> مرت علينا بهدوء، يوم الاربعاء الماضي، الذكرى الـ(32) لرحيل الفنان القدير والملحن الكبير احمد محمد ناجي، كغيرها من ذكريات رحيل او ميلاد فنانينا الكبار، وقد كان احمد محمد ناجي استاذاً ومربياً ومعلماً ومبدعاً موسيقياً، وصانع أجمل وأروع الألحان، ومكتشف الكثير من المواهب الغنائية والمسرحية، التي أصبحت اسماء مشهورة في الساحة الفنية، مثل الفنانين والفنانات والموسييقيين: فيصل الصلاحي، عصام خليدي، سعيد أحمد بن أحمد، أبوبكر سكاريب، عباد الحسيني، ٱمل كعدل، وفاء أحمد سعيد، نوال محمد حسين.. وغيرهم، وعدد آخر من طلاب مدارس البدو الرحل والزحف الأحمر والنجمة الحمراء، وكذا من مختلف مدارس عدن.
وكان الناجي هو الذي أظهر هذه الأسماء اللامعة، وبتكليف من الرئيس سالم ربيع علي (سالمين).
وبفضله تألق اولئك الشباب من مطربين وموسيقيين، وقدموا أجمل وأروع الابداعات الفنية، وصار لهم شأن وشهرة فنية كبيرة، منهم الفنان سالم الحطاب قائد فرقة الزحف الاحمر، ومند سن مبكرة، وعازفو الكمان المايسترو عبدالعزيز علي مكرد وأنيس درهم وعلي قاسم أحمد وعركل صالح حيدرة.
وقد كان الناجي وبمعية الاستاذين علي بن علي الربيح كمعلم وتربوي وجعفر حسن الحاج، لهم الفضل بظهور اولئك الشبان الموهوبين.
وكان الفنان القدير الراحل احمد محمد ناجي، قد بدأ مشواره الفني الموسيقي والمسرحي، كملحن مع مجموعة من الفنانين، مثل سعيد الشعوي وأحمد عمر عوذلي وسالم عبدالله سالم وأحمد تكرير ومدهش صالح وسلطان وصدام سيف ومحمد بن محمد القحطاني وحسن كريدي، وذلك في مطلع الستينيات من القرن الماضي، بفرقة الشرطة (آرمي بوليس)، والمسمى حاليا (معسكر عشرين)، الذي تمرد ضباطه وجنوده، وسطروا مع الثوار ملحمة يوم عشرين يونيو ١٩٦٧م، بسقوط مدينة كريتر بأيديهم، وكانت كرد فعل لنكسة حزيران.
وكان الاستاذ الفنان القدير الراحل احمد محمد ناجي، قد قدم اسهاما فنيا كبيرا في تلحين العديد من الأعمال الفنية للمسرح الغنائي المدرسي، ولازم حينها المخرج المسرحي ورائد مسرح الطفل، الاستاذ الراحل أبوبكر القيسي، وكان أول عمل فني لهما هو مسرحية (الشهيد) للمؤلف محمد قاسم مثنى، وألحان الناجي، واخراج أبوبكر القيسي وشارك فيها كل من فيصل الصلاحي بدور الشهيد، وأمل كعدل بدور أخت الشهيد، ووفاء أحمد سعيد بدور أم الشهيد، والممثل الراحل عبدالله شرف بدور شقيق الشهيد.
وقد امضى احمد محمد ناجي، عمره الفني كله في اكتشاف المواهب الجديدة في الموسيقى والغناء والمسرح، كما شارك في تأسيس العديد من الفرق الموسيقية والمسرحية الأهلية والرسمية، مثل الفرقة العربية للموسيقى وفرقة الشرق الموسيقية وفرقة مسرح القوات المسلحة وغيرها، مساهما في تبني وتعليم وتدريب المواهب الجديدة وتشجيعها.
الناجي من مواليد العام ١٩٤٥م بمدينة الشيخ عثمان في عدن، وقد أغنى وملأ الساحة الفنية بمقدرته الفنية العالية بالعزف على آلة القانون، وكملحن شهد له كبار المطربين والملحنين، وقد غادرنا برحيله الأبدي عن عمر ناهز الأربعين عاما، قضى جله في حب كل المبدعين والعمل على رفع معنوياتهم، وفي العطاء الابداعي المستمر.