النصر الذي احببناه

> علي سالم اليزيدي

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
نصر 6/أكتوبر ,سمعته من اذاعة الكويت ظهرا ,قال المذيع - عبرت القوات المصرية قناة السويس في عملية كبيرة ,واعلن راديو القاهرة ان القوات العربية المصرية تتعامل مع الجنود والتحصينات الاسراىيلية في الضفة الغربية للقناة.
تجمهر الناس حول راديو مقهاية العسل جنب بوابة ميناء المكلا في ذهول وغير مصدقين وتوافدوا مهرولين كلا ينظر في وجه الآخر ,كنت اعمل في الميناء في الشحن والتفريغ آنذاك,ومراسلا لمجلة الجندي بعدن ومعد برامج باذعة المكلا وكاتب قصة ,ومثلما حدث للناس حدث لي اجتاحتني مشاعر غمرتتي,واحسست بموجة حماس كبيرة تدفعني في كل جسدي ,الله اكبر , عاشت مصر ,علئ ابوهم هذولا الك.....,انفعالات العمال - القويربية والحمالة - تنطلق والبعض رمئ بكوفيته او العمامة ,وآخر يصرخ دون سبب وعيون بها دموع حقيقية والبعض يضحك ويبكي .
احتشدت الناس علئ طول سوق المكلا كان شارع السوق طويل صغير والوقت ظهيرة موعد المنازل ونهاية الدوام ,الا ان الشوارع مع قلة الناس آنذاك والحرارة ,بقي البعض تغلبه الحماسة العربية المفرطة واشتعل الهتاف وكان بقصد فتح الحنجرة لذا السبب او ذاك ,
اتخذت طريقي نحو الشرج حيث اسكن مارا بكل المكلا اقطعها زمعي نفر موظفين بشمزان كاكي قد فرضت علينا اثناء الدوام ,وكنا نتحدث حول العبور والخوف من تكرار هزيمة الحرب السابقة ,ماان تجاوزنا مسجد عمر وهناك تجمع جماهيري لاباس به امام المقاهي المغلقة بحكم رمضان ,وفاتحة الاذاعة للناس , هناك وانفعالات الحضارم وشدة ارتباطهم بمصر وعمق التواجد وزيارات السلاطين القعطة المتعاقبة لمصر وعوائل آل بازرعة ,وباحاج وبوسبعة المقيمين وتجارتهم هناك ,حتئ ان محافظ بورسعيد اثناء الحرب 73م,كان من آل بازرعة واجرت مجلة الطليعة المصرية لقاءا ضافيا معه بعد الحرب ,وكذا تردد آل بامخرمة من الغيل للقاهرة وبيع التمباك الغيلي لمصر ولهذا قصة جميلة ,وعلاقات الحضارم بالرئيس جمال عبدالنلصر ,واوامره بصرف قيمة تمباك الغيل نقدا ,بدلا من نصف الثمن بضائع مصرية بعدما شكئ تجار الغيل بالذات لجمال عبدالناصر شخصيا ( وهكذا ياالغيل تلقين ) ,وكذا لقاءات العم الطيب الذكرالشخصية الوطنية بدر الكسادي حاكم المكلا برفقة احمد باحشوان والشيخ عبدالله بامخرمة الرئيس جمال ابوخالد لطلب معلمين مصريين ,وتلبية الطلب من دولة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك ,واعتراض الانجليز ومظاهراتنا طوال نهار في المكلا والغيل تأييدا لقدومهم واحتجاجا للرفض من قبل المستشلر البريطاني بالمكلا
اثناء سيرتا وبحثنا عن مواصلات اذ زاد التعب مع التوقف ظهرت سيارة حكومية للتنظيم تجوب الشارع وطبعا عرفت السائق واللي معه وقصدوا اول مقهايه ماكلموا حد لكن الشنب معصور ,عموما وصلت البيت ,كان رمضان وتعرفوا نهار رمضان في المكلا ,وصلت وهرت مسرعا اصحي والدي رحمه الله وكان قد نام قليلا بعد الصلاة و,قفز من شدة الخبر فرحا مع كبر سنه الاانه كبرلله وشكر ربه ,ثم التفت نحوي وقال -ماهي كل مرة القمرة ,ماذي في جنوبهم انشاءالله -..وفي هذا اليوم شعرنا ان رقابنا طالت كعرب وماتلاه كان نصرا عظيما اتلذذ بذكره كلما عاد الينا ,ورغم مابنا من انتكاسات الان تحرق القلب لكن ربنا يفرجها لنا ,عاش العبور ورجاله وعاشت الامة العربية مهما حصل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى