المحفد.. مدينة تعاني الإهمال منذ الاحتلال البريطاني تشتهر المحفد بوديانها وجبالها الغنية وزراعة الحبحب والعسل فائق الجودة

> تقرير/ حيدرة واقس

> المحفد هي إحدى مدن محافظة أبين، وآخر مديرياتها على حدود محافظة شبوة، وتقع شرقي العاصمة عدن بحدود 300 كم في منتصف الطريق الرابط بين عدن وبين محافظة حضرموت، التي تبعد عنها بحدود 320 كم تقريباً.
وتشتهر المحفد بأوديتها الشهيرة مثل وادي مريع، وادي حمرة، وادي ضيقة، وادي الخديرة، وادي الكفاه، والأودية السبعة، وكلها تتجه وتصب في مديرية أحور.
أما المنطقة الثانية لقبائل باكازم ومقر سلطان باكازم إبان الحكم البريطاني، وهي منطقة ساحلية وزراعية جميلة تشتهر بزراعة الحبحب، وتشتهر كذلك أرض باكازم عامة أحور والمحفد بوفرة المياه الجوفية العذبة.
*موقع المديرية
تمتلك المحفد موقعاً استراتيجياً، لكونها تمتلك مخانق عسكرية مهمة مثل طريق ضيقة أو طريق الجرة، وهي طرق خطرة جدا، وقد كان لهذه المخانق العسكرية دور فعال في الحرب ضد الاستعمار البريطاني، حيث استطاع رجال القبائل قطع الطريق على القوة البريطانية القادمة من عدن وتدميرها بالكامل، ويشتهر أهل باكازم بالقوة والشجاعة والعزيمة والكرم والجود، فلهم مع الكرم صولات وجولات، فهم عرب بدو محافظين على عاداتهم وتقاليد أجدادهم، وأبطال أشاوس لهم مواقف شجاعة في مقاومة الاحتلال البريطاني، وقد رما الطيران البريطاني قراهم في الخمسينات.
*موارد مديرية المحفد
تشتهر منطقة باكازم بتربية النوب (النحل) ويعتبر أبناء باكازم من أشهر الناوبين المصدرين للعسل الأصلي على مستوى البلاد، ويشتهرون كذلك بالزراعة الموسمية كالحبوب: البر، الذرة ، الجلجل (السمسم)، الخضراوات، الحمضيات وتربية المواشي، ويوجد بها عيون للمياه الكبريتية الحارة بمنطقة سناج، حيث تعد تلك الهيون علاج طبيعي لبعض الأمراض الجلدية، ويأتي إليها الزوار من المناطق المجاورة للمحفد، وأيضا تشتهر جبال المحفد بحجر البناء الفائقة الجودة، وخاصه الحجر الأبيض الجميل الذي يصدر إلى جميع المحافظات والدول المجاورة، وكذلك الأحجار الكريمة والجير الأبيض والأسمنت.

*إهمال حكومي للمحفد
تعاني مديرية المحفد من إهمال حكومي طال كل مرافقها الخدماتية، حيث لا توجد في المديرية خدمة الكهرباء، ولا مشروع مياه، أو مركز اتصال.
وقال عدد من الموطنين لـ«الأيام» بأن "مديريتهم في طي النسيان والحرمان من أبسط الحقوق، وأن الخدمات تكاد تكون معدومة".
وأضافوا بأن "بعض المشاريع قبل الحرب لم تكتمل، كمشروع مد التيار الكهربائي من النقبة بشبوة وحتى مركز المديرية؛ حيث أنجز من المشروع ما يقارب 50% وتوقف بسبب الحرب، ورفض المقاول بعدها استكماله حتى تصرف مستحقاته المالية، الأمر الذي عجزت الحكومة عن توفيره".
وطالبوا الحكومة والسلطة المحلية بقيادة المحافظ الجديد النظر بعين الاعتبار إلى المحفد وإعادة الخدمات فيها أسوة بباقي المديريات.
*مدارس مغلقه وعملية تعليمية متوقفة
عدد من المعلمين والتربويين في مديرية المحفد لـ«الأيام» أكدوا بأن "العملية التعليمية تأكد تكون متوقفة لأسباب كثيرة لعل أبرزها نقص الكادر التعليمي، حيث تعتمد أغلب المدارس على المتعلمين المتطوعين، وأما السبب الثاني فيعود إلى إضراب مدراء بعض تلك المدارس بسبب تعيين مدير لمكتب التربية، قال عنه المدرسون بأنه كان أحد المنقطعين عن التعليم - حد قولهم - الأمر الذي أثار استهجان مدراء المدارس، وقوبل القرار، الذي أصدره مدير مكتب التربية بالمحافظة، بالرفض والإضراب.

وقالوا: "إن هذه الأسباب وغيرها تشكل خطرا كبيرا على سير العملية التعليمية، وسط تجاهل مستمر من قبل السلطات المعنية بالمحافظة"، مناشدين محافظ المحافظة بـ"سرعة التدخل وحل كافة الإشكاليات التي تخص سير العملية التعليمية في المديرية".
*مجلس أهلي يدير شؤون المديرية
في ظل غياب الدولة والسلطة المحلية في مديرية المحفد كان لأبناء المدينة دور في المساهمة لتسيير شؤونهم، حيث تم تشكيل مجلس أهلي يضم شخصيات اجتماعية وقبلية ومثقفين.
الناطق الرسمي باسم المجلس الأهلي (محمد الصليعا) قال لـ«الأيام» بأنهم "عملوا منذ أكثر من عام على تسيير شؤون المديرية للمساهمة في تخفيف معاناة المواطنين في ظل غياب الدولة نهائيا عنها.
وأكد بأن "المجلس يشرف حاليا على متابعة احتياجات مستشفى المدينة، وفتح خط تواصل مع المبادرات الشبابية والمنظمات الداعمة، واستطاعوا من خلالهم إعادة أحياء المستشفى وتشغيل أغلب اقسامه، كما ويشرف على سنترال المديرية، حيث أقاموا حراسة عليه، وزوده بالوقود، وذلك بالتواصل المباشر مع مدير عام الاتصالات بالمحافظة".
وتابع الصليعا بأنهم "خلال مدة قصيرة تمكنوا من حل 33 قضية اجتماعية وقبلية في المديرية، وأنهم يسعون لتغطية الفراغ الذي أحدثه غياب الدولة.
وطالب الحكومة الشرعية والتحالف العربي والسلطات المعنية في أبين بتحمل مسؤولياتها تجاه المديرية، كونها عانت وتعاني من أبسط الحقوق المكفولة لها.
تقرير/ حيدرة واقس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى