كلام في فنجان!

> علي سالم اليزيدي

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
سقطنا أمام واقعنا.. ياعيباه !!، عجزنا عن إدارة مساحة فنجان، ونحن نمسك به بكلتا يدينا، وأفلتت الأصابع كل شيء، ولم تدرك أنها في واقع الأمر لم تكن أصابع مداعبة أو أنامل لبيانو بقدر ماهي حل ومفتاح يدور ليدلف نحو تمكين إداري واسع ومسؤول في حد ذاته، بالغ الأهمية وعميق من حيث الواقع وقياساته.. هل هو بحجم فنجان أم يتسع بقدر الكوز والبرمة.. هنا المسألة تقف على مفترق طرق، أهو العجز المطلق أم الانهيار المتوقع، الذي اندفع كالسيل فجأة وصرنا في مواجهته في حيص بيص، وظللنا ننظر إلى هذا الوعاء، الكل يراه بحجم فنجان حقا، وهو ما يسهل على الأصابع الإمساك به، أو أن عيوننا أصيبت بقصر نظر ولم نعد نميز بين ما يحتاج منا لمسؤولية وتحدٍّ في طريق الحل، وبين ما لا ينطبق عليه القول.
وتصغر في عين الصغبر الكبائر من زاوية العجز وليس الإرادة وقبول التحدي، لأننا - ببساطة - لم نعد نجد إجابة لفهم كيف لم نستوعب واقعنا ودورنا في هذا الواقع إيجابيا لا تراجعا، ومن ثم السقوط خطوة ثم أكثر من خطوة، وبتلاحق يقطع الأنفاس. أصبنا فعلا بخيبة أمل من أن نفسر حالنا.. وهنا لا تنطبق حالة (الأقزام السبعة) ونظرتهم، ولا حالة (جاليفر) في مدينة الأقزام، التطابق بين تشابه وتقارب، وفي غياب متعمد للفهم والمخارج، كأن كل الأمر متاح من حيث أعمال العقل، لا إخمال العقل وتجميده أو إصابته برهبة المكان والارتجاف المصاحب لها.
نحن نخذل الناس، ونعجز عن مواجهة ما يشبه فنجان القهوة، ولاندرك أن هذا هو المحيط بحاله.. إذا،ً لسنا مؤهلين لقيادته غدا، هي الخطوة في الطريق الطويل، لكننا ياعيباه!!، كل شيء ينهار فينا نحن إن أمكن، كان بيدنا ما لا يناله لا الانتهازيون ولا المخربون ولا مهرجو التدهور ودعاته.. نأسف أن نصاب بهذا الانهيار الذي حل بديلا من الانبهار الذي كنا نتمتع به في الأمس القريب.. وعجبي!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى