سلامي عليك منك إليك

> مصطفى علي الهتار

>
مصطفى  الهتار
مصطفى الهتار
كان لقاؤنا بالمعية حين أتتنا من جب حظوظنا في الحياة.. تلاقينا حين وضع القدر رسالة صغيرة مكتوبة منطوقة هناك في زاوية الخبر على خصيب من وداعة الذهبية المنعكسة بخيوطها على لؤلؤات كأنها ألماس في سلامة لمعتها وصفائها، وبهاء طلتها كسحر الضحكات المزفرة مع التنهيدات المحرقة من حب الجمال في أعين الحياة الصامتة رغم الثرثرة القابعة هناك في أقاصي الحنجرة المختبئة خلف ملايين من الأسئلة المحيرة، الكاتمة أنفاس الألم السحيق، المتوجعة كتوجع لحظة المخيض المشتعلة اشتياقا لذاك النسيم الذي يعبرك إليك ويأخذك إليك منك، إنها اللحظات الأكثر عناقا للحقيقة الأكثر احتضانا للطبيعة.
من على أكتاف جبالها تراها.. ومن وسط بحارها تشعر بكيانها.
ومن قلب السلام تأتيك هي معرفة به.. ما استحوذت علي أمكنة كتلك التي كنت أتعهدها عند كل لحظة مغيب من على خديها الموردة وثغرها المبتسم دوما وأبدا، أنت عروس العالم بامتياز وفاتنته بكل المقاييس، أزمن قلبي بأمكنتك، وفي كل لقاء لست أملك غير أن أحبك أكثر، وعشقي لك نصيب مقدر، وشوقي إليك سيرى إليك كل لحظة كل برهة كل وقت، لا أرى إلا أنت.
منذ زمن، وأنا أكتبك بمحبرة دمي، وكلما تجرأت أكثر كتبت لونا للسحر من كل الزوايا عاكسة جمالك على كل المرايا، لاسمك ميزة فريدة، وللحديث عنك شجن لا يعرف التوقف، لك في حنايا خافقي جُمَل لا تليق إلا بك، إذ أنتِ لي مبتدأي والخبر، وأنتِ لي أزهار العمر ومسك العطر.
أنتِ وبكل فخر حديث الصباح والمساء .. ومدينة لن يكررها التاريخ مرة أخرى .. تمتلكين من العظمة ما يجعلك قوية في وجه كل ترهلات هذا العالم الكئيب الحاقد عليك، وترغمين كل مار الركوع أمام مقلتيك .. مفاد الكلام أنت عالم من الاحتواء.
ثم تحيتي بعد ذاك السلام سلام .. سلام عليك منك إليك يا صلاة القلوب (عدن).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى