قــصـة شهـيــــــد "محمد جمال محمد الكهالي" (شجاعة وتضحية)

> تكتبها \خديجة بن بريك

> لم تتوقف تلك النداءات التي كانت تتعالى من مكبرات الصوت في مساجد مدينة عدن: (حيا على الجهاد.. حيا على الجهاد)، تقشعر لها الأبدان.. وكل من سمعها من شباب عدن الأبطال ترك ما بيده ليتناول سلاحه من منزله منطلقا كالجواد يسابق الريح إلى الجبهات لتعزيز شباب المقاومة، يملؤه الحماس والغيرة على الدين والأرض والعرض.
الشهيد محمد جمال محمد الكهالي الناخبي، من أبناء منطقة العرقة، مديرية سباح يافع، ويسكن في حي (السلام) بمديرية خور مكسر، كان أحد شباب المقاومة الأبطال في محافظة عدن (جبهة خورمكسر)، الذين لبوا نداء الجهاد فتأبط سلاحه منطلقا نحو ميادين الشرف والبطولة ليلتحم مع رفاقه من أبناء خورمكسر الشجعان الذين شمروا سواعدهم لصد العدوان الحوثي العفاشي والدفاع عن دينهم وعرضهم ووطنهم..
ففي إحدى المعارك والتي كانت الأعنف في المدينة، كما وصفت، وذلك في تاريخ 21 /4/ 2015م، بالقرب من محطة بدر (محطة الذيباني) للمشتقات النفطية بخور مكسر أرادت المليشيات الانقلابية الغاشمة السيطرة الكاملة على المديرية فشنت هجوماً عنيفاً على شباب المقاومة هناك، ودارت حينها معركة ضارية بين الطرفين، سقط من خلالها عدد من شباب خورمكسر بين شهيد وجريح..
وبينما كان “محمد الكهالي” بجانب زملائه يصدون هجوم المليشيات الحوثية ومحاولتهم اجتياح المدينة، أصيب أحد زملائه بطلقة رصاص سقط على إثرها على الأرض تفصله عن مكان تواجد رفاقه مسافة بسيطة، حينها انتفض محمد الكهالي الناخبي وحاول عدة مرات لإنقاذ رفيقه الملقى على الأرض، لكن نتيجة لشدة وقوة الاشتباكات لم يستطع محمد الوصول إليه، فاستجمع الناخبي محمد بعدها قواه وسحك خفية باتجاه رفيقه المصاب الملقى لمحاولة سحبه إلى مكان آمن ليتلقى العلاج، فتلقى رصاصة في يده اليمنى، جعلته يتراجع للخلف، ونصحه حينها زملاؤه بالتراجع وعدم التهور حتى لا يكون هدفا سهلا للقناصة المنتشرين في كل مكان، فلم يثنه صوت زملائه واستجمع مرة أخرى كل قوته وإصراره وعزيمته وانطلق راكضا نحو زميله لتصيبه رصاصة ثانية في بطنه من سلاح قناص غادر كان متمركزا في إحدى العمارات بالقرب من محطة بدر.
[img]الشهيد.gif[/img] سقط محمد على الأرض ملطخاً بدمائه إلى جانب رفيقه، عندها كثف العدو هجومه مانعاً الاقتراب أو الوصول إلى محمد وزميله الملقيين على الأرض.. ساعات وهدأت الاشتباكات بين الطرفين وتمكن شباب المقاومة بخورمكسر من الوصول إلى زميليهم محمد والشاب الآخر، ولم تسلم سيارة الإسعاف التي تم إسعافهما بها من رصاص العدو المتوحش، الذي أطلق النار عليها بكثافة وبشكل عشوائي.
تم نقل محمد وزميله إلى مستشفى الجمهورية، حيث استشهد زميل محمد هناك، وأدخل محمد الكهالي غرفة العمليات وأجريت له عملية جراحية ودخل بعدها العناية المشددة.. ونتيجة للأوضاع التي كانت تمر بها عدن وتردي الخدمات وقلة الأدوية وانقطاع الكهرباء تم نقل محمد إلى مستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة وأجريت له عملية جراحية أخرى، ظل بعدها عشرة أيام وفارق الحياة في تاريخ 2015 /4 /30.
شباب من أبناء الجنوب في ريعان شبابهم، قصدهم عدوان بربري غاشم حاقد إلى مدنهم بترسانته العسكرية التي نهبها من معسكرات ومخازن الدولة، محاولا فرض سيطرته عليهم وتركيعهم، كما عمل أبناء شمال اليمن.. إلا أن الجنوب كان عصيا عليهم، وفقد انتفض شبابه ورجاله وشيوخه ونساؤه وأطفاله في وجه ذلك العدو وتصدوا له ولقنوه درساً لن ينساه أبدا..
الشهيد محمد الكهالي الناخبي وكل شهداء الجنوب دافعوا عن دينهم وعرضهم ووطنهم.. وكانت أمنيتهم الشهادة فنالوا ما تمنوا.. نسأل الله أن يتقبلهم ويرحمهم ويجعلهم شفعاء لنا.
تكتبها \خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى