اليمن: السلام العسير

> تقرير/ محيي الدين شوتري

> ما بين سويسرا والكويت وجولات مكوكية على مدار العامين الماضيين من عمر الحرب اليمنية فشل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ في إحداث أي ثغرة في الجدار الصلب للأطراف اليمنية ليظل السلام المأمول في اليمن حبيس الغرف المغلقة وسط اتهامات للانقلابيين من قبل الشرعية اليمنية بإفشال جهود الوساطة الأممية لوقف الحرب في اليمن.
وبين ذلك الفشل واتهامات الأطراف لبعضها البعض دفع المواطن اليمني فاتورة باهظة لأسوأ حرب شهدتها البلاد مخلفة آلافا من القتلى والمصابين ودمارا في البنى التحتية وتفشيا للأمراض الفتاكة في بلد أعلن قبل عقدين من الزمن تخلصه وخلوه من هذه الأمراض.
العميد ثابت حسين
العميد ثابت حسين

*فرص معدومة
ووفقا للمحلل السياسي والعسكري العميد ثابت حسين فإنه في هذه الحرب تكاد تكون كل من فرص الحل السياسي من جهة والحسم العسكري من جهة أخرى تكاد تكون بعيدة أو معدومة، وأرجع ثابت الأمر إلى التناقض الحاد بين شروط وأهداف الطرفين من هذه الحرب.. بين إصرار التحالف الحوثي العفاشي على عدم الاعتراف بشرعية الرئيس هادي أو التسليم بحق هذه الشرعية في العودة إلى صنعاء سلطة حاكمة من جهة وبين تمسك الشرعية بشروطها وأهدافها في إسقاط الانقلاب الحوثي العفاشي والعودة إلى سدة الحكم في صنعاء كما كان الحال عليه قبل 21 سبتمبر 2014م، ونوه حسين أنه عسكريا لا تبدو فرص الحسم العسكري قائمة أو على الأقل قريبة من التحقق على الأرض، فمازال الحوثيون وصالح يسيطرون على الشمال بقوة على الرغم من أن وضع المعارك قد تغير نسبيا وبحيث انتقل المهاجمون الحوثيون إلى حالة الدفاع خاصة في جبهات الساحل الغربي باتجاه تعز والحديدة، ويعود ذلك أساسا إلى الدور الحاسم الذي اضطلعت به القوات الجنوبية والدعم الناري الكثيف للقوات الإماراتية الذي تكلل مؤخرا بالسيطرة على أكبر معسكرات الشمال وهو معسكر خالد بن الوليد، لكن الجبهات الأخرى في الشمال بدءا من مأرب وحجة وانتهاء بالبيضاء وصنعاء هي في وضع جامد وسلبي بالنسبة لما تسمى المقاومة الشعبية والجيش الوطني، لذلك تبدو المؤشرات مرجحة لإطالة أمد الحرب أو التوجه لإبرام صفقة سياسية ستكون نتائجها كارثية قائمة على حالة اللا حسم مثلها مثل المبادرة الخليجية.
أحمد الأثوري
أحمد الأثوري

*تسويف وتلكؤ شجع الانقلاب
في هذا السياق يرى أحمد سيف الأثوري رئيس التكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية أنه يمكن القول بأن الدعم الذي يقدمه الجانب الإيراني المتمثل بالنظام في طهران من أهم الأسباب التي أدت إلى تعثر السلام والمساعي المؤدية إليه، فدعم النظام الإيراني للانقلابيين وتحديدا الجانب الحوثي بالأسلحة والخبرات وكافة أنواع الدعم اللوجستي والإعلامي والمخابراتي والتدريبي كذلك استخدام العوامل المذهبية والمناطقية والقبلية لتأجيج الصراع ودخول المنتفعين من أصحاب المخلوع والفاسدين وأمراء الحرب إلى المعادلة أدى إلى إطالة أمد الحرب واستمرار الصراع في اليمن، كذلك عدم وجود إرادة دولية حقيقية لتحقيق السلام في اليمن والمتمثل في عدم استخدام الآليات المتاحة للضغط على الانقلابيين لتحقيق السلام الدائم والمنشود بالإضافة إلى عدم قناعة الانقلابيين بالحل السلمي وميولهم إلى المراوغة الدائمة واستغلال فرص أتيحت لهم للجلوس إلى طاولة الحوار وإعادة الانتشار وترتيب وخلط الأوراق بدل العمل على الاستماع إلى صوت العقل الذي دعت إليه أطراف عدة، وكذلك عدم الالتزام بأي من الاتفاقات المطالبة بوقف إطلاق النار وميل الجانب الانقلابي للعنف النابع من الطبيعة العدوانية المبنية على فكرة الحق الإلهي في الحكم واستبعاد واستعباد باقي مكونات المجتمع واستخدام سياسة تشبه سياسة الفصل العنصري التي عفى عليها الزمن وتسخير كل المقدرات لخدمة الأسياد.
انفجار في إحدى غارات الطيران على مخازن أسلحة المليشيات
انفجار في إحدى غارات الطيران على مخازن أسلحة المليشيات

وأشار الأثوري إلى أن عدم قدرة الأمم المتحدة على إنفاذ قراراتها يعود كذلك وبشكل رئيس إلى انعدام الإرادة الحقيقية لدى الدول الكبرى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، والدليل على ذلك أنه كان بالإمكان وضع القوى والجهات المعرقلة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة تحت طائلة البند السابع مما يتيح استخدام القوة العسكرية لتنفيذ تلك القرارات كما حدث في مناسبات وأزمات سابقة في مناطق أخرى من العالم، لكن التسويف والتلكؤ أدى إلى جعل قرارات الأمم حبرا على ورق. وأكد الأثوري أن التكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية يرى أنه انطلاقا من تصميم الشعب اليمني بكافة أطيافه وتوجهاته على رفض الانقلاب والانقلابيين وحرص الشعب اليمني في الداخل والخارج على تحقيق إقامة يمن تعددي ذي حكم رشيد تقام فيه دولة القانون مستندا إلى المرجعيات الثلاث (الانتخابات التي أفضت إلى الحكومة الشرعية، ومخرجات الحوار الوطني والدستور بالإضافة إلى القرارات الدولية) وإصرار المقاومة الوطنية والجيش الوطني المسنود بالتحالف العربي وبمزيد من التنسيق بين الحكومة الشرعية التحالف، سيؤدي إلى دحر الانقلاب، وبالتالي إلى انهيار الجبهة العسكرية للانقلابيين، مما سيفضي إلى القبول بالحل السلمي العادل وإنهاء هذه الحرب وإعادة الأمن والسلام إلى اليمن، ثم الدعوة إلى انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى