كلمة اليوم "الرؤية الضائعة"

> « الأيام» خاص

> كجنوبيين نحن بحاجة اليوم إلى وقفة مع الذات. منذ العام 2007 ونحن في حالة رفض لما آلت اليه الأمور، ومنذ 2007 والحالة العامة من سيئ إلى أسوأ.
لقد وُعدنا مرارا وتكراراً بأن الغد أفضل، ولكن الغد كان أسوأ لنا جميعاً، وبعضنا انتقلوا إلى جوار المولى عز وجل دون أن يصلوا إلى حلمهم بوطن يحفظ كرامتهم، لذا علينا اليوم مراجعة المسيرة التي بدأناها نحو هدفنا المنشود.
منذ بدء الحراك الجنوبي السلمي في رفضه المعلن للظلم والاستبداد الذي عاناه الجنوبيون حظى باهتمام متزايد من قبل العالم الخارجي، بل إن مسؤولي دول يقولونها صراحة بأنهم معنا، ولكن ذلك يكون في أحاديث خاصة وليست علنية لأنها ليست مواقف رسمية، بل في جلها مواقف شخصية، بينما المتلقي من السياسيين الجنوبيين يعتبرها مواقف رسمية، وهنا إحدى المشاكل الرئيسية في التمثيل السياسي الجنوبي.
وللأسف فإن معظم السياسيين الجنوبيين اليوم لايزالون يعيشون في أوهام السبعينات أو يسعون للعودة إلى ما قبل 1990، ولايوجد من يقدم رؤية لمستقبل ما بعد 2017.
إن العالم اليوم يخاطب أصحاب الرؤى المستقبلية، ويعقد اتفاقات مع تلك النخب التي تخطط للمستقبل، وليست عالقة في الماضي، بينما يقوم سياسيونا في الجنوب، الذين يرون في أنفسهم القدرة على المنازلة السياسية، بتلاوة الماضي بكل تفاصيله على مسامع كل زائر أجنبي، وهذا ليس عيبا ولا هو محرم في عالم السياسة، لكن السياسيون والدبلوماسيون الأجانب يعقدون هذه اللقاءات لاستشفاف الخطط المستقبلية لكل شخص يدعي أنه يمثل الجنوب، والحصيلة حتى الآن في أروقة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية محبطة للآمال.
اعتمدت عدد من وزارات الخارجية الغربية تصنيفات مبتكرة للسياسيين الجنوبيين، فهناك من هم مصنفون بأنهم يسعون إلى عودة الاشتراكية وفترة السبعينيات، وهناك من هم مصنفون بأنهم انتهازيون يسعون وراء مصالحهم الشخصية، لكن الأخطر هم فئة الساعون الى الانفصال أو فك الارتباط او الأستقال بدون اي خطة لما سيكون بعد ذلك وهؤلاء مصنفون على أنهم فوضويون وعدميين.
لكن لازال هناك أمل فالجميع في الخارج مجمع على شريحة الشباب والمرأة فهما وحدهما الشريحة التي تتحدث عن المستقبل وتركت الماضي بكل آلامه خلف ظهورها... وعلى الرغم من أنهم قليلوا الخبرة في التعامل مع الدول وعالم السياسة والدبلوماسية إلا أنهم من المرونة بحيث يستطيعون التكيف بسرعة مع المتغيرات الإقليمية أكثر من المخضرمين المتقوقعين في الماضي وهذا هو السبب في تركيز المجتمع الدولي على شريحة الشباب والمرأة أكثر من غيرها في بلدنا المحطم.
في عالم السياسة غياب الرؤية العلنية لأي عمل سياسي مؤشر واضح على سوء النية فالخطاب السياسي الواضح الأهداف والآليات هو عقد بين السياسي والشعب الذي يدعي السياسي تمثيله.
علينا اليوم الخروج برؤية وآلية للمستقبل والدفع بجيل الشباب الذين لم يلوثهم المال السياسي والأمر سهل فمعظمهم هؤلاء الشباب والشابات الشرفاء لا زالوا في الداخل يكافحون لمستقبل أفضل وليس من خارج الوطن... أما تجار السياسة في الخارج من شيوخ و عجائز وشباب فمعهم الله.
نائب رئيس التحرير

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى