استعادة القيم .. معركة وطنية لا تقبل التأجيل !

> صالح شائف

>
صالح شائف
صالح شائف
عندما يفقد الناس قيمهم الرفيعة تفسد الأخلاق، وتصبح المُثُل والمبادئ شعارات للانتهازيين وعبدة المال وعشاق الشهرة والأضواء، وهم دوما على استعداد لجعل المال والحصول عليه - وبأي ثمن كان - هدفا مقدسا تسقط دونه كل الأهداف، حتى وإن كان ذلك على حساب عذاب وموت أهلهم وأقرب الناس إليهم جوعا أو قتلا! وهو ما يجعل الوطن والوطنية عندهم مجرد شعارات وعناوين خادعة ويافطات عريضة في سوق المكر والعهر السياسي.. وهو الأمر الذي تضيق معه مساحة التنوير والمعرفة عند الناس، ويخلط عندهم الأوراق، ويجعلهم يفقدون التمييز بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب، ويسمح للجهل والعصبيات بالتسيّد على المشهد ولو إلى حين!
غير أن هؤلاء جميعا ينسون أو يتناسون بأن شمسهم تقترب من حالة الغروب الكامل، وبأن شمس الجنوب الساطعة ستشرق غدا تملأ الأرجاء بنورها، وسيدخلون نفق التاريخ المظلم وهم يحملون الخزي والعار ولعنات الشعب، ولن تسعفهم الأموال المنهوبة ولا الثروات التي تكدست لديهم وبكل الطرق غير الشريفة، وعلى حساب الحقوق الطبيعية والمشروعة للناس، بل وسرقوها من جيوبهم وانتزعوها من أفواه أطفالهم، وحرمان الجميع من الخدمات وبذرائع مفضوحة ومخزية، هي شهادة دامغة عليهم وعلى مسلكهم المشين الذي لم نشهد له مثيلا في تاريخنا.
وهم واهمون إن ظنوا أنهم باستطاعتهم إشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب، والتي يشتغلون عليها ليل نهار، عن طريق الإعلام المضلل وبكل وسائله وأدواته ومرتزقته المأجورين، وبكل كتائب المدح والنفاق التي تزيف الحقائق وتشوه صورة كل من يرفع صوته عاليا في وجه الظلم والباطل والمتاجرة بالوطن والتاريخ.. وعن طريق تسويقهم الممنهج لمشروع (الوحدة الجديدة)، التي لن يكتب لها النجاح طالما بقي الشعب الجنوبي رافضا لها.
والوقت قد حان لكل الشرفاء في الجناح الجنوبي في الشرعية لأن يقولوا كلمتهم التي ينتظرها منهم شعبهم الآن وليس غدا، بل وسيكون مرحبا بكل من يراجع ويصوب موقفه ويعلن إنحيازه للحق الجنوبي والوقوف مع شعبهم، فهم منه وإليه وعلى قاعدة التصالح والتسامح التي يتمسك بها شعبنا، ولن يقبل، بل ولن يسمح، بالثأر والانتقام من أحد، وتحت أي ظرف من الظروف..
لأن الجنوب اليوم بحاجة لكل أبنائه، ولن ينساق وراء الدعوات المشبوهة التي تروّج لصراع جنوبي قادم، هو في مخيلة أصحابها، وتستحضر في ذلك الماضي الذي تعلم منه الجنوبيون الدرس، ولن يمكّنوا كل من يتربص بالجنوب والجنوبيين شرا من تحقيق مخططاته الشيطانية خدمة لقوى وعصابات صنعاء الإجرمية، التي اختزلت الجنوب أرضا وثروة، وترغب - وبجنون - في مواصلة نهبها مهما رفعت من شعارات كاذبة ومفضوحة.. فاليوم غير الأمس أيها الأوغاد! .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى