في البنك المركزي "جدة عميا سرجي"

> راؤول السروري

>
راؤول السروري
راؤول السروري
يعرف أن فكرة إنشاء البنوك والمصارف بأنواعها، جاءت لحفظ وتنظيم التداول النقدي في البلاد بعيدا عن من يمتلكها، وأنشئت هذه البنوك وفق قوانين منظمة لها تلزمها أولا، ثم تحميها من عبث العابثين ثانيا.
فبدلا من العبث بالعملات النقدية والورقية ولا سيما عملة البلد الرسمية، يحفظ ويسهل التداول النقدي عن طريق البنوك والمصارف بأنواعها تحت إشراف مباشر من البنك المركزي، فلا تعاني الدولة من شحة النقد المحلي والأجنبي.
ولا تكاد ترى دولة بالعالم لا يوجد فيها بنوك بأنواعها، حيث تساهم هذه البنوك والمصارف في التنمية ومرونة التداول النقدي بتلك الدول وفقا للقوانين المنظمة لها.
وحتى لا تكون هناك عشوائية بين البنوك والمصارف جاءت أهمية تدخل البنك المركزي "أبو البنوك" الذي يعتبر ركن أساسي من أركان الدولة بالتزامن مع الأركان الأخرى " الأرض، الشعب، السلطة، العلم".. كما أن وجود البنك المركزي ليقوم بمقام البنوك والمصارف بشكل مباشر هو تعقيد حقيقي للتجارة الحرة.
وقد نظمت القوانين والتشريعات آلية العمل بين أبو البنوك "المركزي" وبين البنوك والمصارف بأنواعها، كما نظمت أيضا تلك القوانين دور محلات الصرافة ومدى مساعدتها في التناغم بين البنوك والمصارف وبين أبو البنوك "البنك المركزي" ، فلا يمكن أن تقوم محلات صرافة بدور البنوك والمصارف، كما لا يمكن أن يغيب دور البنك المركزي في دولة وإلا انهارت هذه الدولة.
ولنا في البنك الأهلي إشارة مع موضوعنا هذا حين كان له دور فاعل في اليمن الديمقراطي سابقا بالرغم من النظام الاشتراكي الذي كان سائدا، ولكن ظل البنك الأهلي هامة ورقم بالناتج المحلي والقومي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وكذلك البنك اليمني للإنشاء والتعمير حين تم إنشاؤه في شمال اليمن آنذاك بمنتصف السبعينات من القرن الماضي.
وما نلاحظه ونلتمس معاناته اليوم في المناطق المحررة وبالأخص العاصمة عدن من تهاوي وانخفاض مخيف للريال اليمني مقابل العملات الأخرى سببه الرئيسي هو عدم فاعلية دور البنك المركزي اليمني ووزارة المالية في إدارة السياسات النقدية والمالية بالبلد حتى إنه مع الأسف وصل حال ريالنا لشبه انعدام مخيف، وأصبحت عملة الريال اليمني كالعملة في لعبة المنابولي عند الانتهاء منها لا يمكنك أن تستخدم مبالغها خارج إطار هذه اللعبة وإن كنت من الأثرياء فيها.
وهذا ما يمكننا ملاحظته تماما كمهنين حين تم طباعة فئة الخمسمائة ريال مؤخرا بدون الإعلان المسبق عنها أو سحب للأوراق المتهالكة من نفس الفئة بالرغم من تغيير كلي في الشكل العام لها.
وهنا أتساءل حقيقة عن "كيف لمحلات صرافة بسيطة أن تحل محل البنك المركزي ملغية بذلك دور البنوك الأخرى ؟!"
وأتساءل أيضا: "كيف لعدد بالمئات من المليارات بالريال اليمني طبعت مؤخرا أن تختفي في ظل وجود البنك المركزي؟!"
ولأن الإجابة على هذه الأسئلة هي مفتاح أساسي يساعد في حل كافة المشاكل الاقتصادية والمالية، ولأن التبعيات السلبية الناتجة عن غياب الدور الفعال للبنك المركزي وتربع عشوائية مالية لتحل محله لا نعلم من يوجهها، فسيتم طرح هذا الموضوع في أعداد قادمة بإذن الله تعالى.. مناشدا جدة عميا بقولي "جداه عميا سرجي شلي عصاتك واخبطي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى