بنك الشعب!!

> عبود الشعبي

>
كان الموظف في "اليمن الديمقراطية" يستلم راتبه بالفلس الواحد، في الوقت المحدد من نهاية الشهر.. يومها - لو علمتم - لم يكن هناك "حقل بلحاف" ولا "نفط المسيلة" ولا ما تسمى بـ"مصفاة صافر" التي صفرت العداد !.. لكن كان أفراد الأسرة جميعهم في المنزل يشربون الحليب في الصباح وفي المساء أو حينما تهوى أنفسهم!
اليوم في زمن الشرعية الجديدة - القديمة، من لديه شيخ كبير في البيت أو امرأة عجوز لايجد ما ينعشهما أو يغذيهما به، وربما وجد الموت قد أسعفه إلى المقبرة!
حتى أبقار "الفريزيان" كانت حكومة الجنوب في عدن تستوردها من الخارج، وتشهد بذلك كلية ناصر للعلوم الزراعية.. فقد كان بستان الكلية يحفل بأوانٍ كثيرة من اللبن الطازج تدور على الطلاب الدارسين فيشربون منها كما يشربون الماء!!
أما علامة الموظف الحكومي في الصباح "الابتسامة"، ﻷنه لا يحمل هم المواصلات إلى مقر عمله في المدينة، بل “الحافلات” في انتظاره (ذهابا وإيابا) إلى المؤسسات ومرافق العمل.
ويبدو حينها حال المواطن العادي الذي يريد أن يتنقل بين مديريات العاصمة عدن لقضاء أغراض وحوائج “سعيدا”، يكفيه الذهاب الى أقرب كشك لشراء تذكرة بحجم لسان الصبي الصغير بسعر يقدر بالفلسات ،يخرمها في آلة (الباص الأزرق) ويجلس ثم يأتي اليه المحصل لإستلامها !
هذه دولة النظام الشمولي التي كان في عهدها اخواننا من مناطق الحجرية القريبة ينزلون يقفون معنا في “الطابور الإنفصالي” أمام تعاونياتها الإستهلاكية ﻷخذ مايحتاجون من القمح والدقيق والحليب المجفف بأقل الأسعار!
الطابور عند بعضهم اليوم في مناطق الشمال “بدعة” بينما كان زمان عين النظام وربما “سنة حسنة”!
انا أحب المواطن التعزي ،لذا فليسمح لي بهذه “الترويحة”:
نحن أعطيناكم من الدقيق ذي الجودة العالية وحليب الدانو الممتاز بأقل الأسعار وبدون إعلانات تجارية ..لكن أنتم لم تعطونا معكم من فرسك جبل صبر،غير كنا نسمعها من أيوب طارش (فراسكك واصبر مهما تسبب ضرس)!
بل وقع "الضرس"عندكم من قرط القمح حقنا الذي كان يتحول في الفم الى (شوينجم)!!
اليوم في أسواق عدن تفاح “صعدة”وعنب “بني حشيش”وفرسك "صبر" وبرتقال "مارب"،لكن مفابل نفظ المسيلة،على طريقة "النفط مقابل الغذاء”..طبعا لصالح اصحاب "الهضبة"!!
أما انتم التعزيون فمحاصرون ..وحالكم يشبه حالنا ..نحن معنا “الفل”وأنتم معكم "المشاقر"!!
ألفنا البنك في اليمن الديمقراطية ،بنك الشعب ،لاتستطيع يد آثمة أن تمتد اليه ﻷن سيف القانون بتار..وبالمرصاد!!
من بعد عام 94 صار محافظ البنك يصلي في الصف الأول وعن يمينه النهاب الأول وعن شماله السارق الحاذق ..ويزيد فتح نافذة للخطف السريع لصالح المقربون من آل البيت رجال ومحارم!!
للتأريخ ..اليوم لا يستطيع أحد أن يقدم نموذج اليمن الديمقراطية ،ولا أن يتشبه به مهما سرنا في الجموع ،وانبرينا نختطب على المنصات ..الا إذا رأينا في السوق او الشارع العام مواطن يشبه مواطن “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” في منظومة القيم!!
وايضا للتاريخ..لم يكن كل شي في تلك الجمهورية حسنا جميلا ،فقد وقع خرقا في ثوب نظام الدولة ،وعلقت به عيوب ومثالب..لكن ثوب حكومات مابعد 94 لم يعوزه العري ،فقد زاد الخرق على الراقع..
لدرجة يجوز لجداتنا اليمنيات أ ن يقلن للسادة والكبراء لكم “كشيفة”!..بعد أن صار هم الواحد منهم الحصول على (رصيد) من بنك الشعب ومخالفة القوانين !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى