قــصـــــة شهـيـد "محمد صالح محمد حمزة الحباطي" (إصرار وعزيمة)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> كان يحدد هدفه في رميته لكرة السلة ويركض هنا وهناك في ملعب نادي الميناء الرياضي ليخطف النصر من خصمه، لم يستسلم أبداً حتى ينال نصره، وفي ساحة المعركة بعد إعلان المليشيات الانقلابية كان يركض هنا وهناك ليحدد هدفه ويخطف النصر من المليشيات الانقلابين ويعيدها مهزومة إلى كهوف مران، محمد صالح ذو 22 عاماً كان حلمه أن يصبح لاعبا مشهورا، إلا أن الغزاة قضوا على أحلام أغلبية شباب عدن.
تقول أمه: “ابني محمد خرج مع زملائه من المقاومة الجنوبية منذ أعلنت المليشيات الانقلابية الحرب على الجنوب، وكان يجد صعوبة، حيث كنا نمنعه من المشاركة في الحرب، لأنني كنت خائفة عليه، ولكن كان يقوم ببعض الحيل حتى أوافق على مشاركته، وفي يوم أقنع والده بأن ننزح إلى منزل أقاربنا في يافع، اقتنع والده، وعندما كنت أجهز ملابسه في الحقيبة قال لي: لا تجهزيها.. أنا لن أذهب، سأظل في عدن، وكان يردد هذه الكلمات (سأعيش فيها حرا أو أموت فيها شهيدًا)، وشارك بعدها في العديد من الجبهات”.
وتواصل أمه: “بعدها ذهبنا إلى يافع وبقي هو في عدن، وكنت أتصل عليه، وأقول له يا محمد اترك السلاح وتعال إلى يافع، ولكنه كان يرد عليَّ ويقول: إن شاء الله سأعود، ونحن منتصرون، بإذن الله تعالى”.
وتختتم قائلة: “كان ولدي مقاتلا شرسا ولا يخاف العدو ولا يهابه، وكان محبوبا من قِبل الجميع، وهو رياضي بكل ما تعنيه الكلمة، وكانت له أحلام ويرسم مستقبله فيها، الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ويقول مدربه في النادي: “شارك محمد في جبهة العقبة وأصيب في ركبته إصابة بسيطة، وبعدها ذهب إلى يافع، إلا أنه عاد بعد عدة أيام وظل يشارك في جبهة حجيف، قاتل بشراسة، وكان شجاعا ومقداما لا يهاب الموت، حيث كان يتقدم في كل جبهة”.
استشهد محمد حمزة بتاريخ 3 /5/ 2015م بقذيفة هاون أصابته من الخلف في جبهة حجيف، وكان يحارب بسلاحه الشخصي فقط.
الشهيد محمد أحد لاعبي فريق كرة الطائرة في نادي الميناء، عرف بأخلاقه العالية، وكان يردد دائما (لن نترك العدو ينتصر علينا، ننتصر أو نموت، عدن لنا، ولن نترك المليشيات الانقلابية تنهش في جسد عدن، سنعيد العدو إلى كهوف مران مهزوما مذلولا، فبعزيمتنا وقوتنا واتحادنا سنهزمهم بإذن الله).
تكتبها/خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى