مفاتيح ضائعة !!

> عبود الشعبي

> نزلت الأسعار!!.. أما هذا شيء لم نألفه.. لكن الذي نعرفه ونألفه أن نعد “الراتب” أوراق تلو أوراق.. فنخلع حزمة من تحت “الربل” لصاحب الدكان الذي نخرج إليه ونسلمه من الباب.. ونذهب لمكتب تحصيل فاتورة “الضوء” ونسلمه من النافذة.. ثم ينزل المؤجر، يسلم عليك وأنت تصعد سلم العمارة فينخلع له قلبك.. وتسلمه بقية الراتب “المخلوع” في الهواء الطلق!!
*الآن وجدت تفسيرا لإستبدال ثور الحراثة في الأرياف بالحمير.. فقد رأيت بأم عيني في ملاحم المدينة “الرضيع” المسكين الذي يؤتى به من مزارع القرية ..كيف يحشر عنوة مع أقرانه العجول والثيران الى “المقصلة”..ثم تضرب فيه سكين “الجزار” الغليظة في الملحمة ..بلا “مرحمة”!!
أجدها مفارقة عجيبة ..أبناء الفقراء في ملحمة الكرامة عند الثغور لصد الغزاة..وأصحاب البطون المنتفخة من علية القوم أمام ملاحم العجول..يتسابقون على العجل السمين!!
*من يخبر الوزارة الآن أن “الروتي” كوجبة عشاء مفضلة عند كثير من الناس اصبح لا يقدر على شراءه الموظف اليمني الا أيام قليلة من الشهر ..بسبب التزاماته الكثيرة..
إسمعوا أصوات “العائلة” في البيت يوم استلام الراتب ..(هات حق..هات حق..)!!
حق المدرسة..حق الصيدلية..حق المواصلات..حق الهاتف ..حق الماء...حق “أم الصبيان”..أما هذه الأخيرة ركزوا عليها..تصوروا حتى أصحاب مراكز الرقى الشرعية استفادوا من راتب الموظف بسبب انتشار ظاهرة السحر والشعوذة بصورة رهيبة!
*إن الغلاء وضياع مفتاح العدل اضطر المواطن الفلاح في القرية أن يبيع ثوره ويترك أرضه الذي كان يقتات منها لحمار لم يخلق لوظيفة الحراثة..بينما تذهب عجول الفقراء الى موائد كبار القوم ..اصحاب الجيوب الدسمة ..ويظل المواطن “الغلبان” صاحب “العيال”..يحلم بالروتي كوجبة عشاء مفضلة!!
*أما البنك المركزي..حدث ولا حرج..جل مايقدر عليه “تعويم”الريال لإنعاش سوق الصرافة..و “تنويم” المواطن الذي وزع راتبه الهزيل يمنة ويسرة ..ثم رجع يرقد فوق فراشه يحلم بواحد آيسكريم يبرد من حر وسط النهار..بعد أن تمزق راتبه كل ممزق..وتفرق كما تفرقت أيدي سبأ!!
*إن الموظف إذا هم بالاعتصام أو التظاهر من أجل تسليمه الراتب المقطوع فذلك حق مشروع..والحكيم الشعبي الذي غرد على تويتر “الأمثال الشعبية”..(قطع الرأس ولا قطع المعاش)..إنما صدر عن ألم الروح ،عندما يرى الأب أطفاله أمامه لا يشبعون من خبز “الدقيق”..كيف يقر له بال ومكاتب البريد “تبلبله”..غادي ورايح..حتى كأن أروقتها صارت سراديب زنزانة لتعذيب الأرواح!!
*يابنك..يابريد..ياوزارة..إما أن تسلموا الموظف راتبه ..عسكري او مدني..وإما يفتح جبهة معارضة لاتنتهي حتى يتوقف هذا الظلم والحيف!
لا مساومة أيها السادة في الخبز والحرية..الشعب يملك مفتاح الحرية إذا استبد الحاكم..ولا يقدر أحد أن يضيعه او يسرقه من بين يديه!!
لكن أخبروني..هل استلمت أمهات الشهداء رواتب أبنائهن الذين قضوا في جبهات الكرامة.. ثم ما جدوى السرعة المذهلة لبعض الأطقم العسكرية في مدينة عدن التي تمرق أمام المارة من الناس الحيارى ؟!
ياقومنا هذه ثقافة الأمن المركزي بساديته وطغيانه ،كان يلتزمها لترهيب المواطن في الجنوب والحد من معارضته لنظام صنعاء.. اعصمهم بالنظام يا شلال - يرحمك الله - فقد رأينا نساء وأطفالا يخافون من قطع الشارع، كلما رأوا طقما عسكريا يقدم من بعيد..
إن مفتاح القانون الذي يحكم الجميع لا يفتقده الحريصون على أمن وسلامة الوطن والمواطن..
أما أن يجتمع الجوع والخوف.. فـ “لإيلاف قريش”!!
عبود الشعبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى