قوم سبأ في قصصهم آية

> صالح شنظور / عدن

> من منا لا يعرف قصة قوم سبأ عندما منَّ الله عليهم بنعمة القرى الظاهرة، فقد كان الواحد منهم يمضي مسافرا إلى أرض الشام لا يخاف من جوع أو من عطش أو من خلاء أو من تعب، فهو لا يتعب نفسه بحمل الزاد؛ لأن القرى متقاربة وسيجد زاده في القرى التي يمشي بجوارها، وكانوا يمشون فيها ليل نهار وقد ذكر الله هذه النعمة فقال: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ"، فملوا تلك النعمة! وأرادوا حياة المغامرة، حياة فيها الترحال، والسفر الذي يوجد فيه القوافل التي تحمل زادها على الجمال والحمير ويبيتون في الخلاء أثناء سفرهم ويسعدون في المغامرة، فقال الله عنهم: "فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ"، فباعد الله بين أسفارهم ومزقهم كل ممزق وما لبثوا إلا وهم نادمين على كفرهم للنعمة وغمطهم إياها.
ومن هذه القصة أيها الأحباب نجني الكثير من العظات والعبر في حياتنا، كم من نعمة كنا فيها وما نلبث إلا ونطالب بتغييرها من أجل نزوات في النفس دون أن نفكر بالأضرار المادية العائدة علينا، فيجب علينا عند تمني التغيير في أي شيء أن ندرس الأضرار والخسائر وأن نقيسها من جميع الاتجاهات.
صالح شنظور / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى