قــصـة شهـيـد " سهيل قائد الرياشي"

> تكتبها: خديجة بن بريك

> من سائق باص مسالم يجلس خلف مقوده ينتقل به بين المناطق والأحياء لكسب قوت يومه إلى مقاتل في الجبهات لينتقل بقدميه من حيً إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى خلف سلاحً لم يتوقع يوماً أن يمسك به.
الشهيد سهيل قائد الرياشي من أبناء حي القطيع من أوائل (المدافعين) عن المدينة ترك خلفه كل شيء ليلتحق بأصدقائه وأبناء حيه للدفاع عن مدينته.
الشهيد سهيل أو كما يصفه أصدقاؤه الشهيد ( المتكئ ) إشارة إلى وضعه أثناء استشهاده، حيث يقول صديقه الذي كتب في صفحة التواصل الاجتماعي (شهداء عدن ) قال فيها : “(الشهيد المتكئ ) أعتبره أحد عجائب شهداء عدن، كان جامعيا ولم يملك وظيفة، إلا سائقا على باصه الأجرة يكفل أولاده ووالديه، يتمتع بحب ورضا الجميع، لا يعرف كرها ولا بغضا لأحد، كان مسالما غير عدواني، لم يحمل سلاحا إلا حين ناداه واجب الدين ومقاومة أهل الباطل من المجرمين المقتحمين للمدن”.
مضيفا : “كان مرابطا لحماية البنك المركزي من أي سلب قد يتعرض له رغم أنه لا مصلحه له من ذلك إلا حرصه على حماية الصالح العام.
شاءت إرادة الله أن يتقدم مع رفقائه إلى جولة صحيفة «الأيام» بجوار مستشفى عدن للدفاع عن كر يتر ومنع العدو الحوثي وقوات علي عبدالله صالح من اقتحام المدينة يوم الخميس 2 ابريل 2015.
وكانت إرادة الله أن تختار البطل سهيل ضمن أول دفعة من قافلة الشهداء لحماية كر يتر، أصيب إصابة ليست قاتلة، ولكن العدو منع عنهم الإسعاف، ولم يستطع أحد إنقاذهم، فما كان من بطلنا المغوار إلا أن يتمدد على الأرض شابكا أصابع كفيه خلف رأسه، شاخصاً نحو السماء، منتظرا قدر الله بكل ارتياح وسعادة ليستشهد وهو على تلك الوضعية.
ولم يستطع أبناء كر يتر من سحب جثمان الشهيد مع رفاقه إلا صبيحة اليوم التالي.
كانت وضعية جثمان الشهيد مثيرة للتعجب للأصدقاء والأعداء”.
ويقول صديقه أيضاً: “حين اتصل شباب المقاومة من أبناء حارته ليتأكدوا من خبر استشهاده أجابهم أحد الحوثيين على جواله، متعجبا من حال شهيدنا وهو يقول لهم ترحموا على صاحبكم الله يرحمه لقد قُتِل”.
الشهيد (المتكئ ) كان يعيل أسرته المكونه من زوجته وأولاده ووالديه، فقد فقدت الأسرة معيلها ولم تتوقع أن تفقد أيضاً منزلهم حيث أصبحوا بلا مأوى بعد أن دُمِر منزلهم إثر القصف الذي تعرض له حي القطيع.
تكتبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى