ثرثرة غير بريئة ورب الكعبة !

> محمود المداوي

> وصلت الى قناعة مفادها ان الأغلب الأعم من الكتابات التي يطالعنا بها اصحابها هنا وهناك ما هي الا كتابات اقرب ما تكون الى الثرثرة، ولا شيء غير الثرثرة، وذلك من باب التنفيس والمناكفة، ان لم تكن (المناجمة)، بالمعنى الدارج، ليس الا.
انها كتابات ان قيمت بجد لا تجد لها مردودا ايجابيا في ما تذهب اليه، وتحديدا في القضايا والمواضيع كبيرة الصلة بالشأن والراهن الجنوبي اليوم، والذي تدبج له العناوين الكبيرة المثيرة على راس هذه المقالة او تلك وفي صدارة هذا التحليل أو ذاك.
باختصار هي كتابات، لا تقوم على رؤية واضحة تجاه ما يدور حولها، بل إنها تحصيل حاصل وكلام لا اساس له متعارفا عليه في ما يكتب من تحليلات وتسريبات لا تخدم غير المنظومة القبلية والسياسية والاقتصادية والايديولوجية للنظام اليمني الفاشل.
والمحزن هنا ان اصحاب مثل هذه الكتابات هم من الجنوبيين، ولكن اي جنوبيين، انهم ممن ارتبطت مصالحهم الشخصية والنفعية من خلال تجديد الروح والدم لذلك النظام البائس والدعاية له رغم انف الجنوبيين وارادتهم الحرة في خياراتهم الوطنية على ضوء ما يجري ويعتمل من متغيرات على الارض الجنوبية، وتحسبا لما يترتب عليه من استحقاقات اخذت تلوح في الأفق المحلي والعربي والدولي وما الكشف عما عرف مؤخرا بمبادرة التسوية الاخيرة للوضع في اليمن الا دليل قاطع على افلاس تلك الكتابات ومن يقف وراءها، والتي اكدت الوقائع، انها تسريبات وتهويمات مفضوحة ومكشوفة.
بالتأكيد ثمة اقلام جنوبية على قدر عال من الخبرة الصحفية والإلمام الملحوظ بأصول المهنة والكتابة ولا يمكن لعاقل أن يساوي بينهم وبين اولئك الذين يبيعون الوهم ويشغلون مساحات على صفحات الصحف وغيرها من الوسائل، وهم كما اسلفت، لايقدمون ولايؤخرون، بل يزيدون من حالات الارتباك في الرأي العام الجنوبي، وينفخون في قضاياه الهامشية والمصيرية على حد سواء، خدمة لأجندة تلك المنظومة الفاشلة التي يرومون بدأب حثيث لتجديدها والسعي لاستمرارها بثرثرتهم، بمناسبة وبغير مناسبة.
وبالتأكيد ايضا، هناك كتابات وطنية جنوبية محترمة، وعلى درجة رفيعة من المصداقية، وتتبنى المنهجية في التوصيف والتعليل، وبواقعية، الا انني الاحظ، انها محاربة ومحاصرة، من اولئك الكتبة الذين يتم اختيارهم، والايماء لهم بعناية شديدة، للكتابة المضادة، والتي اثق انها لاتكون مصادفة أو عبثية، بل مقصودة ومتعمدة.
شأن كهذا ليس بمستغرب في بلد كبلدنا يعيش وضعا انتقاليا تتنازعه إرادة تقرير المصير والحرية والاستقلال وارادة الاحتواء والهيمنة والضم والالحاق، وبينهما ارادة التبعية التي يمثلها نفر ممن ارتبطت مصالحه بديمومة شريعة الفيد والفساد، وهي الارادة التي يتوجب ان يتنبه لها الاوفياء لقضيتهم، والتحذير من اصحابها، وان بلغ الامر، فضحها باسمها ومرجعيتها التي تعمل لصالحها، وكشف مآربها واهدافها للرأي العام الجنوبي، وبعيدا عن اي تحفظات، اذا لم تكف عن ثرثرتها الصحفية غير البريئة التي تنهش في وحدتنا الجنوبية، وتراهن على استجداء الماضي البغيض بكل صوره.
محمود المداوي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى