المسيرة الظافرة (3)

> محمد زين الكاف

>
محمد زين الكاف
محمد زين الكاف
العميد محمد علي باشراحيل، كانت تتشكل شخصيته السياسية من حلقات تكمل الواحدة الأخرى.
فهو الصحافي المحترف للمهنة، الذي تسنده مداخيل صحيفته من إعلانات وتوزيع.. وهذه جعلته (شخصية مستقلة) فليست له (اعتمادات) من بيوتات تجارية أو بنكية أو مؤسسات حكومية.
ظل يقارع كل المفسدين والعابثين في عدن وفي مناطق الجنوب دون استثناء!!.
هذه الاستقالية جعلته في واقع الحياة السياسية كرجل الوفاق بين فرقاء العمل السياسي والمؤسسي الحكومي.
واذكر للتدليل على ذلك: لقاءات مكتبه الصباحية، تكاد تجمع بين (المتناقضات) السياسية!!.
يأتي إليها الوزراء وعلى رأسهم زين عبده باهارون، رئيس وزراء عدن، وعبد الرحمن جرجرة ومصطفى عبداللاه وأبوبكر محمد كعدل وحسين بيومي وعمر عبدالعزيز شهاب وغيرهم.
وفي الجانب الآخر يأتي إلى مكتب العميد، عبدالله عبدالمجيد الأصنج، محمد سالم باسندوة، ومحمد سالم باوزير، وعيدروس الحامد.. وغيرهم.
عرفت من مقربين إلى أحد الوزراء بأن الوزراء والسياسيين يتبادلون الرأي والمشورة مع الأستاذ باشراحيل.
وأخص بالذكر وتحديداً كبير وزراء عدن زين عبده باهارون، ومن بعده عبدالقوي مكاوي وحسين بيومي عندما تشتد الصراعات أو المشاكل في عدن يطلبون رأي الشخصية المستقلة محمد علي باشراحيل في كثير من الأمور الحاسمة، وبدوره يطرح أراءه بدون مجاملة أو خوف.
الحرب الأهلية
وأقترب من الموضوع أكثر فلا أخفي سراً أخبرني به الشيخ محمد سالم طرموم في لقاء صحفي جمعني وإياه في صنعاء، وعلى مدى ثلاث ساعات، أخبرني بأنه عندما وقعت الحرب الأهلية أو صراع الأخوة في عدن شكلت لجنة ضمت عسكريين وشخصيات وطنية جنوبية.. وأوضح طرموم بأن من قيادات هذه الشخصيات حسين عثمان عشال وعبدالله مسدوس، وعمر سالم طرموم ومحمد علي باشراحيل.
ونجحت هذه اللجنة في التوفيق بين الأطراف المتصارعة، وأكد هذه الواقعة العميد حسين عثمان عشال في لقاء صحفي أجريته معه عندما كان عضوا في مجلس النواب، بصنعاء.
استقلال الجنوب العربي
قضية استقلال الجنوب العربي ظلت همه الشاغل، وربما اختلف مع بعض السياسيين في هذه المسألة، (جنوب عربي أو جنوب يمني) كان طرفه الصريح جنوب عربي، وتشهد على ذلك صفحات “الأيام” وعندما اقتربت الجبهة القومية إلى “الأيام” كونها الصحيفة الوحيدة التي تنشر بياناتها وأخبارها ولقاءات قياداتها، وجد بعض من الجبهة في مصطلح الجنوب “العربي” إحراجا لهم فتم إيجاد مخرج وهو (الجنوب المحتل)، وظل هذا المصطلح يردد حتى عند السياسيين من الجبهة القومية فيما بعد، وخاصة من الجنوبيين الذين نراهم في وقتنا الحاضر يدعون إلى (دولة الجنوب العربي)!!.
ياسبحان الله!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى