تنبيه وتحذير

> م. جمال الردفاني

>
م. جمال الردفاني
م. جمال الردفاني
إن ما يجري في عدن ليس خلافا شخصيا عابرا أو حوادث عرضية أو فتنة مناطقية من السهل معالجتها لو شبت نيرانها.
إن هناك محاولات حثيثة خبيثة لفكفكة محافظة لحج بحدودها الجنوبية السابقة، ولضرب الثورة وطموحات الشعب في مهد الثورة وقبلتها ومخزن رجالها الأبطال، نتيجة مخطط خبيث، أرادت منه مختلف قوى وأطراف الشمال دفن الجنوب وثورته وتضيحات الأبطال في المهد، فهل نعي ذلك ونتعظ ونحذر؟
إن كلامي هذا لا يعني أنه لا يوجد أبطال في بقية مدن الجنوب، وليس انتقاصا للرجال، بل لأسباب سأوضحها، وإلا فكل مدينة وبيت ومنزل في الجنوب له قصة بطولية يتشرف بها الأبطال، ولا أحد باستطاعته أن يزايد على أية منطقة جنوبية، فالكل قدم تضحيات عظام، والجنوب ولادة بالأبطال، وحيثما وليت وجهك ستجد بطلا وقصة شهيد ومآثر بطولية تشهد لها تربة الجنوب.
كما نعلم جميعاً أنه لا يوجد بقعة في الجنوب إلا واختلط فيها الدم الجنوبي، فتجد الأبطال من شبوة وأبين، وغيرها سقطوا في جبال الضالع والجنوب للذود عن حياض الوطن وكرامة أهله، وكذا رجال يافع والضالع سقطوا في كل مدينة جنوبية، وهذه مسلمة لا ينكرها إلا حاقد، فالجنوب لحمة وطنية إذا اشتكت منه مدينة تداعى لها سائر الجنوب، تلبية للنداء وكسر شوكة الأعداء، وهذا أحد أهم أسباب النصر الجنوبي، والتي تمثل فاجعة لدى العدو منذ إعلان التصالح والتسامح الجنوبي، وهو يحاول ضرب هذا المشروع لأنه يعلم خطورته، ولولا ذلك ما صبَّ جآم غضبه على مبنى مقر جمعية ردفان الخيرية، نقطة انطلاقة المشروع الوطني الجنوبي وأرضيته الصلبة.. لكل منطقة في الجنوب خصوصياتها، فقد أشغلنا العدو بأنفسنا، ليسهل له ابتلاع الجنوب والاستمرار في نهب ثرواته وطمس تاريخه.
أبين خاصرة الجنوب ومصنع قادته الأبطال، الذي لا تجد صفحة في التاريخ إلا وفيها قائد أبيني عظيم، ولازالت تنجب الأبطال وتقدمهم قرباناً في سبيل الذود عن حياض الوطن، ليس آخرهم الشهيد الصمدي والشهيد القائد علي ناصر هادي، فبكل أسف أشغلها العدو بالقاعدة وسلمها لأنصار الشر من أجل أن يعيث فيها فساداً، ويشغل الناس فيها بمثل هذه المؤامرات، وللأسف دُمرت أبين في ظل صمت الجميع.
شبوة التاريخ، شبوة الرجولة، أراد العدو إشغالها بنفسها، ففتح باب الثأر بين قبائلها، وعمل علي تغذيته ليستمر في شفط ثرواتها، فهي البقرة الحلوب إلى جانب حضرموت الحكمة والتاريخ، وما تبقى من الرجال في هاتين المدينتين العظيمتين يتم تصفيته عن طريق القاعدة، التي جعل لها أذرعها، أو قواتهم الأمنية، وليس اغتيال الشيخ بن حبريش عنا ببعيد.
عدن الجنوب وعاصمته أشغلها العدو بكل شيء فيها، فلم يبقَ فيها شيء جميل، حتى متنفساتها استولى عليها المتنفذ، وأظهر وجهه القبيح الذي توجد في تقاسيمه الحقد والكراهية لكل ما هو جنوبي، فهم يعشقون الأرض والثروة فقط، ويتمنون قتل جميع الرجال والأبطال.
لكل مدينة جنوبية قصة مع المحتل، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، وليس هنا مجال لذكرها جميعاً، ولكن نكتفي بما ورد من أمثلة بسيطة لنقول لكم جميعاً إن ما يجري في عدن هو استكمال لمخطط احتلالي خبيث، ربما تنفذه بعض الأيادي الجنوبية بعلم أو بغير علم، وينبغي أن نحذر وننتبه، فكل مدن الجنوب وطأتها أقدام قوات الحوثي وصالح، ما عدا بعض المناطق التي يحاولون فكفكتها اليوم باختلاق مشاكل، يراد لها أن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير ما لم نتنبه ونتعظ ونحذر.
الجنوب لحمة واحدة من المهرة إلى باب المندب، كلنا أخوة، وكلنا قدمنا الكثير، لهذا يجب أن نستمر في وحدتنا ولا نترك للعدو ثغرة يستطيع التوغل من خلالها، فبتماسكنا وتلاحمنا سننتصر وبدون ذلك سنخسر.
إن ما دفعني لكتابة هذه السطور مشاهدتنا محاولات زرع بذور الخلاف في عدن، وتكريس المناطقية وتغذيتها لضرب المشروع الوطني الجنوبي، وعليه يجب تجاوز الخلافات والترفع عن سفاسف الأمور والاحتكام للقانون والاجتهاد بحلحلة أي خلافات عند بروزها مباشرة حتى لا تأخذ منحنى تصعيديا سيكون أثره بالغ وخطورته أكبر، ولنثق جميعاً بأن القادم أجمل والنصر حليفنا والاستقلال طريقنا التي لن نحيد عنها قيد أنملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى