زعيق الشارع الحضرمي

> علي سالم اليزيدي

>
علي اليزيدي
علي اليزيدي
كيف نفهم ما يدور وسط الناس ، هذا الصراخ الذي لابد من الانصات له، لانكون مثلما فعلت الملكة الفرنسية حين سمعت صراخ الجوعى فتساءلت ما هذا؟! لماذا يصرخون؟! قفز أحد البطانة وقال باستهزاء: إنهم يريدون خبزا هؤلاء الرعاع، ردت: فليأكلوا البسكويت!. ولازلنا نتذكر قصة فيكتور هوجو (البؤساء) وحين جاعت أخت جان فالجان، الطفل اليتيم المشرد في الشارع والذي لايملك فلوسا، والطعام والشكولاته والكيك في فاترينات المحلات، لم يقدر على تحمل دموع أخته، وقفز وخطف كيكة لسد جوعها وطاردوه وجلدوه وزجوا به في السجن، وضاعت اخته الطفلة بسبب الجوع والفقر والظلم وانعدام الحلول.
إننا بحق نسمع زعيق الشارع والفقراء ومحدودي الدخل والشعب وهو يئن من الجوع والفاقة والغلاء وسوء الإدارة، والانفصال الكامل ما بين السلطة والناس يزداد ويكبر دون أن يصرخ منا أحد: كفى توقفوا!.
نعم لدينا محافظ من أبناء حضرموت ، وهو يحكم معظم الساحل وأجزاء من الهضبة، وزار الوادي، وتسيطر قوى أخرى على الوادي، ويعم الانفلات والقتل بوضوح، وتدهورت في الساحل خدمات الكهرباء وتراجعت بشكل كبير وازدادت مديونية شركة النفط، من مصادرهم ليس من جهة محايدة، ودخلت الشرعية بحمارها وعلى مرأى المحافظ اللواء فرج سالمين البحسني، وهي التي ربما تدير المكلا الآن، وأسوأ ما فعلته أنها لم تعزز الرجل إلا بما يظهر التدهور، دون العناية المنتظرة.
زعيق الشارع الحضرمي إلى اين قد يصل؟! العقلاء يفهمون والمحيطون بالمحافظ ربما ليس في مقدورهم تحليل الوضع الراهن الساخن وتداعياته، بنظرة عاقلة ومنطقية كنا نحصل على خدمات الكهرباء والنظافة والصرف المعقول للريال، الآن نحن لدينا محافظ تولى من أشهر، وهو عسكري ولديه خبرة حكومية ممتازة وثقافة الحكم متوازنة وجيدة، وعاصر مثلنا أحداثا ومنعطفات، ومن محبي النظام والقانون، ومنذ اليوم الأول لسلطته نعم وعد الرجل بعدة قضايا ذات صلة بحياتنا وتحسينها وتجنب احداث هزة إدارية في السلطة، إلا أن الأوضاع لم تمهله ربما، وتسارعت وواجهته، وهذا كان لابد من البحث عن حلول، ولدينا ما يكفي من مخارج، وحضرموت بها ما يمكننا بجد من الخروج والمخرجات الممتازة، إنما كيف؟!.
زعيق الشارع الحضرمي مؤلم وخطير، وما بين عدم الحصول على حقوق وحلول ربما تزداد الفجوة بين الحكم والناس، المطلب الراهن خدمة الناس هو الأهم، وفي ظل الارتفاع الكبير، وعجز البحث عن حلول والتوقف، يزداد الزعيق للناس، وحين يزيد الزعيق، ما هو الممتع في السلطة إذا، ليس سوى أن نسمع صراخا وألما وأوجاعا ونسكت.
إن منطق العقل يقول لابد من التقدم نحو العمق في حضرموت، وإزاحة الستار والتشاور للمختصين والمستشارين والخبراء وأهل البلد، وفتح طريق الحل، ما دون ذلك هو العجز الذي لانرضاه لأحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى