الكاتالونيون يستعدون للرد على إجراءات مدريد

> برشلونة «الأيام» ا.ف.ب

> يستعد الانفصاليون في كاتالونيا أمس الأحد للرد على الخطوات الجذرية التي اتخذتها مدريد لمنع استقلال الإقليم عبر حل حكومته الانفصالية وفرض إجراء انتخابات مبكرة.
وأعلن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أمس الأول السبت اجراءات تتضمن إقالة زعيم كاتالونيا كارليس بوتشيمون وجميع أعضاء حكومته، الذين أثاروا أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ عقود عبر اجراء استفتاء على الاستقلال في 1 أكتوبر.
وستسيطر مدريد بموجب الاجراءات لمقترحة على وزارات الإقليم.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حكومة كاتالونيا جوردي تورول أمس الأحد “حصل بالأمس انقلاب كامل على مؤسسات كاتالونيا”.
وأضاف في تصريحات أدلى بها إلى إذاعة كاتالونيا “ما سيجري الآن، وعبر اتفاق واتحاد من قبل الجميع، هو أننا سنعلن ما سنقوم به وكيف”.
ودفع راخوي باسبانيا إلى المجهول عبر تحركه لانتزاع سلطات الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي من خلال الاجراءات التي قد تؤدي إلى سيطرة مدريد على جهاز شرطة كاتالونيا واستبدال المسؤولين في وسائل إعلامها.
وأثار التحرك غضب الانفصاليين ونزل نحو نصف مليون متظاهر السبت إلى شوارع برشلونة فيما اتهم بوتشيمون رئيس الوزراء الاسباني بشن “اسوأ هجوم على مؤسسات وشعب كاتالونيا منذ مراسيم الديكتاتور العسكري فرانشيسكو فرانكو”.
وقال راخوي إن لا خيار لديه إلا إقالة بوتشيمون مع رفض الأخير التراجع عن تهديده بإعلان الاستقلال عقب الاستفتاء الذي اعتبر غير دستوري.
وفي رده على الاتهامات بأن ما جرى “انقلاب”، قال وزير الخارجية الاسباني ألفونسو داستيس “في حال كان هناك انقلاب، فإنه يصح أن يطلق على ما قام به بوتشيمون وحكومته”.
وقال لشبكة “بي بي سي” التلفزيونية “ما نقوم به هو أننا نتبع بشكل صارم بنود دستورنا”.
وقبيل اجتماع الأحزاب الكاتالونية الاثنين لتحديد تاريخ وأجندة لجلسة حاسمة للبرلمان الإقليمي لمناقشة الخطوات التالية، أصر تورول عبر إذاعة “راك1” على أن مسألة الانتخابات “غير مطروحة”.
ويحذر محللون من أن راخوي يواجه تحديا خطيرا بمحاولته فرض سلطة حكومته على الإقليم.
وتتضمن السيناريوات المحتملة رفض الموظفين المدنيين وعناصر الشرطة الكاتالونية الانصياع إلى أوامر السلطات المركزية.
وقال المحلل خوسيه فيرنانديز- ألبيرتوس لوكالة فرانس برس إن “المشكلة الأساسية تكمن في أنه سيكون على (مدريد) إدارة كاتالونيا وسط معارضة جزء كبير من السكان”.
ولدى سؤاله إن كان سيجري توقيف بوتشيمون في حال أصر على البقاء في منصبه، حاول داستيس الطمأنة قائلا لـ“بي بي سي” “لن نوقف أحد،” مستبعدا استخدام الجيش لفرض النظام.
ولكنه حذر من أنه في حال استمرت حكومة بوتشيمون بحاولة اصدار الأوامر “فسيصبحون متساوين مع أي مجموعة من المتمردين تحاول فرض طابعها التعسفي على أهالي كاتالونيا”.
- دعم أوروبي لمدريد - وأفادت الشرطة الوطنية أنه تم توجيه الاتهام إلى شخصين بعدما اعتديا على الشرطة خلال تظاهرة السبت في برشلونة والتي شارك فيها نحو 450 ألفا من أنصار الانفصال على وقع هتافات “حرية” و“استقلال”.
وأعلن بوتشيمون أن 90 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء صوتوا لصالح الانفصال عن اسبانيا في حين بلغت نسبة المشاركة 43 بالمئة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنطقة الغنية تشهد انقساما بشأن مسألة الاستقلال، اذ يقول الانفصاليون إن الإقليم يدفع الكثير من الأموال لخزائن الدولة في حين يصر معارضو الاستقلال على أن كاتالونيا ستكون أقوى اذا بقيت جزءا من اسبانيا.
أما مدريد فتحظى بدعم قادة أوروبا وأكد رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني الأحد ان على جيران كاتالونيا عدم الاعتراف بها في حال أعلنت استقلالها من جانب واحد.
وقال لصحيفة “ايل ميساجيرو” الايطالية “لا يمكننا تعزيز أوروبا عبر التقليل من شأن الانتماء إلى الدولة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى