مدير عام شرطة لحج العميد صالح السيد لـ«الأيام»: تمكنا من تثبيت الأمن وتطهير المحافظة من عناصر التطرف

> حاوره/ هشام عطيري

> كشف مدير عام شرطة محافظة لحج العميد صالح السيد، العديد من قضايا الوضع الأمني وقضية مرتبات المستجدين والمعتقلين، ومدى التأثير الذي سببه إغلاق المحاكم ودوائر النيابات العامة على عمل وجهود أجهزة الأمن.
وأضاف في حوار مع «الأيام» إن إدارة أمن المحافظة عملت مؤخراً على تجهيز كتيبة خاصة، وهي قوة مداهمات وتدخل سريع سيكون من مهامها التدخل عند الضرورة القصوى، وقال: "إن هذه الكتيبة تلقت تدريبات عالية وخبرات رفيعة عبر مدربين تابعين لقوات التحالف العربي".
* كيف تقيمون الواقع الأمني في مدينة الحوطة وتبن خاصة، ومحافظة لحج بصفة عامة؟
- كما ترون بأعينكم كيف باتت اليوم مدينة الحوطة آمنة ومستقرة، بفضل الله وبفضل الرجال الذين حملوا أكفانهم على ظهورهم، غير مبالين بحياتهم، واهبين أنفسهم لله والوطن.. لقد عانينا وقاتلنا ووفقنا الله لصدق نوايانا، فها هي تبن تستعيد أنفاسها لتباشر أعمالها من قسم شرطة شبه موجود، ولكن بعزمنا وثباتنا سيوفقنا الله ما دام ولاؤنا لله والوطن.
لقد عادت الحوطة إلى طبيعتها وأصبحت أغلب المرافق الحكومية تزاول أعمالها في المحافظة، ولا ننكر بأننا نواجه مشاكل كثيرة بسبب توغل الفساد وسيطرته على أغلب مرافق المحافظة، ونحن بصدد الإصلاح والبناء والقضاء على هذا الوباء المتفشي في مفاصل بعض المؤسسات الحكومية، بعد أن استطعنا في فترة قصيرة كسب ثقة المواطن ليكون هو عنصرا أساسيا في مكافحة ظاهرة الفساد والإرهاب.
* تعرضت المرافق الأمنية للتدمير جراء الحرب، وهو ما أدى إلى حدوث إرباك في عملكم، ما تعليقكم على ذلك؟
ـ تدمير المرافق الأمنية لم يكن مربك لنا في بداية الأمر، لأننا لم نكن نحتاجها عند بداية دخولنا المحافظة، حيث كنا نفترش الأرض وننام على (الكراتين)، ونتخذ من أي مكان مقر لنا، وواجهنا كل الظروف الصعبة، لكن.. بفضل الله وبفضل التحالف العربي على رأسه دولة الإمارات، تمكنا من تثبيت الأمن في هذه المحافظة التي سنظل ندافع عن أمنها بكل ما أوتينا من قوة وواجب وطني.
بعد انتقلنا من العمل الميداني إلى العمل الإداري أصبحت الحاجة ماسه إلى تأهيل مباني الأمن العام، وكذا جميع المرافق الأمنية المتدهورة في المحافظة، والتي نسعى أملين إلى سرعة تأهيلها ليتسنى لنا مباشرة عملنا في إدارات الأمن العام.
* ما هي أهم الانجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية في لحج، خلال الفترة الماضية ؟.
- أهم الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية، ملموسة على الأرض، ويشهد عليها الصغير قبل الكبير، والجميع يعرف كيف كان الوضع في محافظة لحج، عندما كانت تسيطر عليها العناصر الإرهابية التي أذلت المواطنين، وعملت على ترويع الأطفال، وإقلاق السكينة، ومارست وسائل القتل بغير حق، وتدمير البنى التحتية.
وقد كانت المحافظة في السابق مدينة تسكنها الأشباح، حتى أتينا وأتي الرجال ليساعدونا في القضاء على عناصر التخريب والإجرام، وأعاده الحياة إلى طبيعتها في المحافظة، وكانت لأجهزة الأمن دور كبير في تأمين المحافظة، وتأمين المرافق والمؤسسات الحكومية بما فيها النيابات والقضاء ؟.
* لاشك أن الحزام الأمني قدم دورا بارزا في تطهير مدينة الحوطة من العناصر المسلحة، كيف تنظرون إلى هذا الدور؟.
- نعم الحزام الأمني لعب دوراً كبيراً في تطهير محافظة لحج، وعمل على تقديم الإسناد لقوات الأمن، بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف العربي التي قدمت الدعم للحزام الأمني لتطهير محافظة لحج، وتأمينها.
* هل انتم راضون عن أداء الأجهزة الأمنية في إطار محافظة لحج ؟.
- رغم تلقينا برقيات شكر وإشادة من قوات التحالف العربي، ووزارة الداخلية، إزاء كل ما تحقق من إنجازات ونجاحات، إلا إننا غير راضون عن أدائنا، لأنه لدينا القدرة على صنع المزيد إذا وجد الدعم الكاف لهذه المحافظة.
فنحن مازلنا نعمل بإمكانيات شبه معدومة، وإدارة أمن لحج تفتقر للمخصص التشغيلي، وغيره من المخصصات منذ حوالي عامين، حتى بلغ بنا الأمر إلى أن نصرف من جيوبنا الخاصة، ولا ندري ما سبب إهمال الحكومة لهذه المحافظة التي قدم أبناؤها الكثير من التضحيات، ويستحقون من الجميع التقدير والاحترام، ومنحهم ولو أبسط الحقوق من المساعدات الاغاثية، ومن دعم المشاريع المتعثرة في محافظتهم، وصرف مرتبات المنتسبين المستجدين لإدارة أمن لحج أسوة بمنتسبي الأمن في عدن وأبين وغيرها من المحافظات الجنوبية.
* ما هي خططكم لإعادة العمل في أقسام الشرطة، وخاصة الدفاع المدني الذي تعرض لتدمير أثناء الحرب ؟.
- نعمل حالياً على تجهيز أقسام الشرطة في تبن والحوطة، وندعم باقي أقسام الشرطة بالمديريات بما هو متاح لدينا، ونحاول تغطيتهم بالاحتياجات المتاحة لدينا، كما نقوم بتدريب جنود الأمن العام من المنتسبين لإدارة أمن لحج في معسكر اللواء الخامس التدريبي، والذين سيعملون قريباً على تأمين محافظة لحج، وتوسيع مساحة الأمن فيها ليشعر المواطن بالأمان.
وقمنا مؤخرا بتجهيز كتيبة خاصة، قوة المداهمات والتدخل السريع (سويت)، التي سيكون مهامها هو التدخل عند الضرورة القصوى، لما تلقته هذه الكتيبة من تدريبات عالية وخبرات رفيعة، عبر مدربين تابعين لقوات التحالف العربي، ونحن من جانبنا سوف نقوم على دعمها، ودعم جميع المديريات بعدد من الجنود الجدد، والأطقم العسكرية، وسيكون هناك أيضاً نصيب للدفاع المدني والذي سوف نرفده بعدد من الجنود والمعدات الخاصة.
كما تم إنزال فريق هندسي إلى سجن الصبر الذي سيتم تأهيله مجدداً، ليكون مقراً لنزلاء سجن في المحافظة بدلاً عن ترحيل المساجين إلى سجن المنصورة في عدن.
* على ذكر نزلاء السجن، هناك العشرات من المعتقلين لازالوا رهن الاحتجاز منذ فترة طويلة، ولم يتم إطلاقهم حتى اللحظة ؟.
- نحن أفرجنا على عدد من المعتقلين الذين لم يثبت تورطهم في أية قضايا جنائية أو مدنية، ولدينا عدد من المعتقلين في حالة اشتباه يجري التحقيق معهم، وفي حال عدم ثبوت تورطهم بأي قضية، فسوف يتم الإفراج عنهم، ومن يثبت تورطه وإدانته فالقانون سيأخذ مجراه.
* وماذا عن الدور الشعبي المطلوب من المواطنين ليكونوا عاملا مساعدا لأجهزة الأمن ؟.
- المواطن يعد عاملا أساسيا في التبليغ عن أي جريمة أو تحركات مشبوهة لأشخاص مطلوبين لدى سلطات الأمن، لأن سرعة إبلاغه يساعد رجال الأمن بالتحرك والقبض على عناصر التخريب قبل وقوع الجريمة.
فإذا ساعد المواطن الجهات الأمنية على التبليغ المباشر، لاشك فأن ذلك سوف يساعد بشكل كبير على الحد من ارتكاب الجريمة والقبض على فاعليها.
* إلى ماذا هدفت زيارة الوفد الإماراتي لمحافظة لحج قبل فترة ؟.
• فعلا فبل ما يقارب شهر زار وفد إماراتي بعض أقسام الشرطة في لحج، لتحديد موقع معين بهدف تأسيس غرفة عمليات مشتركة تربط أمن المحافظة بقوات التحالف بصورة مباشرة، ما يساعد ذلك على تبادل المعلومات والبلاغات بشكل أسرع، وكذا التنسيق في العمل العملياتي الدقيق.
*ما هو تأثير إغلاق المحاكم على عملكم ؟.
• لقد شكل إغلاق محاكم المحافظة عبئا كبيرا علينا في إدارة أمن لحج، وتحملنا بسب ذلك أعمال شاقة لكون حاجتنا بوجود المحاكم والنيابات تبث في بعض القضايا التي اضطررنا إلى حل ومعالجة بعضها.
أما القضايا التي تحتاج إلى فصل قضائي، فأنه يتم توقيفها حتى تباشر النيابات والمحاكم أعمالها، وعندما قامت النيابة بمباشرة أعلمها في الآونة الأخيرة، أزاحت عنا جزء كبير من هذه الأعباء، التي تمثلت أبرزها قضايا الأراضي، لاسيما بعد صدور قرارا من السلطة المحلية يقضي بتوقيف أي أرض متنازع عليها حتى يباشر القضاء أعماله.
*متى سيتم حل مشكلة رواتب المستجدين في الأمن، رغم مرور شهور على ترقيمهم ؟.
• نعمل جاهدين في متابعة هذا الموضوع، حتى وصل بنا الأمر إلى مصادمات لأجل رواتب الجنود المستجدين، ولازلنا نتلقى الوعود التي وعدنا بها، وليس أمامنا سوى الصبر.
* كلمة أخيرة تود قولها في هذا اللقاء ؟.
- نشكر زيارتكم لنا، وأقول لأبنائي وإخواني من منتسبي الأمن في محافظة لحج، بأنه في الأيام القادمة ستوكل لكم مهمة تأمين المحافظة، وأتمنى أن أرى ولائكم لله ثم الوطن، وأن تكونوا عند حسن ضني وظن قيادتنا السياسية والتحالف العربي.
ورسالة إلى إبائي وأمهاتي في محافظة لحج، أتمنى أن تنظروا إلى الإيجابيات قبل السلبيات فكم ضحينا وكم تعبنا لراحتكم ولأمنكم واستقراركم، وسنظل نعمل على حمايتكم حتى وأن ضحينا بأنفسنا، ونتمنى بأن لا تنسونا بدعائكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى