في ذكرى تأسيسها الـ (63).. إلى متى سيظل إسكات صوتها؟!إذاعة عدن.. ثاني إذاعة في الوطن العربي بعد صوت العرب.. إلى معالي وزير الإعلام.. اقرأ تاريخ هذه الإذاعة واعمل على إعادة الروح إليها

> كتب / علي راوح

> عمدت المليشيات الحوثية والجيش العفاشي عند اجتياحها لمدينة عدن 2015م إلى التدمير والتخريب لعدد من المرافق المهمة في عدن، فضلاً عن تدمير منازل ومساكن المواطنين، وقتل الأبرياء، وما لم تصل إليه تلك المليشيات الهمجية بادر عدد من الفاسدين والبلطجية إلى نهب وإتلاف وتخريب ما تبقى من المؤسسات والمرافق المهمة، ومن ذلك نهب معدات وتجهيزات المرافق الإعلامية (تلفزيون - إذاعة - وكالة الأنباء). وقد أفاد عدد من الزملاء في هذه المرافق أنّ من قام بنهب ممتلكات وتجهيزات المرافق الإعلامية هم أشخاص معروفون، ومنهم مسئولون في تلك المرافق (حاميها حراميها)، وخاصة إذاعة وتلفزيون عدن.
مبنى الإذاعة في منطقة برادلي بالتواهي
مبنى الإذاعة في منطقة برادلي بالتواهي

وبعد تحرير عدن من جحافل الغزو الهمجي، بفضل من الله ثم بفضل ذلكم الصمود الأسطوري الذي اجترحه شباب المقاومة الجنوبية مدعومة بدول التحالف، ودُحرت تلك المليشيات وأخرجت مهانة من عدن تجرأ أذيال الهزيمة والعار، عندها عادت حكومة الشرعية إلى عدن، وكان الجميع يتوقعون أن يكون هناك عملاً سريعاً وعاجلاً في إعادة الحياة لعدن وتفعيل كافة الخدمات ومنها إعادة صوت (الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء)، إلا أن الأمور جرت عكس التصورات، وخاصة في قطاع الإعلام، فلم نسمع من وزير الإعلام السابق - ابن عدن - الدكتور محمد عبد المجيد قباطي ولا من الوزير الحالي معمر الإرياني، إلا كلاما يقطر عسلاً، ولم نلمس أي عمل على الواقع فيما يخص تفعيل قطاع الإعلام.
ومرت السنة والسنتان وها نحن في السنة الثالثة ولم نرَ شيئا على الواقع لإعادة بث إذاعة عدن والتلفزيون ولا حتى مكتب الوكالة، ولم نسمع عن محاسبة من نهبوا معدات هذه المرافق!!.
في هذه التناولة، وبما أننا في شهر أغسطس، وهو الشهر الذي تأسست فيه إذاعة عدن، قبل (63) عاماً، وكانت الإذاعة الثانية في الوطن العربي، بعد إذاعة صوت العرب، سنتناول تاريخ هذه الإذاعة التاريخ العريق.
الجالسون من اليسار الأستاذ محمد علي باشراحيل من الرعيل الأول للإذاعة ومنصب العيدروس وتوفيق ايراني مدير الإذاعة والشيخ علي محمد باحميش والاستاذ محمد سعيد الحصيني
الجالسون من اليسار الأستاذ محمد علي باشراحيل من الرعيل الأول للإذاعة ومنصب العيدروس وتوفيق ايراني مدير الإذاعة والشيخ علي محمد باحميش والاستاذ محمد سعيد الحصيني

ندعوك معالي الوزير إلى أن تقرأ هذا التاريخ لإذاعة عدن، ونتعشم أن يحن قلبك لعلك تقدر تاريخها، وتحترم دورها وتقوم باتخاذ إجراءات سريعة لإعادة بثها وبث تلفزيون عدن ونشاط وكالة الأنباء.. فلتقرأ معالي الوزير..
*انطلاق صوت إذاعة عدن
في السابع من أغسطس من عام 1954م انطلق صوت إذاعة عدن، ثاني إذاعة في الوطن العربي بعد إذاعة صوت العرب، انطلق صوت المذيع (هنا عدن).. ومن خلال لقاءاتي بالعديد من مدرائها المتعاقبين، نورد سرداً تاريخياً لهذه الإذاعة العريقة..
عند انطلاقها الأول وبإشراف مكتب العلاقات العامة والنشر التابع للإدارة البريطانية في مستعمرة عدن، كانت بداية متواضعة بثها لا يزيد عن ساعة و45 دقيقة، ثم ارتفع البث إلى 7 ساعات في اليوم، وعمل فيها 3 مذيعين مساهمين وهم: الشيخ عبدالله حاتم، والأستاذ لطفي أمان، والأستاذ محمد سعيد جرادة (رحمهم الله جميعًا)، وعين الأستاذ حسين الصافي أول مذيع معين رسميًا، فيما عين توفيق إيراني مديراً للإذاعة الوليدة.
مبنةالإذاعة-الواقفون من اليمنين توفيق إيراني وممد علي لقمان ومحمد علي باشراحيل وخلفهم محمد سعيد جرادة واثنان من الموظفين الانجليز وعلي لقمان واخوه حامد
مبنةالإذاعة-الواقفون من اليمنين توفيق إيراني وممد علي لقمان ومحمد علي باشراحيل وخلفهم محمد سعيد جرادة واثنان من الموظفين الانجليز وعلي لقمان واخوه حامد

واقتصر مكون الإذاعة في بدايتها على استوديوهين صغيرين وثلاث مسجلات عادية، ومجموعة من الأشرطة، ولم يزد عدد الموظفين عن (25) موظفاً فقط، واعتمدت الإذاعة على شركة البرق واللاسلكي البريطانية لتشغيل أجهزة الإرسال بموجة متوسطة (5 كيلوات)، وموجة قصيرة (7.5 كيلوات)، واقتصرت تغطيتها على المناطق القريبة من مستعمرة عدن.
*تطور متلاحق
وفي عام 1957م زودت الإذاعة ببعض الأجهزة الحديثة نسبياً، وفي عام 1960م، افتتح فيها أول قسم هندسي، واستحدث استوديو ثالث، وتولى أحمد زوقري عام 1958م إدارة الإذاعة وخلفه حسين الصافي إلى شهر مايو 1967م، حينها تولى الإدارة علوي السقاف.
وقد أسهمت إذاعة عدن في تنمية الوعي الثقافي وتطوير الدراما والموسيقى اليمنية من خلال إشراك عدد كبير من المثقفين اليمنيين، في الإعداد والتقديم، وعند قيام الجنوب العربي تم تغيير اسم الإذاعة من (محطة عدن للإذاعة) لتصبح (إذاعة الجنوب العربي)، وشهدت زيادة في مساحة الإرسال.
وفي عشية الاستقلال 30 نوفمبر 1967م طلب من علوي السقاف تسليم الإذاعة لعبدالملك إسماعيل ومحمد ناصر محمد اللذين عينا مشرفين للإذاعة والتلفزيون نيابة عن الجبهة القومية والحكومة الجديدة، وتغير اسمها إلى (إذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)، ومن ثم عين جعفر علي عوض مديراً للإذاعة والتلفزيون، وكلف علوي السقاف بالمهام الفنية والإدارية.
وفي أعقاب خطوة 22 يونيو 1969م كلف كل من أحمد محمد قعطبي ومحمد سعيد عبدالله (محسن) وعبدالله شرف بإدارة الإذاعة والتلفزيون، واتسع مدى الإرسال نهاية السبعينات على النطاقين المحلي والخارجي ليغطي جميع البلدان العربية وشمال شرق أفريقيا وعدد من مناطق آسيا وأوروبا، ووصل زمن الإرسال إلى (15) ساعة يوميًا، كما تم نقل الإذاعة عام 1972م من مبناها القديم الكائن في قاعدة القوى البحرية إلى مبنى (إذاعة خدمة القوات البريطانية) الذي يقع قريبا من المبنى القديم.
وفي عام 1982م تم تجهيز استوديوهات الإذاعة الجديدة في مبنى (شركة البينو) بالتواهي ( B.and O) وعددها أربعة استوديوهات، وزودت بأحدث الأجهزة وتكونت عدد من الأقسام.
ضابطة صوت في الإذاعة
ضابطة صوت في الإذاعة

جدير بالذكر أن الإذاعة زودت عام 1972م بجهاز إرسال بموجتين قصيرتين قوة كل منهما (100) كيلوات، وكان آنذاك يوجد جهاز للموجة المتوسطة بقوة (50) وآخر بقوة (25) كيلوات وجهاز آخر للموجة القصيرة بقوة (7.5) كيلوات. وفي نوفمبر 1977م تم تشغيل جهاز جديد على الموجة المتوسطة بقوة (200) كيلووات، وتم إضافة جهاز آخر للإرسال عام 79م بقوة (200) كيلووات.
وفي مايو 1987م جرى تشغيل جهاز إرسال إذاعي للموجة المتوسطة بطاقة (750) كيلووات، الأمر الذي ساعد على توسيع انتشار البث إلى مناطق جديدة وبوضوح أكبر.
*الموظفون والمذيعون الأوائل
المذيعون الأوائل الذين التحقوا بالإذاعة منذ تأسيسها هم: الشيخ عبدالله حاتم، محمد سعيد جرادة، لطفي أمان وفيصل عقبة.. أول مسئول بريطاني عين هو (المستر مارساك)، أول مدير للإذاعة أحمد زوقري، أول مذيع حسين الصافي، أول مهندس يمني صالح عفارة، أول ضابط صوت رسميًا هو الفنان سالم بامدهف، أول موظفة رسميا أسمهان بيحاني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى