صيدلي .. يا صيدلي ..!!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* أينما يممنا وجوهنا في (الجنوب)، فنحن أمام (صيدليات) مناوبة تتكاثر وتتناسل خارج غرف النوم، كما هو الحال بالذباب..
* وأكثر ما (يربش) أن (الصيادلة) المناوبين يعملون بالوكالة عن (عزرائيل)، ويرسلون المريض إلى حتفه دون أن يكتب وصيته الأخيرة ..
* عندما ينسى (الصيدلي) يمين (أبو قراط)، ويتعامل مع الدواء على أنه تجارة، والمريض على أنه (زبون)، يمكنه أن يصرف لك في لحظة غباء حبوب منع الحمل، بدلا من دواء ضغط الدم.
* يستسهل (الصيدلاني) الخطأ، ثم يمارس التكرار بعيدا عن عيون الشطار، طالما وهو على يقين أن العقاب عندنا شديد الشبه بأسطورة النعامة، التي لا هي طير مع أن لها جناحين، ولا هي جمل مع أن لها شكل الجمل..
* ولأن الصراحة فيها راحة كما قال الفنان (محمد سعد عبدالله) ، فإن ما يحدث من تجاوزات وأخطاء قاتلة في (الصيدليات) نتاج تعليم جامعي جامد ومتخلف، ويعلم كل دكتور (صيدلي) أنه ما من فلاح زرع البلس الشوكي وانتظر ثمرة الفراولة، وفي هذه الحقيقة ما يلخص مأساة ما يتلقاه الدارسون في كلية الصيدلة، من محاضرات سطحية عقيمة ونماذج امتحانات تحتفظ بصيغتها وأسئلتها منذ عقدين من الزمن..
* وفي غياب (قط) الرقابة، يلعب (الفأر) في لب كل (صيدلي) يشرف على مخازن أدوية هي أقرب إلى (فرن)، تستوعب الأدوية وتخزنها دون ضبط حرارة التخزين عند الدرجة المئوية المثالية..
* معظم خريجي كلية الصيدلة (إلا من رحم ربي) يتصببون عرقا باردا عند قراءة (روشتة) العلاج، وحتى لا يضبطه المريض متلبسا بالجهل والغباء، يضطر للخروج من المأزق بصرف أقرب دواء، ثم يحمله أمانة السلام على الوالد الذي مات..
* أحيانا يحتاج (الصيدلي) إلى وخز ضميره بالإبر الصينية، تذكره أن صرف حبوب الفحولة الزرقاء، وحبوب الهلوسة دون (روشتة) قلة أدب، وخروج علني عن النص يقوده إلى أقرب مركز شرطة..
* لا أحد يستطيع أن يوقف عبث (الصيادلة)، ومتاجرتهم بصحة المرضى دون وعي، طالما لا قانون يضبط، ولا وزارة تراقب وتعاقب، ولا نقابة تخرج من خمولها الصيفي، وكسلها الشتوي، لتمارس دورها في حماية الصحة، التي يراها المريض تاجا على رؤوس الأصحاء وأولهم (الصيادلة)..
* عن نفسي ينقبض قلبي ويتسارع نبضي كلما دخلت (صيدلية)، أشعر أن (الصيدلي) يقطع لي تذكرة ذهاب بلا عودة..
* يا جماعة (الصيدلي) هو الطبيب وهو المداوي، بدليل أن الفنان (عازار حبيب) استنجد به، وهو يطلب دواء لقلبه الذي صار (شعلة نار ويغلي غلي)..
* ولحماية (القلة) الذين يحترمون يمين الطب، يجب مداهمة وإغلاق كل الصيدليات التي تنشط مع (عزرائيل) خارج مدار القانون، ويجب تفعيل كل قنوات وزارة الصحة لضبط المخالفين والمخطئين والمتاجرين بحياة الناس وصحتهم..
* لكن قبل هذا كله، من الواجب إصلاح (ماسورة) كلية الطب، وتحسين منسوب صرفها الصحي، والتخلص فورا من محاضر محنط عتيق شديد الشبه بالمومياء لا يواكب علم الصيدلة، ويردد في محاضراته نشيد (أبجد هوز حطي كلمن)، فيعتقد من يمر أمام مبنى الكلية ويسمعه أنه أخطأ الطريق باتجاه روضة للأطفال ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى