ما السر في بقاء حكومة الفشل والفساد ؟!

> جمال مسعود

>
جمال مسعود
جمال مسعود
كثيرة هي التكهنات واكثر منها عناوين الفشل التام والعجز المفرط للاداء الحكومي من بعد تحرير عدن والمدن المجاورة لها، تؤكد المؤشرات على انحراف توجه الحكومة عن المسار الطبيعي في رسم الخطوط العريضة لادارة الازمة السياسية وسقوطها في مستنقع تردي الاوضاع العامة، حيث كان الاحرى بحكومة الشرعية ان تستنفر طاقاتها وامكانياتها المادية والمعنوية في تحويل جل اوقاتها الى ورشة عمل لحلحلة قضايا الشعب وتدارك احواله الاقتصادية والاجتماعية، وكان عليها ايضا ان ترسو بسفنها في الميناء وتنزل الاشرعة لترسو في المدينة وتلتزم البقاء في الميدان تراقب الاحداث عن قرب وتتابع التطورات اولا باول حتى تعزز معنويات الشعب وتثبت عزائمه بحضورها الدائم واشرافها المباشر على احواله وتلمس معاناته وتعيش وتتعايش معه في السراء والضراء متقربة منه، خاصة في ظل الاوضاع المزرية تلك.
هكذا كان المتوقع في الاداء الرسمي لحكومة الشرعية التي وسعت الهوة بينها وبين الشعب واتخذت مسارا آخر عنوانه الفشل واللامبالاة والتهرب من المسئولية وعدم الاحساس بمعاناة الشعب واستغلال المنصب للصالح الخاص واستثمار فترة الوظيفة في الوزارات من اجل بناء الذات والقدرات الشخصية لوزراء باتباع اهون السبل واستصغار ارادة الشعب والتقليل من اهمية الدور الذي قد يستخدمه ضدها في حال فقد السيطرة واختل توازنه بسبب كثرة الضغوط التي تمارس ضده في كل الاحوال.
ان مظاهر الفشل الحكومي في كل المجالات قد برزت على السطح وريحها يفوح في الداخل والخارج ويرى المراقبون بالعين المجردة مالايدعوا مجالا للشك انها تبحر في بحر الفساد والافساد وانها كحكومة لبلد يمر بأسوأ حالاته واشد مرحلة في تاريخه قد اساءت لشعبها وتلطخت سمعتها في كل المحافل وصارت احد عناوين الفشل الحكومي في دول العالم ويستشهد بها عند التطرق لنماذج الحكومات الفاشلة، يتسارع القائمون على استطلاع الرأي باختيار حكومة الشرعية والانقلابيين كأسوأ حكومات وافشل حكومات في العالم.
ليس هذا الغريب فحسب بل الاغرب من ذلك وقوف هذه الحكومة عند الحكم بالفشل والتعامل معه بشكل اعتيادي لاتتحرج منه وهذا ما يثير الاستغراب، كيف تقبل هذه الحكومة وصفها بالفشل والفساد ولا يؤثر فيها نظرة الداخل او الخارج لها بهذه الصورة، ما الذي يدفع تلك الحكومة الى الاستمرار بالفشل الدائم وبقائها فيه بنفس المربع دون حرج او تخوف من ثورة ضدها من قبل الشعب، ما هي عوامل الثقة التي تجعل تلك الحكومة راسخة في مكانها رغم اعترافها بالفشل والفساد، وشهدت البلد في فترة اداء هذه الحكومة أسوأ حالات التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فشل تام في كل الوظائف، اضطراب وانهيار خطير للعملة المحلية مقابل العملات الاخرى، وتفشي الاوبئة والامراض وغياب للخدمات الاساسية وارتفاع لأسعار السلع وانقطاع الرواتب لاشهر عديدة، كثيرة هي عناوين الفشل الحكومي مقابل استهتار مبالغ فيه وغير مبرر من قبل الوزراء في حكومة الشرعية الذين لم يضعوا حقائبهم فوق المكتب منذ اختيارهم لاداء الوظيفة الوزارية بل ان البعض منهم لايعرف اين هو مكتبه ومقر عمله، يحمل حقيبته بيده لا يضعها اطلاقا دلالة على سفره الدائم وعدم استقراره.
ان حكومة الفشل وعدم الخجل تثير الدهشة والاستغراب.. لماذا لايطاح بهذه الحكومة الاكثر فشلا في العالم لماذا يصر الرئيس على بقائها عبئا عليه وعلى الشعب وعلى التحالف العربي، لماذا يترك لها الحبل مرخى على الغارب، وتتحرك في الداخل والخارج بشكل سافر مكلفة الشعب نفقات لا طائل لها، رغم جوعه وفقره؟.
ما السر في هذه الحكومة الفاشلة، وما هي عناصر القوة لديها التي تجابه بها كل التحديات الداخلية والخارجية، ما الذي تمتلكه هذه الحكومة وتبتز به الحلفاء والاصدقاء والاعداء على السواء وترفع الصوت عاليا متبجحة دون حياء او خجل؟!.
من المؤكد ان هذه الحكومة تمتلك عناصر خفية ومؤهلات غير ظاهرة تجعلها راسخة ثابتة في مواقعها متجاهلة كل الانتقادات والتعليقات والسخرية والاستهزاء بادائها وضاربة عرض الحائط بكل ذلك.. فعلا انها حكومة “اذا لم تستح فاصنع ما شئت”!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى