الجنوب أكبر منكم...!

> عبدالكريم سالم السعدي

> يقيس البعض قوة الجنوب وتماسكه وصحة وسلامة أهداف ثورته من خلال سلوكيات معينة لاطراف أو لاشخاص وترى هذا البعض أمام أي فعل شاذ ترتكبه تلك الأطراف يذهب إلى التشكيك بقضية الجنوب ونهج ثورتها وأهداف تلك الثورة !!.
في الحقيقة إن مثل هذه الأحكام تفتقد للحكمة والنضج الذي يؤهل أصحابها لأن يؤخذ بأطروحاتهم، فالثورة الجنوبية وأهدافها والجنوب عامة أكبر بكثير من أولئك القلة المتصارعة وأوسع من عقليات الأحكام القاصرة والتفسيرات السطحية اذا ما أدركنا حقيقة أن المتصارعين هم قلة جندت نفسها لتكون أدوات بأيدي أطراف لصراعات إقليمية وانقسمت تلك القلة على نفسها لخدمة ذلك الهدف، وحقيقة أن هذين الطرفين المتصارعين لايمثلان الجنوب، وإن ادعيا ذلك التمثيل وان الفئة الماكثة خارج ذلك الصراع تشكل نسبة أكثر من 80 % من أبناء الجنوب!.
البعض الجنوبي ذهب إلى تفسير ماحدث في الأيام الماضية في محافظة أبين بأعياد سبتمبر بأنه انتصارا لطرف جنوبي على طرف جنوبي آخر، وذهب أنصار الطرف الآخر إلى محاولة التقليل مما حصل على طريقة عفاش المعهودة بأن أولئك شرذمة قليلة، وأرى من وجهة نظري أن ما حدث لايعد انتصارا لطرف على طرف آخر ولكنه هزيمة للطرفين الجنوبيين المتصارعين كما أنني لا أرى معالجة ما حدث بخطاب عفاش، ولكن يجب الوقوف أمام الظاهرة تلك التي حدثت، فهي في مضمونها وأسبابها تشكل خطرا على الجنوب وثورته !!.
يجب ان نواجه حقيقة أن هناك صراعا تشهده الساحة الجنوبية لا علاقه له بثورة الجنوب وأهدافها بالرغم ان أدوات ذلك الصراع جنوبية خالصة وإنما هو صراع ترجع اسبابه المتعددة والمتنوعة لحسابات إقليمية تعود أرباحها على دول وأطراف إقليمية تستخدم لذلك الصراع مجاميع جنوبية تم تجميعها وتهيئتها وتسميتها ايضا لتتصارع تحت رايات (الدولة والثورة) مقابل وعود مؤجلة لا ضمانات لها لكل طرف !!.
في اعتقادي أن الصراع استشرى وبات من الصعب التكهن بنهاياته وأعتقد أنه لن يتوقف هذا الصراع وعبث أدواته إلا من خلال علاج تلك الأطراف من داء التبعية لأطراف الصراع الإقليمي أو عزل تلك الأطراف وعدم التعاطي معها ومع دعواتها التي توظفها لخدمة صراعها الضيق دون مراعاة لجنوبيتها ولما يترتب على ذلك من أخطار.
وعليه يجب تفعيل دور الفئة الجنوبية الواسعة الماكثة خارج صراع المصالح هذا من خلال حملة شعبية منظمة ترفض الصراع الجنوبي وتطالب طرفي الصراع بإيقاف هذا الصراع العبثي الذي أصبح محصورا بين أفراد يمثلون مناطق جنوبية معينة.
وتوحيد جهود الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمثقفين الجنوبيين في اتجاه التوعية من مخاطر الصراع الحالي بأن هذا الصراع لايمت للجنوب وقضيتة بصلة، وتحييد هذه الشريحة الهامة عن الانقسام والتبعية للأطراف المتصارعة.
ومطالبة التحالف العربي بالالتزام بقواعد تواجده في الجنوب إنسانيا وسياسيا وعدم المساس أو العبث بالنسيج الوطني الجنوبي !.
لاشك أن ثورتنا اليوم تواجه صعوبات من حيث الهجمة الشرسة التي تشنها قوى الاحتلال ضدها، ومن حيث تراخي المواقف الإقليمية والدولية تجاه هذه القضية الوطنية التي تشكل نقطة ارتكاز لحل كثير من قضايا المنطقة والاقليم، ومن حيث سلبية الأداء السياسي الجنوبي وحالة التشرذم التي تعيشها الساحة الثورية الجنوبية وحالة الفشل في إيجاد قيادة وطنية جنوبية توافقية تقوم على التمثيل الوطني وتضطلع بمهمة قيادة هذه المرحلة الهامة، ومع كل ذلك فإنه لايوجد مبرر لحديث البعض الجنوبي عن فشل التلاقي السياسي الجنوبي واسقاطه على الثورة الجنوبية، فهناك فرق بين فشل تحقق أسباب استمرارية الثورة وبين فشل قوى هذه الثورة في خلق تقارب فيما بينها !.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى