المناطقيـــة العفنــة

> طه منصر

>
طه منصر
طه منصر
ما يحصل اليوم في مدننا الجنوبية من عنصرية مقيتة ومناطقية عفنة تحتم علينا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد هذا الوباء الخبيث الذي سيفتك بالوطن والشعب في حال سكوتنا.
فالعنصرية والمناطقية هي دمار الأوطان وتفكك الشعوب، ولن تبنى الأوطان وتستقر الشعوب طالما وجدت العنصرية والمناطقية والقبلية المزمنة.
ما نراه ونقرأ ونسمع عنه اليوم من تعيينات، عشوائية، مناطقية، عفنة، في كثير من دوائر ومراكز الجنوب ما هو إلا ضياع واستنقاص بذوي الكفاءة وذوي الخبرات الذين يحملون أعلى المؤهلات وأعلى الخبرات.
قد يقول قائل إن التعيينات والتكليفات هذه ما هي إلا مؤقتة حتى يستقر الوضع ومن ثم سيتم اختيار ذوي الكفاءة والمؤهل!! وهذا كذب، وزور، وترغيب، للأشخاص على حساب المصلحة العامة.
لأننا اليوم، وخصوصا في هذه المرحلة ما بعد الحرب وبرغم أن الحرب لم تنته بعد، نحتاج إلى تعيين وترشيح كل من لديه مؤهل وكفاءة وخبرة من أي مدينة كانت، فالشرفاء موجودون على كل هذه الأرض.
ما يقوم به الرئيس الفلاني أو القائد الفلاني أو الوزير الفلاني أو القاضي الفلاني أو المحافظ الفلاني أو كان من كان، من تعيينات وترقيات أسرية أو قبلية أو حتى على حساب المجاملات السياسية ما هو إلا انحطاط أخلاقي وتجرد للضمير وللمهنة والمسئولية، التي هم فيها.
بالأمس كان هناك كثير من المعوزين والجائعين، والذين لا يملكون قوت يومهم، اليوم نرى بطونهم قد شبعت ونراهم يمتلكون الفلل الضخمة والسيارات الفاخرة بمجرد أنهم حصلوا على ترقيات أو تعيينات هم ليسوا أهلا لها!! ولو كانوا حتى من ذوي الكفاءة وهم لصوص، فهم مرفوضون وهم من سيدمر ما تبقى من هذا الوطن.
التسابق إلى نهب خيرات هذا الوطن أو التسابق لنهب المعونات الإنسانية والإغاثية وما تتبرع به الجمعيات الخيرية والاقتداء باللصوص السابقين قد يغرق البلد في مستنقع الفوضى والفتن والمناطقية، والذي يصعب على الجميع الخروج منه بل سيغرق الجميع، أولهم أولئك الفاسدون والناهبون الذين سيلعنهم التاريخ قبل أن تلعنهم دماء الشهداء وأمهاتهم وكل مظلوم في هذا البلد.
نصيحتي.. ارفعوا أيديكم عن المال الذي تأخذونه بغير وجه حق، وارضوا بما قسم الله لكم، وسلموا المعونات والإغاثة والمساعدات الإنسانية لأهلها، وعدم التلاعب بحقوق الشهداء والجرحى واليتامى والمظلومين، ولنطالب معا بإعادة الممتلكات المنهوبة لأهلها منذ بعد حرب صيف 1994 حتى اليوم، حتى ينعم وطننا بالأمن والأمان.
ونصيحتي كذلك وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، هذا إن أردنا دولة حرة نزيهة يتعايش فيها الجميع، لا فيها عنصرية ولا مناطقية، ولا أي شيء من هذا القبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى