افتحوا المجال للسلطة المحلية لممارسة عملها !!

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل القميشي
مقبل القميشي
سنعود يوما نتذكر ما قد كتبناه وتمنيناه في الماضي، وخاصة حول التلاحم والإخاء في ما بيننا كجنوبيين على مدار عشر سنوات مرت، وهو عمر الحراك الجنوبي عبر هذا المنبر صحيفة “الأيام”، وسنعود يوما نتذكر بأن الباطل والظلم هما السائدان في أغلب محافظات الجنوب، مثلما كان وأكثر في (حكم صالح) وخاصة في عدن.
العدل لا وجود له في بعض مناطق الجنوب، ومدينتنا عدن المسالمة هي من تحملت أكثر القهر والظلم رغم أنها محررة، وكان المفروض أن تكون أنموذجا للازدهار والتقدم نتيجة لموقعها الاستراتيجي ومكانتها المفقودة عالميا، وكان المفروض أيضا العناية بها من قبل دول التحالف من أول يوم تم تحريرها.. ولكن يبدو أن هناك أسباب غامضة ومتعمدة غير معروفة في تهميش وتعذيب مدينة عدن وشعبها. وسنعود يوما نتذكر بأننا بحاجة إلى ما قلناه من سابق، وقاله غيرنا حول توحيد ودمج المعسكرات مع بعضها، وتكوين قوة واحدة موحدة للجنوب عامة، ولكن يجب أن يسبق ذلك الدمج تثقيف عالٍ للجنود المشحونين مناطقيا من كل الأطراف، وهذا هو الأهم. ونحن اليوم بحاجة إلى تمجيد الوطن وليس تمجيد الأشخاص.
بن دغر، سيتغير لكن ما الفائدة من هذا التغيير إن لم تكن الأحوال قد تغيرت في النفوس وخاصة نفوس القائمين على شؤون هذه البلاد حاليا، وفي هذه الظروف الصعبة.
نحن لسنا بحاجة إلى مهاترات في ما بين شرعي وشرعي آخر.. كل من استغل السلطة أكثرهم فاسدون وكذابون، وكل من يستلم راتبا من الشرعية حاليا يعني ماذا نقول عنه؟ وبماذا نصفه؟، طبعا شرعي غصبا عنه. ومن الأحسن أن تقولوا خيرا أو تصمتوا.. والخير الذي نريدكم أن تقولوه وتعملوا به هو التفكير في كيفية إنقاذ هذا المواطن المسكين المحروم من أبسط حقوقه المشروعة في الحياة.
والذي لم يتكلم وعامل نفسه نظيف، ولم يسرق ولكنه ساكت عن السرقة يعتبر فاسدا وسارقا أيضا.. المهم هذا كله لم يعد ينفع.. الآن نحن بحاجة إلى معرفة أين تذهب موارد عدن؟! ومنهم القائمون عليها في ظل عدم وجود سلطة محلية، بعد أن اطّلعنا على تلك الموارد الباهضة وغير المتوقعة.
بن دغر، يقولون أخذ من الأموال ورحل، ولكن توجيه الاتهام له كان متأخرا نوعا ما حتى لو كان حقيقة.. لماذا تأخر ذلك الاتهام، وخاصة ممن عاشوا معه من ضمن السلطة المحلية، والتي هي أصلا مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في عدن من موارد وغيرها.
طيب خلاص هذا فعل مضى وقد حصل، وإن كان هناك حساب سيتحاسب بن دغر على ما أخذه في المستقبل مع محاسبة الآخرين. الآن لاتزال المشكلة قائمة إن لم تتحمل السلطة المحلية المسؤولية في الحفاظ على الموارد.. والمشكلة الأكبر وجود من يمنع السلطة المحلية عن ممارسة عملها في تسيير شؤون المحافظة وأمور الناس وتوفير متطلبات المواطن من ماء وكهرباء وغير ذلك من المعاملات..
اتركوا المجال للسلطة المحلية تشتغل يا ناس، وساعدوها في توفير الأمن بدلا من أن تعادوهم وتمنعوهم من دخول مبنى المحافطة، إن صح ذلك.. فذلك يعتبر خدمة للمواطن، فوالله إنه خير لكم أن تحرسوا مصالح المواطنين بدلا من التجييش والتسليح ضد بعضكم البعض.
عدن ومواطنوها سئموا مما يحصل من تردي الأوضاع والخدمات وغلاء المعيشة وعدم وجود سيولة نقدية لدى الناس بسبب تأخر الرواتب.
عدن أصبح كل شيء فيها متعثرا و العيشة فيها أصبحت صعبة.. والمسؤولون كل واحد منهم يلقي بالمسؤولية على عاتق الآخر.. عدن لن تصبر أكثر مما صبرت.
اعلموا - يا قوم - أن بركان عدن ربما يثور وينفجر في أي لحظة نتيجة لتلك الأوجاع والظلم اللذين تتعرض لهما عدن وسكانها.. احذروا بركان عدن يا معرقلين.. واعلموا أن الباطل ساعة، والحق إلى قيام الساعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى