المسيرة الظافرة (2)

> محمد زين الكاف

> من المهم جداً أن نبرز قضايا حساسة وظاهرة للعيان في حياة عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل، فالرجل كما وصفه بعض السياسيين بأنه (برجماتي) وهي تعني “مذهبا فلسفياً سياسياً يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة”.. ولذلك فهو يتخذ قراره في «الأيام» من خلال حركة الحياة المتوقعة العمل وليس لأفكار سياسية أو إيديولوجية محددة!! إضافة إلى معاداة النظريات الشمولية.
وفي هذا الصدد اتخذ الباشراحيل في منهجه «الأيام» طريقا وطنيا قوميا إلى أبعد الحدود، فكان (ناصرياً) دون تنظيم أو انتماء لحزب ناصري.
وعكست صحيفة «الأيام» هذا النهج، فكانت مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل (بصراحة) تظهر في وقت واحد في “الأهرام” المصرية وفي «الأيام» العدنية.
وكذلك تنشر صفحات من «الأيام» خطابات ولقاءات لعبد الناصر.
ولم يوصد الباشراحيل الطريق أو الباب أمام أي شخصية ناصرية أو قومية، بل جعلهم في قوام هيئة التحرير، ونذكر على سبيل المثال “أبو جلال العبسي” رحمه الله.
*لا خلاف ولا خصومة دائمة
ربما تزامن صدور «الأيام» في عام 1958 مع نشوء أحزاب رئيسية في عدن نذكر منها حرب رابطة أبناء الجنوب العربي، المؤتمر العمالي، حزب الشعب الاشتراكي، حزب الاتحاد الوطني.
وكما نعرف بأن الباشا كان من قيادات الرابطة، التي كانت تشكل (جبهة وطنية جنوبية) عريضة.. والله يجازي من كان السبب، (فركشت) هذه الجبهة!!.
لم يؤد خروج الباشا من الرابطة إلى خلاف أو خصومة مع قياداتها، أو الدخول في مهاترات صحفية مع إعلامها، بل استوعبت «الأيام» العديد من الرابطيين كمحررين في الصحيفة، أو مساهمين فيها، نذكر منهم: الفقيد عبدالله الجابري، إبراهيم محمد الكاف، عبدالعزيز مرعي (الكثيري). بل وظلت «الأيام» في عهد هشام باشراحيل تفرد صفحاتها للقاءات مع قيادات الرابطة والناصريين والبعث وغيرهم.
وكانوا يقولون لنا “نحن نتنفس ونأخذ راحتنا في «الأيام» أكثر من صحفنا وإعلامنا”.
*الإخوان وما أدراك ما الإخوان
ونأتي إلى نظرة الرجل إلى تيار (الإخوان المسلمين) في عدن، كانوا حينذاك حزبا محظورا، ولكن الباشراحيل تعامل معهم كشخصيات لها مكانتها في الوسط الاجتماعي في عدن والجنوب. ونذكر منهم الأستاذ عمر سالم طرموم الذي أعطيت له نصف صفحة أو أكثر في «الأيام» تحت عنوان (الوعي الإسلامي)، إضافة إلى مقالات يكتبها طرموم من وقت لآخر!!.
*المؤتمر العمالي والنقابات الست
وتكونت في مسار الحركة السياسية الجنوبية علاقات مع الحركات النقابية وعلى رأسها (المؤتمر العمالي) والمعروف أن قياداته من البعث والقوميين وغيرهم.. كانت «الأيام» ورئيسها محمد علي باشراحيل يتعاملون مع المؤتمر العمالي ومن بعده (النقابات الست) كحركة مهنية اجتماعية وتنشر «الأيام» الإضرابات والتظاهرات والاجتماعات اكثر من أي صحيفة عدنية.
وكان العديد من قيادات الحركة النقابية والعمالية يتوافدون ليلا ونهاراً إلى صحيفة «الأيام» ويطرحون كل تصوراتهم ورؤاهم للوضع في عدن والجنوب. ونذكر من هذه الشخصيات محمد عبدالله الطيطي، محمد سعيد باشرين، علي حسن القاضي، فضل علي عبدالله، أمين الأسودي، عبدالله الحسني وحسين باصديق، وغيرهم.
محمد زين الكاف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى