رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ..1- فرسان محمد حسن خليفة: الفنان الذي أنجبته عدن واحتضنته الإمارات وزوجته العراق.. 2- منصر عبدالرحمن بازرعة: بكى هشام باشراحيل حيا وميتا
فرسان محمد حسن و منصر عبدالرحمن بازرعة
> نجيب محمد يابلي
> 1 - فرسان محمد حسن خليفة
*الولادة والنشأة
أسرة خليفة من الأسر العدنية العريقة والتي خرج منها الطبيب والمهندس والفنان والإداري والوطني والرياضي، ومن أفراد هذه الأسرة المجاهد الكبير محمد حسن خليفة ومن أولاد هذا المجاهد الفنان فرسان محمد حسن خليفة، وسأظل عند رأيي أن تعمل الأسر العدنية على إخراج موسوعة بأفرادها لتظهر عدن يوما ما بباقة موسوعات تتبارى فيها مع موسوعات مدن أخرى.
فرسان خليفة من مواليد عدن (كريتر) يوم 24 سبتمبر 1941 ووثقت حارة العيدروس العريقة ولادة هذا الفنان المعروف. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الإقامة Residency School (مدرسة السيلة لاحقا والمتحف العربي حالياً)، ثم انتقل إلى المدرسة المتوسطة الحكومية للبنين (حاليا ثانوية لطفي أمان) وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة القديس يوسف العالية ST.Joseph HICH SCHOOL (المعروفة باسم البادري).
*فرسان يشد الرحال إلى أرض الكنانة
حصل فرسان خليفة على منحة دراسية في مجال الموسيقى من الإدارة البريطانية في بداية الستينات، فقد نشأ موهوبا في الموسيقى وأصبح مغرما بها، حيث غادر إلى قاهرة المعز للالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى وعاد إلى عدن في منتصف الستينات.
*فرسان وأمل كعدل في أوبريت ريح الشروق
قدم فرسان خليفة وأمل كعدل أوبريت “ريح الشروق” الذي كتب كلماته الشاعر الكبير الدكتور سعيد الشيباني الذي سبق وأن قدم “يا طير يا رمادي” للفنان الكبير محمد مرشد ناجي وفكرة مشروع الاوبريت استوحاها فرسان من اوبريت “بساط الريح” للفنان الكبير فريد الأطرش.
*فرسان يقدم الأغنية والأنشودة دفاعاً عن الثورة
شهود العصر جنوباً وشمالاً وعلى وجه الخصوص الناس في عدن أبدوا إعجابهم كمتلقين لفن فرسان خليفة الذي توزع بين الأغنية الوطنية والعاطفية وارتفعت وتيرة صوته في الأغاني الحماسية في عدن وصنعاء وتعز اذاعياً وكم اذاعت “صوت العرب” حماسيات ووطنيات فرسان دفاعاً عن ثورتي 26 سبتمبر شمالاً و14 أكتوبر جنوباً جنباً إلى جنب مع مساهمات محمد مرشد ناجي وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد محسن عطروش ومحمد سعد عبدالله وفنانين آخرين.
*فرسان صاحب رصيد فني جيد
فرسان ضحية نظام سياسي لا يعرف للفن قيمة أو قدرا، ولو تأملت حال الفنان شمالاً وجنوباً لوجدت أن الفنان لا يحظى بالرعاية التي يحظى بها المنتسب لمصلحة شؤون القبائل أو المنتسب لأي صندوق آخر رغم الرصيد الفني الذي حققه هذا الفنان أو ذاك.
اشتهر فرسان بعدد من الأغاني التي رددتها اذاعات محلية أو عربية منها: طير الحمام - الدودحية - جبل صبر - ضوء الصباح - قمري من وادي بنا - تحية الصباح - اشتقت لك - مثل القمر - صدقيني - ياحبيبي- الليل في عيونك سهرني - قمر - نجم الصباح بكر.
*فرسان يشد الرحال إلى أرض زايد الخير
بيت خليفة قدمت كسائر البيوت العدنية الغالي والنفيس والروح والدم من أجل قضايا الوطن وحب عدن لأنها الأساس والمنطلق في العمل الوطني والنقابي والسياسي والإبداعي والاجتماعي مجدداً بالوالد محمد حسن خليفة وابن أخيه خليفة عبدالله حسن خليفة ونجله الشهيد أرسلان محمد حسن خليفة، ولم تكن الاجواء مشجعة على البقاء لاسيما وانه محسوب على خصوم الجبهة القومية.
عزم الفنان فرسان خليفة على شد الرحال إلى أرض زايد الخير عام 1972 واكتسب الجنسية ورابط فيها مدة أربعة وأربعين عاماً واستقر هناك وتبعته أفواج الراحلين إليها من عدن ومناطق اخرى من الجنوب الذين احتضنتهم دولة الإمارات العربية المتحدة.
*أرض الرافدين تزوجه إحدى بناتها
برزت الجغرافيا في حياة الفنان الراحل فرسان خليفة، حيث أنجبته عدن واحتضنته دولة الإمارات، أما أرض الرافدين (العراق) فقد زوجته إحدى بناتها وكانت نعم الزوجة ونعم الأم إلا أنها انتقلت إلى جوار ربها وعاش فرسان على ذكرها، رحمها الله.
*فرسان على فراش المرض وسط صمت مطبق
رابط الفنان الراحل فرسان خليفة في فراش المرض في أحد مستشفيات الإمارات وكان يحمل معه تاريخاً لايعرفه المسئولون في البلاد بل ولا يعترفون به ولن يجيب عن هذا الحال أو السؤال إلا خبراء في علم الاجتماع السياسي.
ظل فرسان طريحا في فراش المرض حاملاً معه آلام فراق زوجته وآلام مرضه وآلام إهمال مسؤوليه في اليمن ولو من باب الوفاء.
نعى الناعي وفاة الفنان فرسان خليفة يوم 22 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاماً.
خلف فرسان خليفة تراثا فنياً وقلوبا من المحبين له في الجنوب أو الشمال وخاصة عدن وحاضنوه في دولة الإمارات المتحدة، كما خلف أربعة أولاد: 1 - برديس 2 - دارين 3 - عامر 4 - أحمد.
2 - منصر عبدالرحمن بازرعة
*الولادة والنشأة
أسرة بازرعة من الأسر العدنية العريقة التي تركت بصمات بارزة في الحياة العامة في عدن، وشهد بذلك السيرهيكين بوتم، الذي حكم عدن خلال الفترة 1951/ 1956 حيث أفاد في كتابة (عدن).. ص 193: «اتسم الحضارم بالانغلاق على أنفسهم، إلا أن منهم مؤخراً من خرج إلى الحياة العامة في عدن ويعتبر آل بازرعة الاستثناء من ذلك حيث قدم أفراد هذه الأسرة ولا يزالون يقدمون خدماتهم في المجال العام والبلدي وفي مجال الرياضة».
منصر عبدالرحمن محمد عمر بازرعة من مواليد كريتر (عدن) يوم 6 نوفمبر 1934 ونشأ وترعرع في الوسط العدني (الكريتري) الجميل وحصل على مراحل دراسته في مدرسة بازرعة الخيرية الاسلامية (التي أسسها الشيخ علي محمد عمر بازرعة عام 1912م) والمعهد التجاري العدني الذي أسسه الحاج ياسين راجمنار عام 1924م.
*منصر بازرعة يعمل في مكاتب الأسرة التجارية
عمل منصر بازرعة في مكتب والده التجاري وعرف أصول المحاسبة والإدارة والمراسلات التجارية حيث اكتسب الأساسيات في مسك الدفاتر والطباعة والاختزال من المعهد التجاري العدني، كما تعلم قيادة السيارات عند الخروج في مشاوير العمل، وسارت الامور على مايرام حتى جاءت حركة التأميم ووضعت الحكومة يدها على كل أو معظم خدمات القطاع الخاص، فضيقت الخناق على التجار ومنهم من غادر إلى الشمال والسعودية وضعفت حركة التجارة في البيوت التجارية العريقة.
وفي العام 1972م التحق منصر بازرعة بالغرفة التجارية الصناعية عدن، وكانت في مقرها الكائن بمبنى المجلس التشريعي بكريتر وانتقلت بعد ذلك إلى مبنى آخر أمام مبنى البريد العام في كريتر ثم إلى مبنى آخر بعد عام 1994 حيث شغلت الدور الأول فوق مبنى بنك الاقراض الشعبي للبنك الأهلي اليمني.
*منصر بازرعة العمود الفقري لغرفة عدن
بات منصر بازرعة معروفا لدى كل رجال الأعمال وأرباب المصانع والفنادق والسفارات والقنصليات العربية والأجنبية العاملة في عدن وفي صنعاء (بعد الوحدة).
كان منصر بازرعة سكرتيرا لمجلس إدارة الغرفة وكان يحرر محاضر اجتماعاتها ويتولى طباعتها ويوزعها على الأعضاء، وكان يتولى المراسلات مع إدارة الهجرة والجمارك والضرائب والقنصليات لطلب التأشيرات.
دعت الحاجة إلى أن يخرج منصر من مكتبه إلى جهات رسمية أو قنصلية في معاملات تعني رئيس الغرفة أو نائبيه لشؤون الصناعة وشؤون التجارة، وكان يحضر كل اللقاءات التي جمعت رئيس الغرفة ونائبيه مع زوار عرب أو أجانب.
*منصر بازرعة وسيطا بين المحتاجين أو المنكوبين ورجال البر والإحسان
تردد على منصر بازرعة عدد كبير من المحتاجين أو المنكوبين على مدى عقود من الزمن، وكان منصر ينقل تقاريرهم أو أوراقهم إلى أهل البر والإحسان من أعضاء الغرفة، واتسع صدره كثيراً لكثرة ترددهم وما أصعب أحوال المنكوبين أو المرضى، وكان يقدر الحال ويتردد على أهل البر والإحسان، وجسد منصر بازرعة الحديث الشريف «الساعي إلى الخير كفاعله»، وأنا شاهد على ذلك لأننا في مكتب واحد ورصدت عشرات الأعمال التي دخلت في ميزان حسناته.
*منصر بازرعة الرجل الذي بكى هشام باشراحيل حيا وميتاً
تعرض هشام باشراحيل للتنكيل وأعمال الظلم والعسف من قبل السلطة، وكم تعرض منزله ومؤسسته للمداهمة والضرب بالرصاص والقذائف، وكم تعرض للمحاكمات والاعتقالات مع أولاده وأقاربه، ورأيت منصر بازرعة بأم عيني وهو يبكي هشاماً في حياته وكان البكاء أكثر مرارة يوم وفاته والأيام التي تلتها.. كان يحب هشاماً وأخاه تماما وأولاده.. رحم الله هشام باشراحيل ومنصر بازرعة.
*الرحيل
انتقل منصر بازرعة إلى جوار ربه يوم 18 مارس 2015 مخلفا وراءه رصيداً من أعمال البر والمحبين وخلف الأرملة الفاضلة (أم أولاده) وأولاده: محمد، قرينة جهاد علي عتيق، قرينة أحمد عبدالله باصهي، عبدالله، علي، وليد وعبدالرحمن.
*الولادة والنشأة
أسرة خليفة من الأسر العدنية العريقة والتي خرج منها الطبيب والمهندس والفنان والإداري والوطني والرياضي، ومن أفراد هذه الأسرة المجاهد الكبير محمد حسن خليفة ومن أولاد هذا المجاهد الفنان فرسان محمد حسن خليفة، وسأظل عند رأيي أن تعمل الأسر العدنية على إخراج موسوعة بأفرادها لتظهر عدن يوما ما بباقة موسوعات تتبارى فيها مع موسوعات مدن أخرى.
نجيب محمد يابلي
فرسان خليفة من مواليد عدن (كريتر) يوم 24 سبتمبر 1941 ووثقت حارة العيدروس العريقة ولادة هذا الفنان المعروف. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الإقامة Residency School (مدرسة السيلة لاحقا والمتحف العربي حالياً)، ثم انتقل إلى المدرسة المتوسطة الحكومية للبنين (حاليا ثانوية لطفي أمان) وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة القديس يوسف العالية ST.Joseph HICH SCHOOL (المعروفة باسم البادري).
*فرسان يشد الرحال إلى أرض الكنانة
حصل فرسان خليفة على منحة دراسية في مجال الموسيقى من الإدارة البريطانية في بداية الستينات، فقد نشأ موهوبا في الموسيقى وأصبح مغرما بها، حيث غادر إلى قاهرة المعز للالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى وعاد إلى عدن في منتصف الستينات.
*فرسان وأمل كعدل في أوبريت ريح الشروق
قدم فرسان خليفة وأمل كعدل أوبريت “ريح الشروق” الذي كتب كلماته الشاعر الكبير الدكتور سعيد الشيباني الذي سبق وأن قدم “يا طير يا رمادي” للفنان الكبير محمد مرشد ناجي وفكرة مشروع الاوبريت استوحاها فرسان من اوبريت “بساط الريح” للفنان الكبير فريد الأطرش.
*فرسان يقدم الأغنية والأنشودة دفاعاً عن الثورة
شهود العصر جنوباً وشمالاً وعلى وجه الخصوص الناس في عدن أبدوا إعجابهم كمتلقين لفن فرسان خليفة الذي توزع بين الأغنية الوطنية والعاطفية وارتفعت وتيرة صوته في الأغاني الحماسية في عدن وصنعاء وتعز اذاعياً وكم اذاعت “صوت العرب” حماسيات ووطنيات فرسان دفاعاً عن ثورتي 26 سبتمبر شمالاً و14 أكتوبر جنوباً جنباً إلى جنب مع مساهمات محمد مرشد ناجي وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد محسن عطروش ومحمد سعد عبدالله وفنانين آخرين.
*فرسان صاحب رصيد فني جيد
فرسان ضحية نظام سياسي لا يعرف للفن قيمة أو قدرا، ولو تأملت حال الفنان شمالاً وجنوباً لوجدت أن الفنان لا يحظى بالرعاية التي يحظى بها المنتسب لمصلحة شؤون القبائل أو المنتسب لأي صندوق آخر رغم الرصيد الفني الذي حققه هذا الفنان أو ذاك.
اشتهر فرسان بعدد من الأغاني التي رددتها اذاعات محلية أو عربية منها: طير الحمام - الدودحية - جبل صبر - ضوء الصباح - قمري من وادي بنا - تحية الصباح - اشتقت لك - مثل القمر - صدقيني - ياحبيبي- الليل في عيونك سهرني - قمر - نجم الصباح بكر.
*فرسان يشد الرحال إلى أرض زايد الخير
بيت خليفة قدمت كسائر البيوت العدنية الغالي والنفيس والروح والدم من أجل قضايا الوطن وحب عدن لأنها الأساس والمنطلق في العمل الوطني والنقابي والسياسي والإبداعي والاجتماعي مجدداً بالوالد محمد حسن خليفة وابن أخيه خليفة عبدالله حسن خليفة ونجله الشهيد أرسلان محمد حسن خليفة، ولم تكن الاجواء مشجعة على البقاء لاسيما وانه محسوب على خصوم الجبهة القومية.
عزم الفنان فرسان خليفة على شد الرحال إلى أرض زايد الخير عام 1972 واكتسب الجنسية ورابط فيها مدة أربعة وأربعين عاماً واستقر هناك وتبعته أفواج الراحلين إليها من عدن ومناطق اخرى من الجنوب الذين احتضنتهم دولة الإمارات العربية المتحدة.
*أرض الرافدين تزوجه إحدى بناتها
برزت الجغرافيا في حياة الفنان الراحل فرسان خليفة، حيث أنجبته عدن واحتضنته دولة الإمارات، أما أرض الرافدين (العراق) فقد زوجته إحدى بناتها وكانت نعم الزوجة ونعم الأم إلا أنها انتقلت إلى جوار ربها وعاش فرسان على ذكرها، رحمها الله.
*فرسان على فراش المرض وسط صمت مطبق
رابط الفنان الراحل فرسان خليفة في فراش المرض في أحد مستشفيات الإمارات وكان يحمل معه تاريخاً لايعرفه المسئولون في البلاد بل ولا يعترفون به ولن يجيب عن هذا الحال أو السؤال إلا خبراء في علم الاجتماع السياسي.
ظل فرسان طريحا في فراش المرض حاملاً معه آلام فراق زوجته وآلام مرضه وآلام إهمال مسؤوليه في اليمن ولو من باب الوفاء.
نعى الناعي وفاة الفنان فرسان خليفة يوم 22 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاماً.
خلف فرسان خليفة تراثا فنياً وقلوبا من المحبين له في الجنوب أو الشمال وخاصة عدن وحاضنوه في دولة الإمارات المتحدة، كما خلف أربعة أولاد: 1 - برديس 2 - دارين 3 - عامر 4 - أحمد.
2 - منصر عبدالرحمن بازرعة
*الولادة والنشأة
أسرة بازرعة من الأسر العدنية العريقة التي تركت بصمات بارزة في الحياة العامة في عدن، وشهد بذلك السيرهيكين بوتم، الذي حكم عدن خلال الفترة 1951/ 1956 حيث أفاد في كتابة (عدن).. ص 193: «اتسم الحضارم بالانغلاق على أنفسهم، إلا أن منهم مؤخراً من خرج إلى الحياة العامة في عدن ويعتبر آل بازرعة الاستثناء من ذلك حيث قدم أفراد هذه الأسرة ولا يزالون يقدمون خدماتهم في المجال العام والبلدي وفي مجال الرياضة».
منصر عبدالرحمن محمد عمر بازرعة من مواليد كريتر (عدن) يوم 6 نوفمبر 1934 ونشأ وترعرع في الوسط العدني (الكريتري) الجميل وحصل على مراحل دراسته في مدرسة بازرعة الخيرية الاسلامية (التي أسسها الشيخ علي محمد عمر بازرعة عام 1912م) والمعهد التجاري العدني الذي أسسه الحاج ياسين راجمنار عام 1924م.
*منصر بازرعة يعمل في مكاتب الأسرة التجارية
عمل منصر بازرعة في مكتب والده التجاري وعرف أصول المحاسبة والإدارة والمراسلات التجارية حيث اكتسب الأساسيات في مسك الدفاتر والطباعة والاختزال من المعهد التجاري العدني، كما تعلم قيادة السيارات عند الخروج في مشاوير العمل، وسارت الامور على مايرام حتى جاءت حركة التأميم ووضعت الحكومة يدها على كل أو معظم خدمات القطاع الخاص، فضيقت الخناق على التجار ومنهم من غادر إلى الشمال والسعودية وضعفت حركة التجارة في البيوت التجارية العريقة.
وفي العام 1972م التحق منصر بازرعة بالغرفة التجارية الصناعية عدن، وكانت في مقرها الكائن بمبنى المجلس التشريعي بكريتر وانتقلت بعد ذلك إلى مبنى آخر أمام مبنى البريد العام في كريتر ثم إلى مبنى آخر بعد عام 1994 حيث شغلت الدور الأول فوق مبنى بنك الاقراض الشعبي للبنك الأهلي اليمني.
*منصر بازرعة العمود الفقري لغرفة عدن
بات منصر بازرعة معروفا لدى كل رجال الأعمال وأرباب المصانع والفنادق والسفارات والقنصليات العربية والأجنبية العاملة في عدن وفي صنعاء (بعد الوحدة).
كان منصر بازرعة سكرتيرا لمجلس إدارة الغرفة وكان يحرر محاضر اجتماعاتها ويتولى طباعتها ويوزعها على الأعضاء، وكان يتولى المراسلات مع إدارة الهجرة والجمارك والضرائب والقنصليات لطلب التأشيرات.
دعت الحاجة إلى أن يخرج منصر من مكتبه إلى جهات رسمية أو قنصلية في معاملات تعني رئيس الغرفة أو نائبيه لشؤون الصناعة وشؤون التجارة، وكان يحضر كل اللقاءات التي جمعت رئيس الغرفة ونائبيه مع زوار عرب أو أجانب.
*منصر بازرعة وسيطا بين المحتاجين أو المنكوبين ورجال البر والإحسان
تردد على منصر بازرعة عدد كبير من المحتاجين أو المنكوبين على مدى عقود من الزمن، وكان منصر ينقل تقاريرهم أو أوراقهم إلى أهل البر والإحسان من أعضاء الغرفة، واتسع صدره كثيراً لكثرة ترددهم وما أصعب أحوال المنكوبين أو المرضى، وكان يقدر الحال ويتردد على أهل البر والإحسان، وجسد منصر بازرعة الحديث الشريف «الساعي إلى الخير كفاعله»، وأنا شاهد على ذلك لأننا في مكتب واحد ورصدت عشرات الأعمال التي دخلت في ميزان حسناته.
*منصر بازرعة الرجل الذي بكى هشام باشراحيل حيا وميتاً
تعرض هشام باشراحيل للتنكيل وأعمال الظلم والعسف من قبل السلطة، وكم تعرض منزله ومؤسسته للمداهمة والضرب بالرصاص والقذائف، وكم تعرض للمحاكمات والاعتقالات مع أولاده وأقاربه، ورأيت منصر بازرعة بأم عيني وهو يبكي هشاماً في حياته وكان البكاء أكثر مرارة يوم وفاته والأيام التي تلتها.. كان يحب هشاماً وأخاه تماما وأولاده.. رحم الله هشام باشراحيل ومنصر بازرعة.
*الرحيل
انتقل منصر بازرعة إلى جوار ربه يوم 18 مارس 2015 مخلفا وراءه رصيداً من أعمال البر والمحبين وخلف الأرملة الفاضلة (أم أولاده) وأولاده: محمد، قرينة جهاد علي عتيق، قرينة أحمد عبدالله باصهي، عبدالله، علي، وليد وعبدالرحمن.