في الإخوان.. الواعظ (لص) والداعية (كذاب) !

> طه العامري

> العنوان ليس من عندي، بل مقتبس من كتاب (سر المعبد) لمؤلفه القيادي الإخواني التائب ( ثروت الخرباوي) الذي قضى عمره في الجماعة وعايش أربعة مرشدين لها، هم: محمد مأمون الهضيبي - عمر التلمساني - محمد مهدي عاكف - محمد بديع.
الخرباوي كان في مكتب الإرشاد، ثاني اثنين، فهو بعد المرشد مباشرة، ولكنه غادر الجماعة، وكتب أهم ثلاثة كتب تحدث فيها عن الإخوان (الفكر والطريق والسلوك والمواقف والحقائق) كاشفا في كتبه هذه، التي حملت عناوين (قلب الإخوان - سر المعبد - أئمة الزيف) وبالوثائق الدامغة، حقيقة وهوية الإخوان ومشروعهم القذر وأهدافهم الانتهازية.
طبعا حين اتحدث عن الإخوان المسلمين (فكرا ومنهجا وسلوكا ومواقف) فأنا أتحدث عن إخوان مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي، وأستثني أخوان اليمن، لأن في اليمن لا يوجد جماعة إخوان بالمعنى التقليدي، بل هناك جماعة من (اللصوص والانتهازيين) يتكونون من بعض وجهاء القبائل والمشايخ وبعض الشخصيات الاجتماعية المصلحية، وبعض الأتباع الأغبياء الذين لا يفقهون شيئا غير التعصب الجاهلي الأعمى، وهناك بعض المثقفين الذين غادروا أحزابهم والتحقوا بحزب الإصلاح لدوافع مصلحية وذاتية، ممن تركوا البعث والناصري وأصبحوا قادة في تجمع الإصلاح.
ومع كل ذلك فإن أخوان اليمن الذين هم بين الأخونة والوهابية وقفوا في منزلة بين المنزلتين، فهم (أخوان) في الأحوال العادية وهم (وهابيون) حين تشتد الخصومة بين الأخوان و(الرياض)، والكل يتذكر أن الأخوان كانوا في عام 2011 إخوانا، وكانوا يهاجمون الرياض ويدينون مواقفها من صالح ونظامه، وكانوا يستقوون بنظام مرسي في مصر، وحين سقط مرسي وجد الإخوان أنفسهم في مأزق فالتزموا الصمت أو (التقية)، ثم وجدوا أنفسهم، بعد قرار الرياض التي وضعت مجموعة من قياداتهم في القائمة السوداء مجاملة لمصر، بمأزق مرة أخرى، فاتجهوا عبر السودان لتطبيع علاقتهم بالرياض وتمسكوا (بالرئيس هادي) رغم انقلابه عليهم حين سمح (للحوثي) بدخول عمران وتصفية (القشيبي)، ومن ثم وصولهم إلى صنعاء والإطاحة بـ(اللواء علي محسن) بعد تشريد (أولاد الأحمر) من عمران ومن صنعاء!.
ورغم كل ما فعله (هادي) بالإصلاح من خذلان، تمسك الحزب بعلاقته مع هادي وشرعيته، وهكذا انضم الإصلاح لصف الرياض وتخلى عن هويته الإخوانية، وهذا الدور يمارسه الإخوان منذ زمن، فهم قبل الثورة كانوا إماميين أكثر من الإمام، ولم يكونوا يرغبون بالإطاحة بنظام الإمامة، بل كانوا يرغبون في إمامة دستورية وشراكة مع النظام الكهنوتي، وكانت هذه مطالب الزبيري وشلته من الإصلاحيين، لكن وصلت علاقتهم بالإمام يحيى إلى طريق مسدود، فبايعوا عبدالله الوزير، واستعانوا بالقيادي الإخواني الجزائري الفضيل الورتلاني، الذي قدم لليمن وحاور الإمام يحيى، ولكن الإمام حين اكتشف حقيقتهم قطع العلاقة بالورتلاني ورفض الدخول معه في إقامة شركة يمنية - مصرية للنقل، فكان أن تم التخلص من الإمام يحيى وتنصيب عبدالله الوزير إماما دستوريا، غير أن الإمام أحمد استطاع الالتفاف عليهم واستعادة ملك أبيه.
كان عبدالله الوزير الذي يزعم أنه (فاتح تعز) أول من أدخل جرثومة الإخوان أو زعم الانتماء إليهم كجهة استعان بها وبحضورها للاستقواء بها في مواجهة أسرة حميد الدين، وبدعم من آل سعود طبعا..!!.
خلاصة القول إن إخوان اليمن مجرد (رعاع) لايؤخذ بهم ولا يعتد بمواقفهم في تقييم مسيرة الإخوان المسلمين، لكن من باب التوضيح والتأكيد على أن إخوان اليمن مجرد طالبي الله ومرتزقة يبحثون عن المغانم ويزجون بعناصرهم في محارق الصراعات من أفغانستان والبوسنة والصومال والشيشان، وحيث تكون الحرائق يصدرون عناصرهم ويتخذون منهم مشاريع استثمارية رابحة، وتلك وحدها جريمة تضاعف من جرائم الجماعة أو النخبة القيادية التي تستثمر الصراعات ودماء كوادرها لتحقيق أهدافها في الوجاهة والثراء والتسلط السياسي والاجتماعي، ألم يستغل عبدالله الأحمر الجماعة لتحقيق أهدافه السياسية، وجعل منهم عكازه الذي يتكئ عليه؟!
ألم يثرَ الزنداني واليدومي والآنسي جراء استغلالهم للجماعة؟!
ألم يكن الأحمر يؤجر الجماعة ومواقفها لمن يدفع وخاصة السعودية؟!
إذا، من الصعب الحديث عن إخوان اليمن كإخوان يحملون فكرا ورؤية وعقيدة، فقادتهم وأمراؤهم تجار سياسة وحروب وصفقات، وعناصرهم مجرد أتباع مسلوبي الإرادة والقرار، ويصعب أن تجد فيهم مثقفا يستوعب من حوله ويجادله بالتي هي أحسن!!.
وبالتالي تنطبق عليهم مقولة (الخرباوي) من أن (الواعظ) فيهم (لص)، و(الداعية) (كذاب)..!!.
وصف بقدر ما أطلقه الخرباوي من خلال تجربته مع أخوان مصر وفيهم عتاولة المفكرين والمثقفين والدكاترة، فما بال الحال إن كان الأمر يتعلق بإخوان اليمن..؟! فماذا سيطلق عليهم الخرباوي من صفة ووصف لو عايشهم أو عاشرهم، أو عايش جزءا منهم وإن لفترة محدودة..؟!!.
في اليمن الأخونة عصبوية لأشخاص وليس لمشروع، فحزب الإصلاح ليس لديه مشروع أكثر من أن يوهمك أنه ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله، وهو في الواقع أبعد ما يكون عن كتاب الله وعن سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، والدليل تناقض مواقف الإصلاح الذي يؤمن بالسياسة أكثر من إيمانه بكتاب الله، وتحركه المصالح وليس سنة رسول الله!!.
فكلام الله والرسول يوظفه الإصلاحيون حين يتعلق الأمر بمصالحهم الخاصة، فالدين دثار يتدثرون به وقت الحاجة، فيما حقيقتهم هي أنهم مجموعة انتهازية تبحث عن مصالحها عبر الكذب والنفاق والتضليل وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة..!!.
طه العامري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى