قصة شهيد "عبدالرحمن صلاح عوض صالح"

> تكتبها: خديجة بن بريك

> أجسادهم غادرتنا إلا أن أرواحهم تطوف حولنا شهداء قدموا أرواحهم في سبل الله، دافعوا عن ديننا وعرضنا ووطننا.. شهداء رغم اختلاف أعمارهم جمعتهم عدن وحبها المغروس في كل من ولد وترعرع فيها وأكل من خيراتها.
كان الشهيد عبدالرحمن صلاح عوض صالح ـ ذو التاسعة عشرة من العمر من أبناء منطقة الممدارة ـ أحد الشهداء الذين قدموا حياتهم في فداء لعدن.
الشهيد عبدالرحمن عاش مع والديه وإخوته كبقية أسرعدن، وكان يعمل مع والده وأخويه محمد وعبدالمجيد في قطاع خاص بهم إلى أن جاء العدو الغاشم الذي زعزع حياتهم الهادئة، وهدد معيشتهم ومصدر رزقهم وليقتل روحاً طيبة عاشت في سلام وأمن وأمان.
الشهيد بالرغم من صغر سنه إلا أنه رفض أن يبقى في المنزل أو أن يختبئ أو أن يفر، بل ظل في عدن صامداً رافضاً لأؤلئك الروافض.
لم يكتفِ الشهيد عبدالرحمن بالمرابطة في النقاط التي شكلها أبناء الحي، بل قام بشراء سلاح من ماله الشخصي، وانظم إلى زملائه في جبهة الممدارة، وأصبح مرابطا في الجبهات، مشاركا مع زملائه في الكر والفر عن مدينته.
قال عبدالمجيد أخو الشهيد :"إن أخاه كان منذ بدء الحرب في جبهة الممدارة، وبعدها بدأ يتنقل بين الجبهات خوفا على أرضه وعرضه، وكان يقوم هو وزملاؤه من شباب المقاومة بهجمات ليلية على مطار عدن لمباغتة مليشيات الحوثي وقوات صالح التي كانت متمركزة في المطار".
وأضاف قائلاً:" لم تكن لديهم سوى دبابة واحدة وخمسة أفراد بداخلها، و لا يجيدون استخدامها سوى التحرك بها ومواجهة المليشيات بأسلحتهم الثقيلة وخبرتهم العسكرية بمقابل انعدام الخبرة العسكرية لشباب المقاومة وقلة ذخيرتهم وضعف أسلحتهم والتي هي سلاح الرشاش والآر بي جي".
واختتم قائلا:" في 27/5/ 2015م سقط أخي البطل عبدالرحمن صلاح شهيداً بعد أن شن هو وزملاؤه من المقاومة الجنوبية هجوماً في فجر يوم الأربعاء على مطار عدن، حيث كانت مليشيات الحوثي وقوات صالح يتحصنون فيه وإذا برصاصة قناص تخترق جسده وتسكن في صدره، فسقط مبتسما حسب ما قال زملاْؤُه.. مات عبدالرحمن شهيداً بإذن الله من أجل دينه وأرضه وعرضه.. لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يتمتم بشهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ".
ارتوت أرض عدن بدمه الطاهر مما زاد من عزيمة زملاْئِه الذين لم يستسلموا، بل واصلوا المسير إلى أن انتصرت عدن بفضل الله تم بتضحيات شبابها بمساندة من التحالف العربي.
الشهيد عبدالرحمن الذي كان في ربيع عمره، ضحى بكل تلك الأمنيات والأحلام التي كان يرسمها ويخطط لها إلا أن في ليلة وضحاها ترك كل تلك الأحلام، حيث سقط القلم الذي كان يخط به أحلامه ليلتقط السلاح ويجد نفسه يدافع عن الدين والعرض والأرض، لن نستطيع أن نفي حقكم مهما كتبنا.. فنم يا شهيدنا فأنت حي ترزق عند الله.
تكتبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى