطرحها على كافة الهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية وعلى “الشرعية” في بلادنا لإطلاق سراح شيخ السجناء وكبيرهم الفدائي البطل أحمد عمر المرقشي – فك الله أسره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى