استعدادا للمواجهة.. صالح يعسكر جنوب صنعاء والحوثي يحاصر معسكري ريمة حميد وضبوة

> صنعاء «الأيام» خاص

> الصراع بين شريكي الحكم في صنعاء في اوجه حتى وان بدت عليه مظاهر التهدئه لكن يبدو انها لن تستمر طويلا بحسب مراقبين للوضع وحالة التجاذب والتنافر بينهما.
ومؤخرا تصاعدت حدة الخلافات التي اعقبت اتهامات بالخيانة لكل منهما الاخر، فصالح الذي ظهر على شاشة التلفزيون التابع له، بدا غاضبا من الشراكة مع الحوثي، وممتعضا اكثر من الممارسات والتهديدات التي وصلت عقر داره، وتنتشر بكثافة في المنازل المجاوره لمنزله بمنطقة حدة، فضلا عن الانتشار في ارجاء الضاحية الجنوبية بصنعاء بالمقابل نشر صالح لقبائل من سنحان وبلاد الروس لحمايته حيث تطالب جماعة الحوثي براس صالح شخصيا،وهو عداء حوثي وثار شخصي لايبدو ان فيه تهاون، انما المسالة هي وقت لا اكثر،بيد ان جماعة الحوثي تستثمر كل حادثة وقضية لتعزيز سيطرتها وفرضها على صالح، الذي بات محاصرا، وان لم يكن بحراسة حوثية وانما برقابة شديدة لتحركاته وتنقلاته، وان مسالة نقله لصعده مسالة وقت، بحسب قيادات حوثية،حتى وان ظل صالح محافظا على عدم انفراط عقد الشراكة والتحالف مع الحوثيين،..وانكاره وجود اي خلافات مع الحوثيين.
*تذمر قيادات صالح..
ان حالة التذمر الكبير واضحة لدى قيادات حزبه وتصريحاتهم من تصرفات الحوثي ومشرفيه في مؤسسات الدولة. وايضا في قضايا كبيرة مشتركة،كالحوار مع السعودية وايضا اتخاذ صالح خطا موازيا مع الامارات وهو ما ازعج الحوثيين،.
*مسقط راس صالح..
ويوم امس الاول حسب مصادر مؤكدة قبلية لـ«الأيام» ان جماعة الحوثي عززت من انتشارها المسلح في مديرية سنحان مسقط راس وقبيلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وقالت مصادر محلية لـ«الأيام»ان الحوثيين ارسلوا تعزيزات كبيرة الى سنحان وان قوات كبيرة تمركزت قرب معسكري ضبوة وريمة حميد, كما عززوا بمسلحين في مناطق سنحان, خشية تحرك لقبيلة سنحان لمساندة صالح .
*زيارات حوثية..
ونشرت وسائل الاعلام الحوثية خبرا عن زيارة قيادات من الجماعة لقواتها المنتشرة في سنحان, وهو ما يعد استفزاز جديد من الجماعة لصالح .
في الوقت الذي تساءل مراقبون عن النوايا التي تنوي جماعة الحوثي ايصال اليمن اليها خاصة مع وجود توجهات عربية ودولية لإنها الحرب ،فيما تجري عناصر الحوثي عمليات تصعيد ضد حزب المؤتمر وصالح ..ولاندري هل ستصدق المقولة التي تقول ان الحوثيين غير قادرين على المشاركة السياسية وأنهم فقط ماهرون في إثارة الصراعات والحروب.
وتواصل مليشيات الحوثي اجراءات التصعيد رغم رسائل التطمين والمهادنة التي حاول صالح توجيهها للحوثيين في مقابلته الاخيرة لكن الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام نفي ذلك عبر منشور له بصفحته الشخصية تذكر صالح بمطالب الجماعة والتي اعلنها قبل عدة اشهر زعيمهم عبدالملك الحوثي، وتتضمن 12نقطة. وقال عبدالسلام انها مطلب كل يمني، وابرزها اعلان حالة الطوارئ لتعطيل القوانين والدستور وقانون الاحزاب والمنظمات وبدء عملية الاعتقالات لمن يعارضهم الراي وعمليات التصفية.واستكمال عملية تطهير المؤسسات من المعارضين لهم او من تسميهم الخونة وهو تاكيد لحالة الخلاف المتفاقمة بين الشريكين.
*ارهاصات المواجهة القادمة
وبدت ارهاصات المواجهة المنتظرة بين طرفي الانقلاب لاتخلو من احاديث العامة في شوارع صنعاء ومن وجهة نظر الاعلامي والمحلل السياسي يحيى نوري ان المواجهة المسلحة قائمة وقادمة لامحالة وان القضية قضية وقت.
مشيرا الى استعدادات الحوثي والذي اتخذ مواقع هجومية واستنفار عسكري لايزال قائما بانتشار النقاط الامنية التي تحاصر شوارع العاصمة، وهو ماسيكثف الحصار على تنقلات القيادات المؤتمرية الموالية لصالح، امثال القيادي ياسر العواضي امين عام المساعد للمؤتمر، الذي نصبت نقطة تفتيش حوثية على بعد عشرات الامتار من منزله.
ويبدو ان جماعة الحوثي اعدت لذلك وخططت له مسبقا وهو مايؤكده الباحث السياسي والاكاديمي عادل غنيمه، وبالذات بعد احتفالية المؤتمر بتاسيسه، ومنها تخصيص كتائب جهادية تكون مهمتها اقتحام المواقع العسكرية مثل (ريمة حميد، وجبل النهدين، ونقم وغيرها،) وهذه من اهم المواقع التي يخفي فيها صالح ترسانته العسكرية، التي رفض تسليمها للحوثيين عند دخولهم صنعاء،. اضافة الى قدرتها على اقتحام الاماكن الخاصة كالمنازل وغيرها، التي يقيم فيها انصار وقيادات صالح، في صنعاء،.. ومن تلك الكتائب كتائب الموت ،والحسين،التي بدأت تظهر مشاركتها في ميدي بمحافظة حجة في مؤشر على بدء دخول مرحلة الارهاب لموجهة للخصم، وهي كتائب مدربه على ايدي خبرات ايرانية ومن حزب الله اللبناني، في حرب الشوارع والاقتحامات والمهام الخاصة الاخرى.
واقع الحال في صنعاء والانتشار الكثيف لمليشيات الحوثي يؤكد ان الحوثيين جهزوا واستعدوا لمعركة طويلة، واستعدادهم لخوض المعركة على مستوى الاحياء والحواري، باعتبار ان تلك الحواري والاحياء باتت مجهزة بانواع العتاد والاسلحة، ولدى اشخاص لايعرفها احد،في الوقت الحالي، حتى عناصرهم..كما بات لدى الحوثيين قوات للتدخل السريع وقد تم تخرج دفعات منها خلال الايام الماضية.
*احتقان شعبي..
وبمقابل ذلك يظهر الاحتقان الشعبي ضد الحوثيين وتوجههم الاخير لمعاداة المؤتمر رغم الماخذ على الجماعة في التسبب في حالة الانهيار المجتمعي والامني لما تبقى من الدولة، والامتناع عن تسليم رواتب الموظفين والتسبب في كوارث اقتصادية واجتماعية رغم قدرتها على دفع جزء من الرواتب، الامر الذي يسبب احتقانا شعبيا واسعا يرى محللون انه سيسرع من اسقاط مشروعهم وخططهم، وسيفجر غضب شعبي حال صرح حزب صالح بذلك، والدعوة لانتفاضة ضدهم، لكن هذه الانتفاضة بحسب الدكتور غنيمة لن تكون خالية من سفك الدماء وازهاق الارواح لانها جماعة مسلحة والشعب ايضا مسلح مايرشح حدوث مواجهات وليس مظاهرات على اعتبار ان المظاهرات سبق وان قمعتها وايضا لن تغير من الواقع شيئ بالنسبة لجماعة لاتقيم وزنا للشعب ومعاناته والكوارث والاوبئة التي يواجها.
*ساعة الصفر..
من جهته اعلن قيادي حوثي بان ساعة الصفر قد اقتربت وهو ما اعتبره مراقبون انه تهديد موجه لحزب المؤتمر الذي يقوده صالح.. و قال الاعلامي والقيادي الحوثي اسامة ساري في المنشور الذي رصدته«الأيام»:-
‏اقتربت ساعة الصفر بإذن الله جل جلاله..
اقترب وعد الله الحق..
واقترب الأمل المعقود بنصر الله تعالى..
وازدادي شدة تنفرجي.
وفي تطور لافت سيضاعف من خسائر جماعة الحوثي لجوء اعضاء حكومتها الى التهديد باعدام العسكريين الذين يطالبون برواتبهم.
كما ابدى هذا الوزير استعداد جماعته لالصاق عدة تهم منها تهمة الخيانة العظمي لمن يطالب بمرتبه من افراد الجيش والامن.
وقال وزير الشئون القانونية في حكومة الانقلاب والمحسوب على ميليشيات الحوثي، عبدالرحمن المختار: من يشترط من العسكريين دفع مرتبه مسبقاً لأداء واجب الدفاع عن الوطن عليه أن يعيد كافة المرتبات والمزايا المالية العينية والنقدية التي تقاضاها خلال فترة خدمته، وعليه أن يستعد للتجريد من الرتب والأوسمة والنياشين العسكرية، وأن يستعد أيضا لمحاكمة عسكرية قد تنتهي بالإعدام.
وكان الرئيس السابق علي صالح، كان قد طرح اشتراطات قبل ايام على شريكه الحوثي بدفع مرتبات الموظفين وبالذات العسكريين لتعزيز الجبهات .
وابدى صالح استعداده لرفد الجبهات بعشرات الالاف، كما قال،من انصاره ومواليه. لكن بشرط صرف رواتبهم وتامين انتقالهم. وفق خطة تقرها وزارة الدفاع.
وعلى صعيد متصل اكد مصدر بوزارة الدفاع في حكومة صنعاء ل"الايام"ان مشرف الحوثيين ويدعى ابومالك المؤيد اصدر تعميما لجميع افراد وضباط الجيش الذين يريدون رواتبهم بالذهاب الى معسكر التدريب والتأهيل، التابع للجماعة، الواقع بمدينة ذمار.لتلقي دورات تدريبية وتثقيفية.
وبحسب المصدر فان المشرف الحوثي يرفض تسليم ماتقرر من صرف نصف راتب قبل عيد الاضحى لكافة العسكريين، سواء من هم في الجبهات او في اجازات او في منازلهم،.لخلافات وصفها المصدر، بالكبيرة بينه وبين وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي، الذي يرفض هذه التجزئة والتصنيفات الحوثية. وباعتبار الراتب حق لكل جندي او موظف في الدولة وليس من حق اي احد قطعه دون سبب وجيه وقانوني.
*كتائب خاصة..
وتتحجج جماعة الحوثي بعدم مشاركة الجيش في الجبهات الا ان قادة وعسكريون ابدوا استعدادهم للمشاركة اذا ماتولوا هم او وزارة الدفاع المهمة بعيدا عن اشراف او سلطة الجماعة التي تعمل على استبدال الجيش بجيشها وكتائبها الخاصة،والتي تسمى "كتائب الحسين" (الخمينية) والتي بدات تنفذ مهاما خاصة في بعض الجبهات كجبهة ميدي كبديل عن الجيش الذي يوالي حليفه صالح وبالذات الوحدات الخاصة والتدخل السريع التابعة للحرس الجمهوري،الذي كان يقودها نجله احمد.
ويرى خبراء ومحللون في صنعاء ان ظهور هذه الكتائب قد تعزز الخلاف الحاصل وتنزع واحدة من اهم اوراق صالح،.والتي قد تبطل مفعول ضغوطه على الجماعة التي ترى اكبر عقبة امام طموحاتها واهدافها. او جناح فيها، ولذلك يتجه الجناح العقائدي في الجماعة باتجاه انهاء هذه الشراكة غير المتكافئة، ووفق الطريقة التي يرونها مع صالح باعتباره عدوهم الاول والانتقام لحروبه الست التي شنها ضدهم وقتل اكثر من"250"من قيادات الصف الاول للجماعة وابرزهم مؤسس الجماعة حسين الحوثي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى