باتت تُعرف بطريق الموت ..خط إسفلت لحج - كرش.. حوادث شبه يومية وموت يحصد أرواح المسافرين بكل بشاعة

> تقرير/ عنتر الصبيحي

> الطريق من محافظة لحج إلى مديرية كرش (شمال) بات محفوفا بكثير من المخاطر على المسافرين، وموتا يترصد لهم على امتداده المتجاوز الــ50 كيلو متر.
عشرات الضحايا لقوا حتفهم خلال السنين الماضية، وزادت أعداد الوفيات فيه بحوادث السير بشكل كبير جداً بعد الحرب التي شهدتها المحافظة في مارس 2015 م بين أفراد المقاومة الجنوبية، المسنودة بالجيش الوطني، ومليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، حيث عمدت تلك المليشيات إلى زرع الألغام على طول الخط العام وبمحاذاته قُبيل تحرير المحافظة، وقد تسببت تلك الأعمال التخريبية والإجرامية، إلى جانب حصد كثير من الأرواح قتلاً بالألغام، تخريب الطريق وملأها بالحفريات، نتيجة لاستخراج الألغام، والتي يتجاوز عددها الآلاف، وهي مختلفة الأنواع، منها ما هو ضد الدروع وهي الغالبية منها.
وعلى الرغم من قيام الفرق الخاصة بنزع الألغام بالعمل المكثف خلال الفترة الماضية إلا أن الكثير منها مازالت موجودة في بعض الأماكن، الأمر الذي بات يهدد حياة الكثيرين، لاسيما ممن يمرون في هذا الطريق بشكل شبه يومي.
*رمال وحفريات
الطريق إلى كرش محفوفة بالكثير من المخاطر، فالأمر لم يقتصر على ما بها من حفريات، بل إن زحف الرمال على الخط الإسفلتي هو الآخر أضحى مشكلة أخرى وسببا رئيسيا في تزايد الحوادث المرورية بشكل شبه يومي في هذا الخط الذي بات يعرف لدى السائقين والمواطنين بـ(طريق الموت).
وتوجد الرمال المتحركة بشكل كبير بين منطقتي بساتين الحسيني والعند، حيث تغطي جزءا واسعا من الخط، وهو ما تسبب باختناق في الحركة ووقوع حوادث كثيرة.
وتتزايد عملية الزحف في فصل الصيف، حيث تهب رياح قوية.

*لا حلول تذكر
وعلى الرغم من الخطورة التي تشكلها هذه الرمال المتحركة على حياة المواطنين، إلا أن الجهات المعنية في المحافظة لم تحرك ساكناً، ولم تقم بواجبها في إزالة الأتربة من الخط العام، لتخفيف حركة السير، خصوصاً وأنها قد غطت الخط الخاص بالنزول من العند إلى المحافظة بشكل كامل، فيما طالب مواطنون الجهات المسئولة بالزارعة بالقيام بأعمال تشجير على حدود الخط، والتي من شأنها أن تخفف من عملية زحف الكثبان الرملية، وبالتالي التقليل من حوادث السير، التي حصدت كثيراً من الأرواح خلال السنين الماضية وماتزال.
*المعاناة ما تزال قائمة
يقول المواطن عبدالحبيب أمين لـ«الأيام» وهو أحد المتنقلين بشكل شبه يومي بخط لحج ـ كرش: “ أمرّ على هذا الخط ثلاث مرات في الأسبوع، ففي الوقت الذي كنا من قبل نقطعه خلال ساعة زمنية فقط، أصبحنا الآن لا نتجاوزه إلا بعد ثلاث ساعات وأكثر، نتيجة للحفريات التي تسببت بها الألغام التي زرعتها المليشيات الغازية للجنوب عام 2015م قبل أن يتم طرها، وكذلك الكثبان الرملية، والتي تسببت في العديد من الحوارث للمسافرين”.
ويضيف ساخرا: “بعد خروجك من مدينة العند نحو مديرية كرش تجد الخط الإسفلتي من كثر ما به من حفريات وكأنه مصاب بمرض الجدري، والذي ما زال يحصد الأرواح حتى يومنا هذا”.
*التسبب بوفيات الجرحى
خطورة الطريق لم تقتصر على ما تتسبب به من حوادث للمارة والمسافرين، بل إنها تتسبب أيضاً بالتعجيل في وفاة جرحى الحرب في جبهات القتال بمديرية كرش قبل وصولهم إلى مستشفيات العاصمة عدن، نتيجة خراب الطريق الناتج عنها التأخير بوصولهم في الوقت المناسب، كما يقول الدكتور مصطفى أحمد ناصر، مضيفا: “هذه المعوقات زادت من معاناة الطاقم الطبي في العيادة الطبية جبهة كرش أثناء نقل جرحاهم لبعد المسافة وقلة السيارات الخاصة بالإسعاف، وكثرة انتشار الحفريات والمطبات، خصوصاً في القرى الموزعة ما بين منطقتي الدكم إلى عقان، والتي ينتج عنها مزيد من المعاناة للجرحى وخلق مضاعفات كبيرة، خصوصاً من ذوي الكسور”.

وتسبب قصف جسر عقان الرابط بين محافظتي لحج وتعز إلى تحويل الطريق إلى طريق فرعية، حيث يمر وادي عقان، والذي يشهد بشكل مستمر تدفقاً للسيول القادمة من قرى المنطقة ومديريتي كرش والمسيمير وبعض مناطق محافظة تعز، الأمر الذي يستبب في قطع الخط عن المسافرين لساعات طوال، لاسيما في فصل الصيف، حيث تتساقط فيه الأمطار بغزارة.
حبان محمد الزبيري وزميله علي منصور طالبان يسافران بالدراجات النارية بشكل شبه يومي من منطقتهما بالجريبة بكرش على العاصمة عدن، يقطعان خلالها 67 كيلو متر.
يقولان في تصريحهما لــ«الأيام» كان الطلاب الجامعيون في الماضي يقضون ساعة زمن للوصول إلى كلياتهم في صبر أو في عدن، مع توفر وسائل المواصلات بكثرة، حالياً الأمر تغير كثيراً، فلا مواصلات متوفرة، ولا طريق سليمة، فاضطررنا إلى شراء دراجة نارية لتمكنا من مواصلة تعليمنا الجامعي”.
وأنا أغلب أوقاتي مسافر حيث أرى الحوادث الذي تسببها الرمال والحفريات التي تحولت إلى مصيدة شبيهة بمصيدة العنكبوات، جراء هروبهم من الحفر ليقعوا في أخرى، وقبل شهر رأيت حادثا مأساويا على أحد الجسور قبل الصول إلى عقان، حيث رأيت أحد السيارات تحت الجسر بعد سقوطها، فقد كان السائق هاربا من إحدى مخلفات الحرب ليقع تحت الجسر، حيث توفي السائق واثنان بجانبه، جراء السرعة.
*لدينا خطة لحل المشكلة
وفي رده عن سؤال «الأيام» حول ما تشهده الطريق العامة من زحف للكثبان الرملية وما تسببه من معاناة لدى المواطنين والمسافرين قال مدير الأشغال العامة والطرق بالمحافظة علي بن علي شكري: “في ما يتعلق بموضوع الرمال بدأنا قبل أيام بالعمل على جرفها في خلف جسر الحُسيني ومازلنا في عملنا، كما أن لدينا خطة قد طرحنها على الجهات المسئولة حول إعادة إعمار لحج، ومن ضمنها الخط في الصبيحة والخط الممتد من لحج إلى جبهة كرش، أيضاً سنقوم بترقيع للحفريات في حالة أولية حتى تحصل المحافظة على مخصصها من الأعمال، ومن ثم سنقوم بعدها بإعادة سفلتة الخط بشكل كامل”
*رسالة إلى قيادة المحافظة
ووجهة عدد من سائقي المواصلات والدراجات النارية رسالة إلى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ الدكتور ناصر الخبجي، ومدير دائرة الأشغال العامة والطرق بالقيام بواجباتهم تجاه ما يعاني منه المواطنون في هذه المحافظة والقادمون إليها، بالعمل سريعاً على إزالة الكثبان الرملية، وإيجاد حلول ناجعة للخط العام بإعادة سفلتته، أو على الأقل بردم الحُفر وترقيعها بشكل مناسب لما من شأنه أن يخفف من حوادث السير فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى