الإعرابية والذئب وسيد أهل الجحيم

> محمد حسين الدباء

> كانت هناك أعرابية تسير في الصحراء، فعثرت على صغير ذئب يكاد يموت جوعاً، ولا أحد بقربه، فأشفقت الأعرابية على هذا الذئب، وقررت أن تأخذه وتربيه في منزلها، وكان عندها شاة حلوب، فجعلت تلك الشاة أماً للذئب، وأصبحت الشاة ترضع الذئب حتى كبر الذئب.
وفي أحد الأيام خرجت الأعرابية لتحضر بعض الحاجيات، فرجعت لتجد الذئب قد بقر بطن الشاة، ويأكل في أحشائها، غضبت الأعرابية جداً وجلست تتحسر على ما حل بها، فمر الأصمعي وروت الإعرابية قصة الذئب فقال:
بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي
وأنت لشاتنا ولدٌٌ ربيب ُ
غذيتَ بدرها وربيتَ فينا
فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ
سيِّدُ أهلِ الجحيمِ
ذكر الإمام بنِ عساكرَ في كتابه تاريخ دمشق أنَّ «رجُلاً منَ الأعرابِ سَعى في الزَّواجِ مِنَ الرَّبابِ ابنةِ عمِّهِ، فأكثرَ عليهِ أبُوها في المهرِ ليحولَ بينَهُ وبينَ غرضِهِ».
فسَعى الأعرابيُ في طلبِ المهرِ بينَ قومِهِ فلَم يُنجِدهُ مِنهُم أحدٌ، فلمَّا ضاقَ بهِ الحالُ قصدَ رجُلاً من المجوسِ فأنجدَهُ وأعانَهُ، حتَّى تزوَّج من ابنةِ عمِّه، فقالَ في المجوسيِّ شِعرًا، قَال:
كفانِي المجوسيُّ مهرَ الرَّبابِ
فِدىً للمجوسيِّ خالٌ وعَمْ
وأشهدُ أنَّكَ رَطب المُشاشِ
وأنَّ أباكَ الجوادُ الخِضَمْ
وأنَّكَ سيِّدُ أهلِ الجحيمِ
إذا ما تردَّيتَ فِيمَن ظَلَمْ
تُجاوِرُ قارونَ في قعرِها
وفِرعونَ والمُكتَنِي بالحَكَمْ
فقالَ لهُ المجوسيُ :
أعَنتُكَ بالمهرِ على ابنةِ عمِّك ثُم كافأتَني بأن جعلتَني في الجحيمِ ؟
فقالَ لهُ الأعرابي :
أما يُرضيكَ أنِّي جعلتُكَ معَ ساداتِها، فِرعونَ وقارونَ وأبي جهلٍ ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى