الحقوا شعب الجنوب

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
عدن لم تعد جريحة فقط، بل أصبحت تنزف حياتها وتستنزف روحها، يغطيها سواد حالك لا يرى من خلاله بصيص من نور، رأيتها بلون دماء أبنائها الأبرياء الذين حلموا بالحياة فكان جزاؤهم الموت إما قتلاً بأيدي أعدائها وإما تفجيراً وتفخيخاً وإمطارا بالرصاص المنهمر عليهم من الاعداء، أو بايدي هؤلاء المتسللين من خارج حدودها من الذين يكون ولاؤهم لإيران ومن في حكمها.. وليس لوطنهم الجنوب.
يا أهل عدن والجنوب المسالمين الطيبين ماذا دهاكم؟! أردتم التخلص من حكم نظام طائفي، كهنوتي قبلي يقرح قريح (فرد - ديكتاتوري) فجئتم بمائة ديكتاتور، مرة كهنوتي متزمت ومرة شيعي ومرة شيوعي ومرة قبيلي وآخر ايراني متجنس باليمنية، وآخر يمني - جنوبي، وآخرها من فئة (أبو شريحتين) الوصولي الذي لا يرى في بلاده إلاّ الوصول إلى كرسي الحكم وبس، وإن كان على أجساد أبناء شعبه أو حتى أبنائه الذين من هم صلبه.. وكذا من جماعة (المصابون بجنون العظمة).
للأسف الشديد أصبحت بلادنا (ملطشة - مهمشة) حكامها خارج الجاهزية يصدرون توجيهاتهم أو تعليماتهم من خارج البلاد (أمام عيني وبعيد عني) كما تقول الأغنية. تلك البلاد بلد المليون زعيم واقترب ليصبح بلد المليون قتيل ومشرد ومفقود إذا ما أضفنا قتلاه أثناء حكم الحزب الواحد الشيوعي الذي أصبحنا نعيش تلك المآسي من تحت رأس قادته، الذين ودّفوا بنا إلى ما نحن فيه الآن من مصائب ومشاكل وحروب وهروب!!.
لنعترف أن الجنوبيين انشغلوا ببعضهم البعض وكان عليهم غضب الله ونسوا أن بلادهم أصبحت ضائعة تُنهب وثرواتهم من النفط تصدر إلى الخارج مباشرة دون حساب ولا عدادات ولا ضابط ولا رابط.
إننا نشعر بالأسى والحزن لما آل اليه وضع بلادنا (البقرة الحلوب) لغيرنا.. ونصرخ بأعلى أصواتنا: يا أهل الجنوب أليس فيكم رجل رشيد؟!، ليس من الوجوه القديمة فيما كانت تعرف بالقيادات الجنوبية بمختلف أنواعها التي شاخت وأكل الدهر عليها وشرب وواكبها الإحباط والفشل في مراحل سابقة والتي عليها أن تتقاعد وتعتزل وتترك لغيرها من القيادات الشابة مهمة قيادة وإدارة النضال من أجل إرساء دولة النظام والقانون والديمقراطية بحق وحقيق.
كفى.. لا نريد عودة أشباح الماضي الذين جرعونا المُر والكوارث والمآسي، وآثارهم وشعاراتهم تدل على الإخفاق والفشل.. ارحموا هذا الشعب الذي نصفه مجنون يحادث السماوات المفتوحة.. انقذوا شعب الجنوب الطيب الصابر على صبر الصبر وعلى نفاد صبر الصبر.. قبل الولوج إلى القبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى