دود الخراب

> عبدالقادر باراس

>
عبدالقادر باراس
عبدالقادر باراس
باتت وسائل إعلام الحكومة الشرعية مستعدة لفعل أي شيء من أجل إثبات أن مصلحة الشعب همها الأول، وهي في حقيقة الأمر تثبت كذبها باختلاق مشاريع تقول إنها ستنفذ خلال هذا العام، حتى لو تمت إقامة هذه المشاريع فإن تشييدها وإنجازها يتطلب على الأقل عامين من الأشغال الدؤوبة، وكما يتبين للمتابع الحصيف حقيقة المليارات التي أعلنتها الحكومة في مشاريع وهمية تحت مسمى الدفع بعجلة التنمية، والواقع هو ترقيع للشوارع بالأسفلت كأقراص الخبز وتملصها من إنشاء محطة كهربائية ثابتة في عدن حتى يستمر فسادها باستئجارها للطاقة المشتراة.
وفي ظل ثقة كاملة بعدم وجود من يراقب مصير تلك الأموال، التي ذهبت إلى حسابات المسئولين الخاصة، كما أن جزءا منها قُدِّم كرشاوي وشراء ذمم، فهذه الحكومة “المتشرعنة” بالشرعية تشبه سابقاتها من الحكومات التي ينخر فيها دود الخراب، فالجميع يتذكر شهداء المعجلة بالمحفد الذين سقطوا في غارة أمريكية عام 2009م وتم حينها تحديد خمسة ملايين ريال لأسرة كل شهيد، وفي هذا العام وبعد مرور ثمان سنوات ستصرف لهم شيكات كتعويضات، ويوحي هذا التأخر في صرف تلك التعويضات إلى استثمار تلك الأموال طوال تلك المدة بعد ان فقد الريال قيمته، وكذلك الحال بالنسبة لصندوق تعويضات العسكريين والموظفين الذين تم إبعادهم قسرا من وظائفهم في الجنوب منذ حرب صيف 1994م والتي أسهمت فيه حكومة قطر بمبلغ 350 مليون دولار صرح أحد أعضاء اللجنة بأنه تم تسلم الدفعة الأولى من المبلغ 150 مليون دولار إلى الحكومة اليمنية ولا يعلم أي شيء عن مصيرها، ولم يكن نهب مساعدات إعمار أبين التي تسلمتها الحكومة اليمنية بملايين الدولارات هي الأخيرة في وقائع الفساد المستشري، وإن كان العديد من أقطاب الحكومة يتجاهلونها طمعا بفتات تلقيه لهم المعاشيق كما تلقي القمامات.
وأوجد المتشرعون بالفساد الذين يلبسون لباس الشرعية بيئة حاضنة لها من أحزاب الخراب اليمني ومن المتسلقين الجنوبيين الذين يتوشحون بأعلام الجنوب طمعا في منصب وسلطة حتى استشرى الفساد وتعاظم ووصل إلى حد الاستقطاع من رواتب العسكريين، بل وتطاول حتى على الهبات والمساعدات الإغاثية التي باتت بجعبتهم استثمارا سياسيا.
دود الخراب هم المحتمون بعباءة أحزابهم ومناطقهم ويركنون بتمدد فسادهم ليتسلطوا على الجميع بحجة أنهم يدافعون عن قضايا الوطن، وعلى الرغم من كل ذلك علينا أن نقتنع أن هذه هي حكومة متشرعنة بديدان الخراب، والتعامل معها بذكاء كي لا تأخذنا بأكاذيبها إلى اليأس غير القابل للشفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى