بطالة العقول ..!

> محمد العولقي

> * أنت دكتور جامعي في الاقتصاد، كلام حلو وبرأس ماله..
* أنت (بروفيسور) في سوق العمل، وتستوعب متطلباته واحتياجاته، كلام جميل وكلام معقول، مقدرش أقول حاجة عنه، على رأي الفنانة (ليلى مراد)..
محمد العولقي
محمد العولقي

* لكن ما بال السوق المحلي خامل وراكد ولا يتفاعل مع لغة البورصة العالمية..؟
* ما بال السوق الاقتصادي في اليمن تحت خط العجز..؟، أين تكمن المشكلة بالضبط في التعليم الجامعي النظري..؟، أم في عدم قدرة العقول اليمنية على التحرر من تركة مناهج الحشو القاتلة..؟
* في اليمن أكثر من ثلاثة مليون دكتور جامعي، منهم من عاد بالشهادة من الخارج، ومنهم من كافح في الداخل للحصول على وجاهة حرف (الدال)..
* الموضوع ليس حسدا، ولا محاولة ضرب كرسي (الجبر) في كلوب (الهندسة).. بقدر ما هو موضوع للتأمل يكشف عورة التعليم النظري..
* مادام عندنا هذا الكم الهائل من الدكاترة في مجال الاقتصاد تحديدا.. فلماذا لم يقفز اقتصادنا مترا واحدا إلى الأمام؟
ولماذا يظل اقتصادنا يترنح ويسقط بالضربة الفنية القاضية في سوق تلبية الحاجيات..؟
* هل نهضت أوروبا من سباتها الاقتصادي أبان الثورة الصناعية لأنها تمتلك ثلاثة مليون دكتور في الاقتصاد والرياضيات..؟
* الجواب قطعا (لا).. فالدول الأوروبية لا ترى في التعليم الجامعي العالي دليلا على نبوغ الفكر، بالقدر الذي اتجه فيه التعليم إلى إطلاق العنان لطاقة الدارسين المكبوتة، وتحرير عقولهم من مغارة التلقين، الذي يجعل من الدارس (ببغاء) لا يردد إلا ما يحفظ.. إذن.. أين يكمن سر قوة اقتصاد أوروبا؟
* سؤال قد لا يجيب عنه دكاترة (الغفلة) بتوعنا.. على أساس أنهم مغيبون فكريا، وقدراتهم لا تتعدى محاضرات نظرية (يتفلسف) فيها الدكتور على عباد الله، دون أن يعطيك سببا مقنعا لحالة ركود السوق المحلي..
* سأتبرع نيابة عن دكاترة (الهدرة والرغي)، وسأكشف سر قوة الأسواق الأوروبية..
* قوة السوق - أساسا - تأتي من الأيادي العاملة الماهرة التي لم يضرب عقولها (فيروس) التلقين العلمي العالي..
* وقوة السوق الاقتصادي تكمن في التعليم الفني والتقني الذي جعل من أوروبا سوقا مفتوحا تتلاقح فيه أفكار الفنيين مع مهارة التقنيين..
* الأولوية في أوروبا لتحرير العقول وإطلاق طاقة الشباب في أعمال ومهن حرفية تجعل من السوق تنافسا بشريا، البقاء فيه للمنتج وليس للعاطل الذي تلقى تعليما جامعيا نظريا..
* تعالوا وانظروا إلى حال التعليم الفني والتقني في اليمن، حيث غادرت العقول الماهرة بيت الحكمة مع ميلاد (الوحدة).. ستجدون أننا نتحدث عن مأساة وملهاة تعليمية.. فخريج الجامعة في الاقتصاد أو الرياضيات لا يترجم مهاراته في السوق لتلبية حاجة الطلب من أيادي عمل ماهرة بارعة.. لكنه يجلس في البيت ينتظر توظيف من إدارة العمل، حيث يتم الدفع به إلى المدارس الثانوية والأساسية لينقل للطلاب التلقين الذي حفظه عن ظهر قلب.. من دون أن يسأل نفسه: ما أهمية شهادة جامعية في الرياضيات والاقتصاد طالما والمهارات مشفرة وقدرات العقل مغيبة..؟
* السوق المحلي بحاجة إلى تفعيل قنوات التعليم الفني والتقني وتحريره من نظرية (الدونية).. و (جنوب) اليوم بحاجة إلى الأيادي الماهرة الفاعلة في الميدان، وليس بحاجة إلى شهادات جامعية يبلها الدارس في صحن (البطالة) ويشرب ماءها..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى