"رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ" الشهيد جعفر محمد سعد.. قائد معركة «غضب عدن» قتله مرتزقة الجنوب

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
الولادة والنشأة:
اللواء جعفر محمد سعد، من مواليد 5 مايو 1950م في الشيخ عثمان، وتحديداً قسم “ب”، “B”، القسم الذي ينتمي إليه: محمد مرشد ناجي، محسن علي بريك، علي فيروز، عبدالعزيز باوزير، محمد عبدالله مخشف، بيوت السادة علي إسماعيل وعمر إسماعيل وعبده اسماعيل، بيت محمد عبادي، طه فارع، عبدالله عبدالكريم، محمد عبدالله مقطري،
معتوق حسن ثابت، بيوت العقربي، حميد قائد، بيت الوطني، طه أحمد مقبل، عبدالله محمد حاتم، الصاغ محمد خان، عبدالعزيز أحمد مقبل، بيت منذوق، بيت الغريري، بيت الهمداني، بيت الباشا، بيت ماطر، بيت الحيد، بيت الديربة، بيت عبدالله سيف، بيت الجوحاني، بيت سحولي، وبيوت أخرى كثيرة
عاش اللواء جعفر وسط أهله وناسه في قسم (B) وله قواسم مشتركة مع أقرانه ومنها كتّاب (معلامة) الفقي جازم ومسجد الهاشمي ونادي الهلال الرياضي، وكل هذه المعالم داخلة في جغرافية الشيخ عثمان وعلى وجه الخصوص قسم (B).
تلقى اللواء جعفر دراسته بمختلف مراحلها (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية) في عدن وأبرزها مدرسة النهضة العربية.
*اللواء جعفر إلى الاتحاد السوفيتي عبر القوات المسلحة
التحق اللواء جعفر محمد سعد بالقوات المسلحة عام 1967م، وفي عام 1969م سافر إلى الاتحاد السوفيتي (سابقاً) (جمهورية روسيا الاتحادية - حاليا)، والتحق بالكلية العسكرية للقوات البرية وحصل فيها على البكالوريوس عام 1972م.
*اللواء جعفر يتألق ميدانياً ويتدرج أكاديمياً
تألق اللواء جعفر محمد سعد في عمله الميداني، ذلك أنه تحمل عدة مسئوليات بدأها قائدا لفصيلة دبابات ثم قائد سرية دبابات ثم أركان كتيبة دبابات ثم قائد كتيبة دبابات، ورشح بعد ذلك للدراسة العليا في أكاديمية المدرعات كلية القيادة والأركان في الاتحاد السوفيتي عام 1975م، وحصل على شهادة الماجستير بامتياز عام 1978م.
*اللواء جعفر.. مسار عسكري متألق
شق اللواء جعفر محمد سعد طريقه بتميز وانتزع ثقة رؤسائه به وانتزع القرار تلو القرار وبدأ مشوار التألق والثقة عندما تحمل مسئولية ركن تدريب سلاح مدرعات في دائرة التدريب للأركان العامة ثم ركن تدريب القوات البرية للأركان العامة ثم نائب مدير التدريب في الأركان العامة ثم رئيس شعبة التخطيط والتدريب العملياتي للأركان العامة ثم نائب مدير دائرة العمليات الحربية للاركان العامة ثم نائب كبير المعلمين بالكلية الحربية ثم مستشار لوزير الدفاع بعد الوحدة.
*اللواء جعفر على مستوى الكتابة والتأليف
كان اللواء جعفر - رحمه الله - مثقفاً ودؤوبا على توسيع وتطوير مداركه في جوانب عدة عامة وخاصة، ويتضح ذلك من عناوين أعماله منها هيئات العمليات والكمبيوتر في جيوش الدول النامية وخبرات وخصوصيات البناء العسكري في الدول النامية وأمن البحر الأحمر.
*اللواء جعفر والتعدد والتنوع في المسئوليات
برز اللواء جعفر محمد سعد ودخل دائرة الضوء وهو يصول ويجول في مواقع عدة منها أنه كان أحد مؤسسي المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات عام 1989م، وعندما فرضت الحرب على الجنوب في صيف 1994م ومقدماتها حملة الاغتيالات في الفترة الانتقالية عندما نفذت عصابات نظام صنعاء حملة اغتيالات مكثفة توزعت بين اغتيالات ومحاولات اغتيالات بلغ عدد عملياتها 180 عملية.
قاد اللواء جعفر محمد سعد جبهة الوهط في الحرب الغادرة المعروفة بحرب صيف 1994م، وأبلى بلاء حسنا إلا أن الغزو كان في أصله وأساسه “الغزو من الداخل” بتعبير الراحل الكبير عبدالله البردوني.
*عملية (غضب عدن) أغضبت مرتزقة الجنوب
بعد أن وضعت حرب صيف 1994م أوزارها بعد أن اكتملت حلقات التآمر الدولية والمحلية غادر اللواء جعفر إلى مصر ومن هناك شدّ الرحال إلى المملكة المتحدة واستقر فيها.
عاد اللواء جعفر إلى عدن قبيل بدء الحرب في مارس 2015م وشارك في غرفة عمليات التحالف في الرياض وكلفه الرئيس هادي بقيادة عملية تحرير عدن والتي سماها اللواء جعفر عملية “غضب عدن”، وتكللت بالنجاح الباهر ولم تحسب له بل حسبت عليه.
*الثقة بجعفر في واقع حافل بالاغتيالات
سبق وأن أشرنا إلى أن الرئيس هادي كلف المغوار جعفر محمد سعد بقيادة المعركة لتحرير عدن وتكللت المهمة بالنجاح فمنح الرئيس هادي جعفر محمد سعد الثقة عندما أصدر قرارا جمهوريا يوم الخميس 8 أكتوبر 2015م بتعيينه محافظا لمحافظة عدن، وفي نفس اليوم مجهولون يغتالون القاضي عباس حسين العقربي في منطقة بير أحمد وهو عائد من مقر عمله في البريقة.
كتاب الشهيد جعفر
كتاب الشهيد جعفر

*نجاحات باهرة يحققها جعفر في ثلاثة أشهر
دخل جعفر محمد سعد قلوب الناس لأنه حمل مشروعاً بإعادة تطبيع الأوضاع في محافظة عدن ونزل إلى كل المرافق وتلمس أوضاعها وشكل لجانا لحل المشاكل العالقة وذلل الصعوبات ولمس الناس في المحافظة بأن جعفر حرك المياه الآسنة ووضع كل شيء على الطاولة، ولا يوجد في قاموسه اللعب من تحت الطاولة، وكان يعمل بشفافية وبشجاعة، ومن ذلك أنه رفض التعامل مع (الجواني) التي تدفقت على عدن بالريال السعودي أو الدرهم الإماراتي، وقال إن عدن صاحبة السبق في التعامل مع النظام المصرفي منذ بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما أسس الكابتن لوك توماس “بنك عدن” (Bank Of Aden)، فواجه قرار الموت.
*موجة اغتيالات شملت جعفر محمد سعد
بعد خروجه من بيته الرسمي بمنطقة جولد مور صباح الأحد 6 ديسمبر 2015م تعرض موكب المحافظ جعفر لكمين مفخخ احترقت فيه سيارته وقضى نحبه مع كوكبة من الشهداء هم: محمد عبدالله زين وطارق أحمد سالم عبيد وفادي عباس حسين، ويلاحظ أن القاضي عباس حسين العقربي قضى نحبه يوم تعيين اللواء عيدروس، فيما قضى نجله فادي نحبه يوم استشهاد اللواء جعفر.
وفي نفس يوم استشهاد اللواء جعفر نفذت عصابات المخطط الاستخباري الخارجي من مرتزقة الجنوب اغتيال العقيد الخضر علي أحمد بالمعلا والقاضي محسن محمد علوان أمام مجمع “بنده” في المنصورة.
بات العمل الإجرامي المدبر ضد المحافظ جعفر مكشوفا للقاصي والداني لكل ذي بصر وبصيرة بل وللأبله المعتوه أن الحادث سياسي بامتياز وفي اطار مخطط “حدود الدم”، والدليل على ذلك أن العملية نسبت إلى “داعش” العدو الوهمي الذي صنعته دوائر استخبارية دولية وصنائعها المحليون وهم معروفون.
*يوم الحزن الكبير على فراق جعفر
شيعت جموع غفيرة من أبناء عدن محافظهم البار اللواء جعفر محمد سعد، قائد تحرير عدن، وصلى خلف جنازته الرئيس عبدربه منصور هادي والعميد عيدروس الزبيدي، خير خلف لخير سلف، وعدد كبير من القيادات ووري جثمانه الطاهر ثرى مقبرة أبو حربة بمدينة إنماء.
بكت عدن المحافظ الذي حل في زمن قياسي مشاكل عصية حيث أنهى أزمة الوقود والكهرباء وأعاد الأمل إلى قلوب الشباب وأنقذ المحافظة من كارثة بيئية وشيكة، ودشن مع الهلال الاحمر الإماراتي عدداً كبيراً من المشاريع في الصحة والتعليم وخدمات الماء والكهرباء وحضر شخصيا كافة الفعاليات الاجتماعية وبصورة أساسية النظافة التي شهدتها مدينة عدن.
*ماذا قالت أرملته كوثر شاذلي في ذكرى وفاته الأولى
في 6 ديسمبر 2016م نشرت المواقع كلمة السيدة كوثر شاذلي، أرملة الفقيد جعفر وأعادت نشرها صحيفة “الأمناء” يوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 بمناسبة ذكرى وفاته الأولى، اقتبس منها شذرات:
“ترجل الفارس وبقي حصانه وبقي سيفه وبقيت مآثره، لا شيء يرحل إلا إذا كان وهما وأنت الحقيقة الساطعة في ليل كان حالك السواد على عدن فأيقظت الأمل في النفوس حين جئتها ربانا ونزلت أرضها فارسا لا يشق له غبار.
فما بال جرحي لا يبرأ؟! ما بالي أبحث عنك بين الوجوه؟!، أمني النفس برؤياك مجدداً؟! ما بالي أنام وأستفيق على وجودك وصوتك في حنايا بيتنا وجنباته يملأه حياة؟.
فنم صنو عدن وأبيها قرير العين.. فمثلك أبداً لا يموت”.
خلف البطل المغوار اللواء جعفر محمد سعد ذكراً حسناً وإرثا نضاليا وطنيا كما خلف ابناً وابنتين: محمد، لينا، روزا.. يكفيك يا جعفر ما كتبه شاب جنوبي: “أتمنى أن يرزق الله أبي ميتة كميتة المحافظ الشهيد”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى