موجات اقتصادية موجعة يتحملها المواطن بمحافظة لحج.. ملاك محلات يغلقون محلاتهم احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية

> تقرير/ هشام عطيري

>
ضربات عديدة وموجات اقتصادية موجعة بات يتلقاها المواطن اللحجي كغيره من المواطنين في المحافظات المحررة، والذين أصبحوا يعانون من أوضاع إنسانية واجتماعية صعبة نتيجة ما آلت إليه الأمور من تدهور بلغ إلى أن يصل الراتب إلى أدنى مستوى مقارنة مع ارتفاع قيمة العملات الصعبة مقابل الريال اليمني في ظل سكوت وتجاهل حكومة الشرعية لهذا التدهور المريع في مستوى معيشة المواطن، ما ينذر إلى توسع رقعة الفقر ودائرة المجاعة في ظل هذا الارتفاع الجنوني لمختلف أسعار السلع والمواد الغذائية.

في مدينة الحوطة وضواحيها والتي تأثرت فيها كل مناحي الحياة نتيجة هذا الارتفاع الذي ألحق أضرارا معنوية ونفسية كانت شديدة الوقع على المواطن الفقير، وشرائح المحتاجين.

فقد شهدت أسواق المدينة حالة من الارتباك العام والذي دفع بالعديد من ملاك المحلات التجارية للتفكير في إغلاق محلاتهم، والتوقف عن بيع سلعهم وموادهم للمواطنين، معبرين عن خشيتهم من أن تتواصل هذه الارتفاعات إلى مستويات قياسية لم تصل إليها من سابق، الأمر الذي سيترتب عليه انعكاسات كبيرة على حياة ومعيشة المواطنين في محافظة لحج.

حيث إن الكل في هذه المدينة متخوفا من صعوبة أن تصل الأمور إلى مستوى الانهيار والانفلات الكامل مع تواصل الارتفاع للأسعار في ظل عجز واضح لحكومة الشرعية، وقيادات السلطات المحلية، تجاه ما يحدث.
ارتفاع أجور النقل
أجرة المواصلات والتي وصلت إلى نسبة ارتفاع في المدينة بلغت 50% نتيجة ارتفاع أسعار الوقود والمشتقات النفطية في المحطات الخاصة إلى 7000 ألف ريال لدبة البترول، و6700 ريال لدبة الديزل.

يقول رئيس نقابة النقل والمواصلات بمحافظة لحج، عبد عوض مدلق: “إن رفع تسعيرة أجور المواصلات ناتج بفعل ارتفاع سعر الوقود والمشتقات النفطية، ما أرغم السائقين على فرض زيادة على خطوط النقل للتغلب على المعاناة المتزايدة التي أصبحت ثقل كاهل المواطنين”.

وأوضح أن “عدم ثبات سعر المشتقات النفطية، وعدم استقرار العملة المحلية من جهة أخرى، ساهمت بشكل كبير في وصولنا إلى هذا الوضع الكارثي، والذي سيكون ضحيته في الأول والأخير هو المواطن”.
ارتفاع قيمة الرغيف
الأزمة الطاحنة التي تشهدها المحافظات المحررة، ومنها محافظة لحج، دفع بالعديد من الأهالي إلى متابعة الصحف ووسائل الإعلام المختلفة للحصول على أخبار سارة من شأنها تعيد لهم بصيصا من الأمل، وتفاؤل يعيد الأمور المعيشية إلى نصابها السابق، لكن.. دون جدوى، فالمواطن أصبح يفكر بما يحدث له من نكبات وأزمات، لكنه يظل عاجزا ومحتارا كيف يتعامل معها، ومن أين يصرف لمواجهة الأعباء المتزايدة عليه، وكيف يتصرف لمجابهة المشكلة لضمان الحصول على قوت أطفاله وعائلته.


فأسعار المواد الغذائية مازالت تواصل ارتفاعها الجنوني دون رادع، خاصة مادة الدقيق، إضافة إلى مواد أخرى مكملة لصناعة الخبز بسبب ارتفاع قيمة العملات الصعبة مقابل الريال اليمني، وهو ما دفع أصحاب المخابز (الأفران) إلى رفع تسعيرة بيع الرغيف (الروتي).

حيث أشار ملاك المخابز إلى أن “رفع سعر (الروتي) جاء كنتيجة حتمية لارتفاع الأسعار، خاصة مادة الدقيق، وبعض المواد المساعدة التي تدخل في عجينة الخبز، بالإضافة إلى الصرفيات الأخرى من أجور ومرتبات العمال، وهو ما دفعنا إلى رفع سعر الرغيف، بعد قيامنا بشراء مادة الدقيق من التجار بحسب سعر السوق”.

ويوضح أحد ملاك المخابز بمدينة الحوطة أن “من سابق كان الدقيق يصرف للأفران من إحدى المؤسسات الحكومية كمخصصات يومية وبسعر محدد وثابت، وهو ما أدى إلى ثبات سعره، أما اليوم فمادة الدقيق أصبح سعرها مرتبطا بسعر العملة الصعبة، وغير محدد بسعر معين”.

زيادة الغليان الشعبي
يزداد يوما بعد يوم حالة السخط والغليان الشعبي بمحافظة لحج، وفي كافة المدن نتيجة الارتفاعات المتواصلة للأسعار الغذائية ومشتقات النفط، وعدم جدية حكومة الشرعية في كبح جماح هذا الارتفاع الجنوني الذي أصبح يثقل كاهل المواطن، ويدفعه عنوة إلى الخروج إلى ثورة شعبية قد تندلع في أي وقت لتطالب بإعادة الأوضاع المعيشية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، واستقالة الحكومة الشرعية.

ويحذر أحد المختصين بمحافظة لحج من أن تواصل ارتفاع الأسعار قد يتسبب بسقوط الأسر إلى حافة الفقر المدقع، وشيوع المجاعة في المناطق الشعبية الفقيرة، حيث من المتوقع أنهم قد تجعلهم يعجزون عن سداد قيمة قوت يومهم الناتج لانخفاض القيمة السوقية للعملة المحلية، مشيرا إلى أن عدم تحرك الحكومة في إيجاد المعالجات السريعة وبشكل عاجل قد يدفع البلد، وخاصة المحافظات المحررة، إلى كارثة حقيقة يدفع ثمنها الموظف الحكومي البسيط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى