قــصـة شهـيـد عوض هاشم عوض الصمدي

> خديجة بن بريك

> ارتقى شهيدا إلى جوار ربه الشاب عوض هاشم عوض الصمدي في الثاني من مايو عام 2015 وهو يتمتم بآيات من كتاب الله الكريم (الذي كان حافظا له) وهو يصارع سكرات الموت من إصابته وهو يقاتل الى جوار أبناء مدينته القلوعة في الذود عن حياض الدين والوطن والعزة والكرامة ضد غزو المليشيات القادمة من كهوف مران وسنحان.
درس الشاب الصمدي (23 عاما) من أبناء مدينة القلوعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا وكان حينها في المستوى الثالث شريعة وقانون، حافظا لكتاب الله ومدرسا للقرآن الكريم في مركز الصديق لتحفيظ القرآن الكريم “تنفيذيا” لجمعية الروضة للتكافل والنفع العام.
وهو أحد مؤسسي مبادرة (معا نعيش ونتعايش)، كان دائماً مع رفيقه وصديقه الصدوق الشهيد أحمد سهيل، حيث كانا دائما يدعيان إلى السلام والتعايش ويرفضان العنف.. حاولا نشر ثقافة السلام والتعايش بين أوساط المجتمع، فكان الجميع يتقبلهما لما يتمتعان به من خلق وأدب واحترام في التعامل.. مبادرتهما أكسبتهما قلوب الجميع.
كان الصمدي تواقا للسلام والتعايش في مدينة السلام والتعايش السلمي عدن.
لما رأى الشاب عوض الصمدي أن المليشيات الغاصبة قد انتهكت حقوق السلام والتعايش أرجع قلمه إلى غمده واستل سلاحا ناريا لمواجهة أولئك المنتهكين للسلام والتعايش اللذان كان يدعو إليهما، مثلما فعل صديقه الشهيد أحمد سهيل، فالتحق الصمدي وصمد في جبهات القتال إلى جانب أصدقائه وأبناء مدينته..
هذا عوض من كان ينادي بالتعايش والعيش السلمي بعيداً عن التطرف بعيداً عن العنف أجبرته القوة الظالمة والعدوان الحوثي الظالم على عدن بأن يترك كل شيء ويتقدم أصدقاءه ولكن هذه المرة ليست بالورقة والقلم وإنما بالسلاح ليواجه العدو الذي أراد أن يركع شعباً قال له لا لن نسمح لك بترهيب آهالينا فإن أردتم السيطرة عليها فهذا لن يكون إلا على جثثنا.
يقول معلم الصمدي : “كان عوض كريم الخلق وعظيم الهمة، وصاحب معروف عظيم، فإلى ليلة استشهاده وهو يكتب أسماء الأسر الفقيرة التي يتم توزيع المواد الغذائية لها.. وقد كان بالنسبة لي نعم الطالب ونعم الصديق ونعم الخليل. وقد قال لي يوم استشهاد أحمد سهيل أنا أول من سيلحق بأحمد سهيل، واذا استشهدت فاقبروني بجانب صديقي أحمد، وفعلا استشهد عوض وحققنا له ما أراد، فقبرناه بجانب صديقه الشهيد أحمد سهيل”.
يقول أصدقاؤه الذين كانوا معه في الجبهة: “عوض لا يعوض.. فهو من كتب رسالة اعتذار عندما دخل أحد المنازل ولم يجد أحدا فيه وشرب ماء دون علم أهل البيت، فكتب لهم رسالة اعتذار وذلك قبل يومين من استشهاده.. وكانت هذه الرسالة حديث المدينة، وهذا يدل على أخلاق الشهيد العالية التي كان يتمتع بها”.
وفي الذكرى الأولى لمن استشهاد عوض وصديقه أحمد سهيل (سفراء السلام والتعايش) أقامت جمعية الروضة للتنمية حفلا تكريمياً لهما تحدث في الحفل أ. جمال عبدالرحيم أمين عام الجمعية فقال: “الشهيدان أحمد وعوض كانا قمرين ينيران لنا الطريق في وسط الظلام وكانا شعلة في الحيوية والنشاط وحب عمل الخير ومساعدات الأسر الفقيرة والمعوزة، كان مثالا للشاب العدني المتسامح والمتفائل في بناء وطنه”.. وطلب من جميع محبي وأصدقاء الشهيدين بالمضي على نفس طريقهما.
تقول شقيقة الشهيد عوض الصمدي: “استقبلت أمي ابنها الشهيد بالزغاريد، وكانت تقول ابني عريس الجنة وأنا ربيته لهذا الطريق”.. وتضيف قائلة: “كان يدرس أخي شريعة وقانون، وقد دخل هذا المجال من أجل أن يدافع عن المستضعفين”.
استشهد عوض وهو يقوم بالتغطية عن زملائه اثناء تنفيذ هجوم على الحوثيين المتربصين في حي حافون بالمعلا وكانت إصابته مباشرة برصاص قناص بالقلب والرقبة بتاريخ 2/5/2015 وأصيب شقيقه التوأم .
عوض لا يعوض.. أراد أن يعيش بسلام ويعم السلام في مدينته الهادئة إلا أن ضجيج العدو الغاشم أخرجه من هدوئه فداعي السلام ونبذ العنف أجبراه على الدفاع عن مدينته وعرضه.. عوض لا يعوض وقد خسرته عدن، نسأل الله أن يعوضه الجنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى