إسرائيل تقصف موقعا عسكريا في غرب سوريا

> دمشق «الأيام» ا.ف.ب

> أعلنت دمشق الخميس ان الطيران الاسرائيلي أطلق صواريخ عدة من الاجواء اللبنانية مستهدفاً موقعاً عسكرياً في غرب سوريا، يضم مركزا للبحوث العلمية ومعسكر تدريب.
وذكر محللون عسكريون اسرائيليون انه يتم في المكان المستهدف إنتاج اسلحة كيميائية وأسلحة أخرى، وان الضربة تندرج في إطار القرار الاسرائيلي منع انتشار أسلحة استراتيجية في سوريا، لا سيما بالنسبة الى حزب الله وايران، حليفي النظام السوري.
وجاء في بيان لقيادة الجيش السوري «أقدم طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة 2,45 (23,45 الاربعاء، ت غ) فجر أمس على إطلاق عدة صواريخ من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف» الواقعة على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة طرطوس الساحلية في غرب سوريا.
وقال البيان ان الغارات تسببت بـ «استشهاد عنصرين في الموقع» لم يحدد هويتهما او عملهما.
واعلنت وزارة الخارجية السورية انها وجهت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن «حول العدوان الإسرائيلي على أحد المواقع العسكرية التابعة للقوات المسلحة السورية قرب مدينة مصياف في محافظة حماة».
وقالت الخارجية إن «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة أصبحت سلوكاً ممنهجاً بهدف حماية الإرهابيين من جبهة النصرة وتنظيم داعش ومن غير المقبول أن مجلس الأمن الدولي لم يتخذ حتى الآن أي إجراء لوضع حد لهذه الاعتداءات السافرة بحيث أصبحت حماية إسرئيل للإرهابيين في مأمن من المساءلة».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «الصواريخ الاسرائيلية استهدفت مركز البحوث ومعسكر التدريب الذي يضم مستودعات لتخزين الصواريخ».
وافاد بسقوط قتيلين من قوات النظام بالاضافة الى خمسة جرحى آخرين على الاقل، لافتاً الى «أضرار في مركز البحوث بشكل قطعي وحريق ضخم في مستودعات الصواريخ».
وبحسب عبد الرحمن، يستخدم «الايرانيون وحزب الله هذا المعسكر، وهو قاعدة لكل الميليشيات الموالية للنظام التي تقاتل في ريف حماة» في وسط البلاد.
وتدعم ايران سوريا بالسياسة والمال والسلاح وتنشر عددا كبيرا من عسكرييها كمستشارين في أنحاء البلاد، بحسب تقارير مختلفة.
وقال ياكوف اميدرور الذي شغل منصب مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بين 2011 و2013 لصحافيين الخميس، «إنها المرة الاولى التي يتم فيها استهداف مركز عسكري سوري رسمي»، مشيرا الى ان مركز البحوث قديم في سوريا و»كان ينتج في الماضي اسلحة كيميائية، لكن ايضا أسلحة اخرى بينها قذائف وصواريخ».
واضاف ان اسرائيل وجهت مرارا «رسائل واضحة» حتى قبل الهجوم اليوم «بأننا لن نسمح لايران وحزب الله ببناء قدرات تمكنهما من مهاجمة اسرائيل من سوريا، ولن نسمح لهما ببناء قدرات لحزب الله في ظل الفوضى القائمة في سوريا».
وتابع «حتى من دون هذا الهجوم، كان واضحا أننا مستعدون للتحرك متى تجاوزوا الخطوط الحمر».
ونفذت اسرائيل خلال سنوات النزاع في سوريا عدداً كبيراً من الغارات الجوية نادراً ما أقرت بها، واستهدفت غالباً مواقع لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في سوريا.
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 28 اغسطس ايران ببناء مواقع في سوريا ولبنان لـ «صواريخ موجهة ودقيقة»، معتبرا ان «ايران تعمل على تحويل سوريا الى قاعدة عسكرية «محصنة وتريد استخدام سوريا واسرائيل كجبهات لحربها المعلنة لالغاء اسرائيل».
وبدأ الجيش الاسرائيلي الثلاثاء تدريبا عسكريا واسع النطاق يحاكي حربا مع حزب الله اللبناني، في أضخم مناورات من نوعها منذ قرابة 20 عاما.
- «لا للاسلحة الاستراتيجية» -
ولم يصدر حتى اللحظة أي موقف اسرائيلي رسمي حول الغارات، في وقت امتنع مسؤولون عن التعليق.
وقال رئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق عاموس يدلن في سلسلة تغريدات على موقع تويتر أمس الأول الخميس إنه إذا تأكد ان اسرائيل نفذت هذه العملية، فهذه رسالة بانها «لن تسمح بإنتاج الاسلحة الاستراتيجية».
وأشار الى احتمال حصول «رد سوري ايراني ومن حزب الله» وعن امكانية صدور اعتراض من روسيا، حليفة دمشق.
وقال اميدرور انه لا يعرف ان كان الشق الذي ينتج اسلحة كيميائية او ذاك الذي ينتج صواريخ هو الذي استهدف اليوم.
وفرضت واشنطن قبل أربعة اشهر عقوبات على عاملين في المقر الرئيسي لمركز البحوث العلمية في دمشق، مشيرة الى انه مسؤول عن تطوير سلاح غاز السارين. واتهمت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة رسميا الاربعاء الماضي دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم على مدينة خان شيخون في ادلب (شمال غرب) تسبب بمقتل أكثر من ثمانين شخصا.
وتنفي دمشق باستمرار حيازتها او استخدامها لاسلحة كيميائية، مؤكدة انها فككت ترسانتها في العام 2013، بموجب اتفاق روسي أميركي أعقب هجوما بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق وتسبب بمقتل المئات، ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.
- هجوم خان شيخون - لكن محققين تابعين للامم المتحدة اعلنوا الاربعاء الماضي ان لديهم أدلة تفيد بأن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب (شمال غرب) أوقع 87 قتيلا في الرابع من ابريل الماضي.
واثر الهجوم على خان شيخون، ردت واشنطن باستهداف قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لقوات النظام السوري بضربة صاروخية. وفرضت الولايات المتحدة في 24 ابريل «عقوبات واسعة» على 271 خبيراً كيميائياً موظفين في مركز الدراسات والبحوث العلمية وعدداً من المسؤولين السوريين ردا على هجوم خان شيخون

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى