في جامعة عدن.. صرح علمي يخلو من الكتاب الحديث والمصادر المعلوماتية..(2-2) أستاذ جامعي : مكتبة الكلية بحاجة إلى أجهزة كمبيوتر وشبكة إنترنت

> رصد/ صابر حليس وهويد الكلدي

> في مكتبة كلية الإعلام بمدينة القاهرة في مصر يرتادها الطلاب باستمرار لينهلوا من كتبها القيمة، وفي إحدى الجامعات الكندية تضاعفت نسبة القراء إلكترونياً، ناهيك عن الطالب الجامعي الياباني الذي لا يترك دقيقة واحدة من وقته تذهب دون أن يستغلها في القراءة خلال فترة “البريك” بين محاضرة وأخرى.
في المملكة العربية السعودية يتوفر الكتاب بكثرة، وبكل ما هو حديث وذي مصادر معلوماتية متمكنة، لكن الإقبال من الطلاب لتلك المكتبات الجامعية كان وما زال ضعيفا جدا، وذلك من خلال تكنولوجيا العصر الحديث المليء بالمصادر المختلفة.
في عدن.. كلية الآداب إحدى كليات جامعتها التي اشتهرت بين الدول العربية بسيدة العلم ومنبع المتعلمين والكوادر، قد صارت اليوم في منعزل علمي تصارع البقاء.
كلية الآداب جامعة عدن، والتي تأسست في عام 1995م، وتعتبر صرحا علميا ومنبع الأدباء والمثقفين تخلو اليوم من الكتاب ومعلوماته.
يقول الدكتور سيف محسن عبدالقوي، رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عدن: “إن مكتبة الكلية تعتبر إحدى المقومات الأكاديمية في أكاديمية التدريس الجامعي، وهي المصدر الممول للمعلومات لدى الطالب الجامعي والأستاذ الجامعي، وتعتبر أيضا الضوء المشع للمعلومات وفق المصادر المرجعية الموجودة التي تحتويها المكتبة بقدر المفهوم الصحيح للمكتبة”.
د.سيف محسن
د.سيف محسن

وأضاف: “مكتباتنا في جامعة عدن ينتابها التجديد الدائم السنوي إن لم نقل الفصلي الشهري أو اليومي من المراجع ومن المصادر والصحف والمجلات العلمية الدورية التخصصية، وينقص مكتبة الكلية الكتب والاهتمام بتأهيل وإعداد الكادر المتخصص في إدارة المكتبة ورص الكتب، وأيضاً الاهتمام بتدوينها وتوثيقها ومعرفة أماكن الكتب وذلك من خلال خانات الكتب”.
وأردف حول المشكلة الرئيسة التي حاكت المعاناة بقوله : “إن المشكلة التي نعاني منها هي مشكلة التواصل مع العالم بكل جديد، لأن العالم اليوم مختلف تماماً عن الأمس من خلال امتلاكه مكتبات إلكترونية، فقد أصبحت المكتبات الإلكترونية ضرورية جدا، ففي حالة انعدام الكتاب الورقي فإنك ستجده إلكترونياً”.
وتابع: “إن مكتبة كلية الآداب بحاجة إلى أجهزة كمبيوتر مرتبطة بشبكة الانترنت، وكذا جميع مكتبات كليات جامعة عدن، لابد أن تتوفر فيها أجهزة الكمبيوتر وشبكة الأنترنت”.
وأشار إلى أنه من خلال تواجد المكتبة الإلكترونية صارت الطبيعة بسيطة وسهلةً جداً للوصول إلى المعلومات الجديدة والتطورات على مستوى العالم.
وقال بشأن إنشاء مكتبة إلكترونية: “كانت قد أتت شركة صينية عملت شبكة من أجل التواصل الإلكتروني بين كافة مكتبات الجامعة والإدارة المركزية وديوان رئاسة الجامعة، لكن بسبب الحرب توقف ذلك المشروع.. وندعو مرة أخرى إلى أن يتم إعادته”.
*نقص مادي ومعنوي
مديرة المكتبة منى باصمد قالت: “إن مكتبة كلية الآداب هي العمود الفقري للكلية، وإذا كان العمود الفقري سليما فإن الشخص يستطيع إنجاز كل الأعمال بأكمل وجه، وإذا كان العمود الفقري مصابا فأن الإنسان يصاب بالإعاقة ويصبح مقعدا لا يقوى على الحركة الطبيعية”.
وأضافت: “إن قلة الإمكانيات والنقص المادي للمكتبة يجعلها لا تقوم بإحداث التطور النوعي والرقمي للمكتبة، وبرغم كل الصعوبات المادية والمعنوية التي تواجهنا في المكتبة إلا أننا نقوم على تنظيم وإدارة وفهرسة وأرشفة الكتب والدوريات على الشكل السليم، ونقوم بترقيم وترتيب الكتب والدوريات من أجل سرعة حصول الطالب على المعلومة بأسرع وقت.
ونتيجة لعدم وجود الميزانية الكافية لكلية الآداب وعدم توفير الكمبيوترات والأجهزة الإلكترونية وغياب الموقع الإلكتروني كل ذلك جعلنا نشتغل ونعمل بالترتيب اليدوي ولو تواجدت هذه الأجهزة سنحولها إلى مكتبة رقمية على أحسن المستويات”.

واستطردت: “كان آخر رفد للمكتبة بالكتب عام 2014، وبعدها لم نتلق أي كتب أو دوريات عدا ما تحصلنا عليه الأسبوع الماضي من مكتبة الجامعة برفدنا بـ 45 كتابا، والدكتور قاسم المحبشي أهدأ الكلية حوالي500 كتاب ثقافي وعلمي من مكتبته الخاصة، ونقدم له جزيل الشكر والاحترام على هذه اللفتة الرائعة لمكتبة كلية الآداب”.
*معاناة المكتبة
تحدثت المنتدبة بكلية الآداب قسم صحافة وإعلام منى فرحان، مدرسة مادة “الثوثيق الصحفي” حول ما تعانيه مكتبة الكلية من إهمال وعدم الإقبال عليها من قبل طلابها، حيث قالت: “المكتبة في كلية الآداب تعاني من شحة الاحتياجات من مصادر المعلومات، فهي بحاجة إلى مصادر جديدة والكتب التي تعني كل قسم في كل المجالات، وهي بحاجة إلى طاقم يقوم بالفهرسة والتصميم وغيرها”.
وتضيف: “ومن المعاناة في المكتبة أيضا أن أغلب موظفيها متعاقدين والمقابل المادي الذي يتلقونه بسيط جداً، ولا نستثني الجانب الخدماتي مثل الكهرباء، وكذلك المواد القرطاسية صارت ضرورة وتوفيرها ضروري”.
وأردفت: “إن المكتبة هي جوهر الكلية، ومن باب ذلك فلابد أن تظهر بالشكل اللائق وأن توفر لها كل ما تحتاجه، ويأتي في الأولوية إنشاء موقع إلكتروني للمكتبة”.
*احتياجات المكتبة
تقول عزة محمد، مدرسة مادة “مشكلات إعلامية” في قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب جامغة عدن: “إن رسالة المكتبة جزء لا يتجزأ من رسالة الجامعة في الدعم والتأهيل العالي والإعداد التربوي والثقافي لتخريج دفع وكوادر علمية مؤهلة لسوق العمل بمختلف التخصصات”.
وتضيف: “بالطبع مكتبة كلية الآداب كغيرها من مكتبات الكليات التابعة لجامعة عدن تعني بالتعليم والتثقيف، وتقدم مصادر معلومات وخدمة القراءة والاطلاع كجزء من مهام عمل المكتبات”.
وأردفت: “تعاني مكتبة كلية الآداب من كارثة أكاديمية كبيرة تلقي بتبعاتها على الدور المناط بالجامعة وأداء رسالتها، خصوصا وأن شعور الطلاب بالاكتفاء بالدروس والمساقات العلمية جعلهم يرون أنه لا فائدة من القراءة والاطلاع، فهذا مؤشر خطير لإلغاء عمل المكتبات”.
إذاً لابد من التحفيز الجاد والمنتظم بأهمية الذهاب للمكتبة للقراءة والاستزادة في المجال التخصصي، حيث إن الشعور الجاد بأهمية البحث والقراءة سيمكن الكثير من فهم وفك الرسائل التعليمية الاكاديمية.
ولابد أيضا من رفع وتيرة الوعي بأهمية القراءة والاطلاع باعتبارها مرحلة مهمة من مراحل العملية التعليمية وتكريس وإلزام أعضاء هيئة التدريس الطلاب بوجوب المواظبة على زيارة المكتبة، وأن يخصصوا ساعات زمن للطلاب للذهاب إلى المكتبة كفرض وواجب أكاديمي.
وقال الطالب أيمن محمود عبده، المستوى الثالث، قسم علم النفس: “من حيث التخصص فالمكتبة هي أساس العلم والتعلم وفيها تُبنى الأوطان وفيها مصدر المعلومات وكل ما يأخذ منها الطلاب والمجتمع بشكل عام”.
وأوضح أنه “إذا كان الباحث دقيقا وغير مشتت يمكن الحصول على المعلومة بكل سهولة، أما إذا كان يبحث عنها بشكل مشتت غير منتبه، فهذا أمر سلبي على الباحث وليس على المكتبة”.
المنتدبة بكلية الآداب، قسم صحافة وإعلام، الأستاذة منى فرحان، مدرسة مادة “الثوثيق الصحفي”، والطالبة تمني أبوبكر صالح البيضاني، المستوى الثالث، قسم “الخدمة الاجتماعية، أوضحتا أنهما لا ترتادان مكتبة الكلية بسبب الأجواء غير الملائمة للطلاب، إلى جانب عدم وجود الوقت الكافي والملائم لارتيادها.
وأكدتا أنهما غالباً ما تحصلان على إجابات ملائمة من المكتبات لكونها لا تحتوي على المصادر الكافية التي تشمل جميع البحوث.. مشيرتين إلى أنهما تلجآن حينها إلى الإنترنت.
*تحديات وصعوبات
إن أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها مكتبة كلية الآداب بجامعة عدن غياب أجهزة الكمبيوترات التي تُشكل دوراً مساعداً، مما جعل معاناة الطلاب تزداد يوما بعد آخر الذين يحاولون اأيجاد الإجابات عن أسئلتهم والاطلاع على معارف غير موجودة بين أوراق الملازم.
خاصة أن الإدارة والموظفين في المكتبة أمام تحديات كبيرة منها عدم وجود المصادر المعلوماتية الكافية التي تلبي احتياجات الطلاب وتطلعاتهم وعدم رفد المكتبة بآخر المصادر المعلوماتية، وعزوف الطلاب والطالبات عن القراءة..
رصد/ صابر حليس وهويد الكلدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى