لهذا السبب تأخر الحسم في الشمال!

> ياسر اليافعي

> كثر الحديث عن تأخر حسم المعارك في شمال اليمن، إذ لم تراوح الجبهات مكانها منذُ أكثر من عامين، ولم يتمكن الجيش الوطني في مأرب من تحرير منطقة صرواح علاوة على تقدمه في عمق صنعاء.
وفي تعز والتي تعد أكثر المحافظات كثافة سكانية، مازال الحسم فيها بعيد المنال، في ظل انشغال قوات المقاومة والجيش الوطني ببعضها والخلافات التي تحاول بعض الأحزاب السياسية الترويج لها، لإيجاد انشقاق مجتمعي في المحافظة بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
لم يتحقق في الشمال غير انتصار استراتيجي وحيد حققته المقاومة الجنوبية، وبإشراف ودعم من قبل دولة الإمارات، وهو السيطرة على مدينة المخا ومعسكر خالد بن الوليد، أحد أهم المعسكرات التي كان يعتمد عليها الرئيس المخلوع صالح في السيطرة على الساحل الغربي.
والواضح أن سبب تأخير الحسم في الشمال ليس قوة الحوثيين وصالح، وذلك بعد الهزائم التي تلقوها في الجنوب، رغم إرسالهم أقوى مقاتليهم ونخبهم العسكرية للقتال في عدن ولحج وأبين وباب المندب وباقي مناطق الساحل الغربي، إلا أن القوات الجنوبية المسنودة بالتحالف العربي تمكنت من هزيمتهم وطردهم شر طردة، ليس بسبب ضعفهم ولكن بسبب وجود الإرادة عند أصحاب الأرض والمقاتل الجنوبي.
يا سادة.. حسم المعارك مش رفع صور على صفحات الفيسبوك، ولا ترديد عبارات “نحن ـ هنا ـ أين ـ أنتم!”.
الحسم يحتاج إلى تضحية حقيقة وإرادة وتكاتف من كافة المواطنين.
تعالوا وتذكروا أيام تحرير عدن ولحج وأبين كيف تحول جميع المواطنين الجنوبيين إلى جنود من أجل الوطن، سواء من خلال رصد مواقع وآليات الحوثيين وأماكن تواجدهم، ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مدار 24 ساعة، حتى وصل الأمر بالحوثيين إلى عدم التجمع أو الخروج إلى الأماكن العامة بسبب رصدهم ومن ثم استهدافهم من قبل قوات التحالف العربي وعناصر المقاومة الجنوبية.
تذكروا وقتها أيش كان الناس في الجنوب يكتبون على صفحات مواقع التواصل “عاجل: خروج قوات من العند باتجاه لحج”، “عاجل: دبابة بجانب مدرسة في الوهط”، “عاجل: تجمع لعدد من الحوثيين تحت شجرة بجانب محطة العند”، “عاجل: مجموعة من الحوثيين عند أحد الفنادق في الشارع الرئيسي بالمعلا”، وبعدها بدقائق تسمع أخبار قصف هذه المواقع.
تذكروا مئات المغتربين الذين تركوا أعمالهم ومصدر عيشهم وانضموا للمقاومة في عدن، تذكروا حملات التبرعات التي نظمها المغتربون لدعم الجبهات بالسلاح ودعم المناطق المحاصرة بالغذاء، تذكروا وحدة الصف وكيف استشهد اليافعي وابن أبين في الضالع، وكيف استشهد ابن حضرموت في عدن، وكيف استشهد ابن الصبيحة في أبين، وكيف رسمت خارطة البطولة والتضحية الانتصارات في الساحل الغربي واختلطت دماء أبناء الجنوب من مختلف المحافظات هناك.
باختصار الانتصار إرادة شعب وليس استرزاق وبيع كلام على مواقع التواصل الاجتماعي وفي القنوات الفضائية.
هل لدى الشعب في الشمال إرداة للانتصار على الحوثي أم أنه جزء من الحوثي والمخلوع صالح؟! .. هذا السؤال الذي يجب على التحالف أن يفهمه ويدرك الإجابة عنه، ووفق ما يفهمه يغير الاستراتيجية التي يتبعها في اليمن.
ياسر اليافعي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى