فنزويلا تعتقل زعيمين معارضين وسط انتقادات دولية

> كراكاس«الأيام» ا.ف.ب

> اعتقلت أجهزة الاستخبارات الفنزويلية قياديين معارضين بارزين، بحسب ما أفادت أسرتاهما، بعد يوم على انتخاب جمعية تأسيسية يريد لها الرئيس أن تحل محل البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة.
اقتاد عناصر من الاستخبارات ليوبولدو لوبيز وانطونيو ليديزما الخاضعين للإقامة الجبرية، بحسب ما أفادت زوجة لوبيز وأبناء ليديزما.
يعد الرجلان بين أبرز قادة المعارضة ودعا كلاهما إلى مقاطعة انتخابات الأحد الماضي لاختيار أعضاء جمعية تأسيسية مهمتها إعادة كتابة الدستور.
وحملت عائلاتهما الرئيس الفنزويلا نيكولاس مادورو، الذي رمى بثقله خلف الانتخابات، المسؤولية عن سلامتهما.
من جهتها، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني بالاعتقالات التي وصفتها بأنها “خطوة في الاتجاه الخاطئ. ننتظر الحصول على المزيد من المعلومات من السلطات الفنزويلية بشأن وضعهما الذي لا يزال غير واضح”.
وكتبت ليليان تينتوري، زوجة لوبيز، على موقع “توتير” “أخذوا ليوبولدو من المنزل. لا نعرف أين هو”.
ونشرت ليليان تينتوري شريط فيديو يظهر فيه أربعة عناصر بزي الشرطة إلى جانب ثلاثة أشخاص بلباس مدني وهم يزجون بلوبيز في سيارة تابعة لجهاز الاستخبارات المعروف باسم “سبين” وينطلقون به برفقة سيارات أخرى.
وكتب أبناء ليديزما -- فيكتور وفانيسا وانتوانيتا -- على “تويتر” أن عناصر جهاز الاستخبارات اقتادوا والدهم.
ونشرت المعارضة ووسائل إعلام صورا التقطت بهواتف محمولة تظهر لحظة إخراج ليديزما من منزله بالقوة وهو لا يزال بملابس النوم.
ووضع لوبيز البالغ من العمر 46 عاما قيد الإقامة الجبرية في يوليو بعدما أمضى ثلاث سنوات وخمسة شهور في السجن كجزء من محكومية مدتها 14 عاما حيث أدين بإثارة العنف خلال التظاهرات التي خرجت ضد مادورو عام 2014 وأسفرت عن مقتل 43 شخصا.
ومن ناحيته، رأى النائب المعارض فريدي غيفارا أن الاعتقالات تهدف إلى “إخافتنا والنيل من عزيمتنا”.
وخلفت أربعة أشهر من التظاهرات الشعبية ضد مادورو 120 قتيلا، بينهم عشرة أشخاص قتلوا خلال نهاية الأسبوع.
وقالت المعارضة إن انتخابات الجمعية التأسيسية ليست سوى حيلة استخدمها مادورو للتشبث بالسلطة كونه لا يملك الشعبية التي تخوله الفوز بالانتخابات على حد تعبيرها. ويفترض أن تجري الانتخابات المقبلة عام 2018.
ودعت المعارضة إلى الخروج في مسيرة ضخمة اليوم الأربعاء مع بدء الجمعية التأسيسية، المكونة فقط من أعضاء حزب مادورو الاشتراكي، عملها.
- “أوامر الامبريالية” - ويوم أمس الأول الاثنين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مباشرة على مادورو على خلفية الانتخابات، ووصفته بأنه “ديكتاتور” فيما رفض الرئيس الانصياع إلى ما اعتبر أنها “أوامر الامبريالية”.
وتعد الإجراءات غير اعتيادية ضد رئيس دولة لا يزال في منصبه إلا أن معظمها تحمل طابعا رمزيا حيث تقضي بتجميد أي أصول قد يملكها مادورو في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الأميركيين من التعامل معه.
وقال وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين في بيان ان “الانتخابات غير الشرعية التي جرت تؤكد ان مادورو ديكتاتور يتجاهل ارادة الشعب الفنزويلي”.
وندد مادورو من جهته بالتحرك الأميركي قائلا “انا مستهدف بعقوبات لانني لا انصاع لاوامر حكومات أجنبية”.
وانضمت كولومبيا والمكسيك والبيرو وغيرها من الدول إلى الولايات المتحدة برفضها نتائج انتخابات يوم الأحد.
وبدورها، نددت المدعية العامة في فنزويلا لويزا اورتيغا التي باتت أحد أبرز وجوه المعارضة،أمس الأول الاثنين بـ “الطموح الديكتاتوري” لمادورو رافضة الاعتراف بالجمعية.
ولكن حلفاءه التقليديين -- بوليفيا، كوبا، نيكاراغوا، وروسيا -- اتخذوا مواقف مؤيدة لمادورو الذي تجاهل التظاهرات الواسعة وحزمة سابقة من العقوبات الأميركية بحق مسؤوليه لدفع الانتخابات قدما.
وأشارت المعارضة إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت حوالي 12 بالمئة، وهو رقم عكسه حضور الناخبين الضعيف خارج الكثير من مراكز الاقتراع.
وأما مركز “داتاناليسيس” لاستطلاعات الراي فافاد ان اكثر من ثمانين في المئة من الفنزويليين يرفضون حكم مادورو للبلاد و72 في المئة مشروع الجمعية التأسيسية.
ويعاني مواطنو فنزويلا البالغ تعدادهم 30 مليونا من أزمة اقتصادية خانقة جراء تراجع اسعار النفط ونقص المواد الأساسية.
ولا يفرض القرار الاميركي الأخير أي عقوبات على صادرات النفط الفنزويلية الضخمة للولايات المتحدة، وهي شريان حياة رئيسي لاقتصاد فنزويلا ولحكومتها اليسارية المناوئة لواشنطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى