ما وراء نقل طلاب ثانوية خليفة بالمنصورة إلى ثانوية النعمان؟ إدارة ثانوية خليفة: إدارة تربية المنصورة تريد إغلاق الثانوية بحجة الترميم

> عدن «الأيام» خاص

> أقرت إدارة تربية المنصورة في العاصمة عدن عزمها القيام بمشروع إعادة ترميم ثانوية حامد خليفة بمنطقة ريمي القريبة من جولة (كالتكس)، ولكن أثار هذا القرار ردود أفعال غاضبة وشكوك من نوايا هذا المشروع وأهدافه، حيث كشفت إدارة ثانوية النعمان، ونقابة المعلمين الجنوبيين، وأهالي الطلاب حقيقة ما يجري.
وتظهر عدد من الصور من داخل ثانوية حامد خليفة الواقعة بمديرية المنصورة، عدم حاجتها لمشروع إعادة تأهيل وترميم الثانوية الذي أقرته إدارة تربية المنصورة، وطالبت بنقل جميع الطلاب فيها إلى ثانوية النعمان البعيدة عنها بمسافات طويلة، حيث تظهر الصور الصفوف ومبنى الثانوية وهي بحالة سليمة دون أضرار أو اضطرار لعملية تأهيل كامل للثانوية ونقل1400 طالب إلى ثانوية النعمان، ليصل فيها عدد الطلاب لأكثر من 3000 ألف طالب.
*أهمية الثانوية
يكشف مدير ثانوية خليفة جمال صالح البيحاني لـ«الأيام» عن الأسباب الحقيقية لهذا المشروع قائلا: "لا يوجد فريق من إدارة مشاريع التربية نزل ليرفع تقرير إلى إدارة التربية، وتوضيح موازنته، وعندما ذهبنا لمكتب المشاريع قال لنا لا يوجد أي مشروع مرصود لكم من قبل إدارة التربية بالمنصورة والتي طالبت بإخلاء الثانوية من الطلاب بحجة الترميم"، كما يضيف: "إن الثانوية قد رممت بعد الحرب مباشرة، وهي أصلا في حالة سليمة لم تتضرر من الحرب".
ويوضح جمال أهمية ثانوية خليفة فهي تضم مناطق، كالتكس، وريمي، والوحدة السكنية، وحي عبد العزيز، ونجوى مكاوي، ومدينة إنماء والتقنية، ويوجد فيها نحو 1400 طالب يتوزعون على (488) طالبا في المستوى الثالث الثانوي و(600) طالب في المستوى الثاني الثانوي و(500) طالب في المستوى الأول الثانوي.
ويضيف: "كما أن هناك العديد من المدارس القريبة التي يمكنها أن تحتضن طلابنا في فترة الدراسة كمدرسة (22 مايو)، وهي مدرسة قريبة لا تبعد كثيرا عن ثانوية خليفة بدلا عن ثانوية النعمان والتي تبعد عن مناطق الطلاب، ما يزيد من معاناتهم أثناء ذهابهم للمدرسة".
*تدمير ممنهج
يشير مدير ثانوية خليفة إلى أن هذا هو مشروع استهداف للثانوية لإغلاقها، ولو كان معهم مشروع لما بدأ في العام الدراسي، فأين كانوا قبل بدء الدراسة، وبعد مرور خمسة أشهر من الإجازة، ولكن هذا هدف واضح لإغلاق الثانوية، من خلال نقل الطلاب والمدرسين ولم ينقلوا إدارة خليفة معهم إلى النعمان، وهذا لا يوجد له أي تفسير في الترميم.

ويتحدث لـ«الأيام» خالد محمد القباطي، رئيس الهيئة الموقتة لأولياء أمور الطلاب عن ما يجري من خلف عملية ترميم الثانوية قائلا: "يريدون وبصراحة إغلاق ثانوية خليفة، وهذا فساد كامل وصل لإدارة التربية بالمنصورة، كما أغلقوا مدرسة القادسية، ومدرسة تمنع، وابن سينا، ومدرسة جرادة".
*قرار عقابي
ويضيف خالد: "نحن صحيح نحتاج إلى أعمال صيانة للمراوح فقط، وليس ترميم، ولكن ترميم يستمر لعام كامل يعني إغلاقها وإهمال الطلاب وإلحاق الضرر بهم، كان بإمكاننا لستة أشهر أن نرمم مدرسة بالكامل، لكن هذا التهميش المتعمد للثانوية هو استهداف منظم لتجهيل وتهميش الطلاب، وهذا أحد أنواع الفساد والحرب، كما أنه سيتضرر منه أبناؤنا في وقت دوامهم المدرسي الذي يصادف وقت انتعاش (سوق القات) الواقع بالقرب من ثانوية النعمان الذي تطالب إدارة التربية نقل الطلاب إليها".
ويحذر أوليا أمور الطلاب في حديثهم لـ«الأيام» من استمرار تمسك إدارة تربية المنصورة بمطالبتها بنقل الطلاب، وطالبوا بعدم تنفيذ هذا القرار الظالم - حسب وصفهم - كما طالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل لوقف مثل هكذا تصرفات غير المبررة".
وفي اللقاء الذي عقد في ثانوية خليفة، صباح أمس الأحد، وحضرته نقابة المعلمين والتربويين، وجهاز الرقابة وأولياء أمور الطلاب، والطلاب الحاضرون لأخذ دروسهم في العام الدراسي الجديد بشكل طبيعي، تحدث عدد من أولياء أمور عن ما سيواجهونه فيما إذا تمت عملية نقل الطلاب إلى ثانوية بعيدة، قائلين: "سنتضرر من المواصلات، فحالة الأسر منا فقيرة، ومازالت دون رواتب، ومسافة بعيدة كهذه لاشك أنها ترهق الطالب، إلى جانب الضغط النفسي الذي سيصادفونه داخل ثانوية النعمان، حيث لن يتمكنوا من الدراسة في أجواء مزدحمة ومليئة بالفوضى، وهذا سيشكل سببا في تدني مستواهم التعليمي".
*مطالبات بوقف القرار
وتؤكد النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين في عدم حاجة الثانوية لأعمال ترميم، وإنما فقط لأعمال صيانة لعدد من المراوح ولأنابيب المياه، وعدم وجود تفسير منطقي لقرار مكتب تربية المنصورة بإغلاق المدرسة عاما كاملا.
وارتفعت أصوات الطلاب بمطالبهم من داخل الصفوف الدراسية، وقالوا إنهم يمارسون يومهم الدراسي الطبيعي دون مشاكل، وأنهم لا يريدون الانتقال إلى ثانوية النعمان ويفضلون البقاء في ثانويتهم حتى وإن شهدت أعمال صيانة.
ومازالت الثانوية إلى اليوم تقوم بتسجيل الطلاب المتقدمين إليها من المناطق القريبة وحتى المنتقلين من مديريات أخرى.

*لسنا بصدد إغلاق الثانوية
يوضح لـ«الأيام» مدير إدارة التربية بمديرية المنصورة علي علوي، قائلا: "هذا المشروع رفع من إدارة الثانوية نفسها ومن مجلس المعلمين نفسهم، وقد بث بالمشروع في هذا الوقت من قبل إدارة التربية والتعليم في العاصمة عدن، وتحتاج الثانوية للتأهيل والتطوير، فهي تحتاج لـ(مراوح سقف) وتسليك كهرباء وتركيب شبكة مياه الحمامات، وأيضا غرفة لأجهزة الكمبيوتر، كما أنها تعاني من نقص في المعلمين".
وقال بشأن الوقت المحدد لإنهاء المشروع: "نحن لا نؤكد بأن المشروع سيتم الانتهاء منه خلال عام، وربما يكون أقرب من ذلك، ونطمئن الأهالي والطلاب ونقول لهم إننا نضمن لهم تأهيل مدرستهم ليعدون إليها، وسيتعلمون في ثانوية النعمان مؤقتا، ونريد منهم مراعاة هذا الظرف".
ويضيف: "لسنا في أي خلاف مع إدارة الثانوية، والمدارس التي ذكرت بأنها توقفت فهذا ليس صحيحا، والطلاب نقلوا إلى مدارس أخرى لغرض الترميم، ولم يتم إغلاقها، وقد رفع المشروع لإدارة تربية المحافظة وهي ستنزل فريقا إشرافيا من إدارة مشاريع التربية لتحديد الاحتياجات أيضا".
وقال: "سنقوم بنقل الطلاب والمعلمين، والإدارة ستكون مشرفة عن مشروع ترميم الثانوية، ونذكر أن المشروع اتخذ به بعد رسالة من الثانوية نفسها ولسنا في حرب، أو نريد إغلاقها كما يدعو".
*الترميم جاء بناءً على مذكرة
وتعليقاً على هذا الموضوع، والشكوى المرفوعة من قبل أولياء أمور طلاب ثانوية خليفة، قال مدير عام مكتب إدارة التربية والتعليم في عدن محمد الرقيبي: "الموضوع وما فيه أن مديرية التربية بالمنصورة، وبرفقة مدير عام مديرية المنصورة رفعوا لنا رسالة تفيد بحاجة المدرسة إلى ترميم، بعد جلوسهما مع أهالي الطلاب ومجلس الآباء على مستوى المديرية، ورفعوا مذكرة سابقة بأن المدرسة تعاني من مشاكل كثيرة، وقد تم تفويضهم باتخاذ الإجراء الذي يرونه مناسبا، مع ضرورة إقناع أولياء الأمور".
وأضاف: "إن هذا جاء تحت الوضع الاضطراري، وإنه ليس من مصلحة التربية في المديرية إغلاق أية مدرسة، بل على العكس، فهي تأمل بافتتاح مدارس أكثر ولكن حاجة الترميم هي من فرضت علينا هذا الظروف".
وقال: "وهذا سيكون إجراء مؤقتا ريثما الانتهاء من أعمال الترميم، وسيتم توزيع الطلاب على عدد من المدارس حينما يتم الانتهاء من عملية الترميم سوف يعود جميع الطلاب إلى مدارسهم، والفكرة ليست فكرة تعذيب الطلاب أو فرض تكاليف أكبر على الطلاب من خلال توزيعهم، لأنه لا يوجد مصلحة للتربية في أغلاق المدرسة بتاتا".
واختتم مدير عام تربية عدن: "كما هو معروف فإن المجلس المحلي هو السلطة الحالية، وهو سبق وأن قام بأعمال عديدة للترميم كمدرسة بارباع، وأن الوضع الذي تمر به ثانوية خليفة على ذات المنوال".
وقال: "إن هذا نابع من الحرص الذي نكنه اتجاه أبنائنا الطلاب للتعليم في مدارس مؤهلة بيئياً، خاصة وأن المدرسة تعاني من عدم صلاحية السبورات، بالإضافة إلى تسليك الكهربائي وكذا الصرف الصحي، وهذا المشروع سيكون امتدادا لترميم أكثر من 17 مدرسة تم ترميمه بدعم من اليونسف".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى