الجريح حسين رؤوف يروي قصته لـ«الأيام»:أردت أن أكون بطلا في رفع الأثقال لكن الأقدار حالت دون ذلك

> دلهي «الأيام» فارس العزيبي

> في التاسع من شهر يوليو 2015م الذي صادف الثاني والعشرين من شهر رمضان آنذاك، تعرّض «حسين رؤوف» لكارثة مؤلمة وإنسانية بكل المقاييس، بُترت خلالها قدماه أثناء ما كانت مليشيات الحوثي وقوات عفاش تقصف - وبشكل همجي وعشوائي - الأحياء المدنية والسكنية في عدن بالأسلحة الثقيلة والمتفجرة.
حسين رؤوف صاحبُ (التسعة عشر) ربيعاً نزح إلى مدينة البريقة برفقة أهله عند بعض أقربائه بعد أن ضاق عليهم الخناق في مدينة التواهي، التي شهدت مجازر لا تنسى.
حسين رؤوف يروي لـ»الأيام» قصته قائلاً : «كنتُ في المسجد لأداء صلاة العصر وخرجت منه برفقة أخي الصغير على أن نجلب بعض الحاجيات لأهلنا .. ولكن اقترحت أن نعود للمنزل كوننا صائمين وبعد أن نفطر سنجلب ما طُلبه الأهل من السوق.
وبينما أنا واقف امام منزل أقربائنا في البريقة سقط صاروخ «كاتيوشا» بجواري فلم أدرك ماذا جرى حينها، ولم أعد أحس أو أرى أو أسمع، وكأنني في حلم لا صلة له بالواقع.
لا أدري كم من الوقت دخلت هذا الحلم حتى أيقظني الصاروخ الثاني الذي سقط بمسافة فارقة عن الصاروخ الاول بأمتار تقريباً.
حينها أدركت الوضع وهممت أن أقف على قدميّ، فلم أستطع، فالرؤية كانت معتمة لشدة الغبار.. وبعد دقائق من ذهاب الغبار وببصيص من الضوء رأيت على مسافة خمسة أمتار تقريبا قدم إنسان مقطوعة، لم أكن مستوعباً أنها قدمي لأني كنت مرميا على الارض حتى هرع الناس لنجدتي.
وبينما يهم الناس لحملي بعد أن جهزوا لي سيارة «هيلوكس» تسعفني رأيت قدمي الأخرى بجواري مقطوعة أيضا، ولم أكن بكامل قواي لأستوعب الحادث المفاجئ والصادم.
وصلت إلى مستشفى المصافي القريب من نقطة الحدث لأستوعب ساعتها أن قدميّ بترتا، فاعتراني لحظتها ألم شديد نتيجة البتر فعانيت طوال فترة مكوثي في المستشفى آلاما شديدة جداً لا يستطيع أحد تحملها.
الكثير من الآلام لازمتني فلم أعد أستطيع المشي أو ممارسة رفع الأثقال التي كانت هوايتي الأولى، وكان حلمي أن أكون بطلاً رباعاً .. لكن هكذا الأقدار ولا نقول إلا الحمد لله».
سألنا حسين رؤوف عن قصة علاجه في الهند فأجاب: «قبل أن أتحدث معكم عن قصتي في الهند لابد أن يعرف الجميع أنني عانيت كثيراً داخل عدن فلم أعرف الجهة المتكفلة بعلاج أبناء البلد وطرقنا كل الأبواب ولكن لا فائدة.
وبعد فترة طويلة ذهبنا وسجلنا في مكتب شؤون جرحى المقاومة بالمنصورة الذي ترعاه دولة الإمارات العربية المتحدة ويديره عبدالله العيسائي بتكليف من هاني بن بريك، والحمدلله توفقنا وتم استخراج الفيزة العلاجية والتذاكر للهند لي ولمرافقي الذي هو والدي، وغادرنا إلى الهند بتاريخ 26/5/2017م.
وصلنا الهند وتحديدا لمدينة مومباي، فاستقبلنا مندوب من مكتب شؤون جرحى المقاومة في الهند الذي يديره صبري السباعي، وتم نقلنا إلى مدينة «بونا» إحدى ولايات الهند التي مكثنا فيها بضعة أسابيع، ثم انتقلنا إلى العاصمة الهندية نيودلهي، وكنا في سكنات تم تهيئتها لنا بإشراف مكتب شؤون جرحى المقاومة، وكانت تعطى لنا كل عشرة أيام ثمانية آلاف روبية لي ولمرافقي، وهي عبارة عن مصروف التغذية، ويتم أيضا صرف العلاجات والمستلزمات لنا حسب الحاجة.
وخلال هذه الأيام تم عرض حالتي على مركز أطراف متقدم في العاصمة الهندية نيودلهي والمختص بالأطراف الصناعية كافة ومن النوع الألماني..
فأخذوا مقاساتي وباشروا في صناعة الأرجل الصناعية ذات الست حركات وهي تقنية حركية ممتازة جداً ومن أفضل الأطراف على الإطلاق.
فزاولت مركز التدريب الخاص بذوي الأطراف لتأهيلي على المشي بالأطراف الصناعية وفهم آلية حركتها .. فكنت في قمة سروري وابتهاجي أني سأعاود المشي مجددا، وسأغادر إلى العاصمة عدن فقد أشتقت لأهلي هناك». ويختتم حسين حديثه بالقول: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ولا يسعني هنا إلا أن أشكر دولة الإمارات الراعية لعلاجي والمتكفلة به وبكل لوازمه، فما تقدمه لا يستطيع أي أحد أن يقدمه .. وهذا أنا جريح واحد فقط فكيف بـ 300 جريح ومرافق متكفلة بهم متواجدين في الهند حالياً .. وأشكر إدارة مكتب شؤون جرحى المقاومة في الهند وفي عدن الذين سهلوا لي كل أمور علاجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى