منطقة الشيخ عبدالله الساحلية بزنجبار.. ثروة بحرية لم تستغل ومتنفس سياحي مدمر

> تقرير/ عبدالله الظبي

> تبعد منطقة الشيخ عبدالله الساحلية في أبين عن عاصمة المحافظة زنجبار بحوالي سبعة كلم، وهي تطل على البحر العربي بشريط ساحلي بطول يمتد من منطقة "العلم" حتى منطقة “حصن بلعيد” بمسافة نحو 270 كلم.
تتميز المنطقة بموقع جغرافي وسياحي جذاب، وتعد متنفس الأهالي في المحافظة، وتحدها جنوباً العاصمة عدن، وشرقاً محافظتي شبوة وحضرموت، والتي ترتبط معها بخط دولي يربط تلك المحافظات بعضها البعض.
تشتهر منطقة الشيخ عبدالله بثروة سمكية متنوعة وزراعية وسياحية، تستقبل أهالي المحافظة في الأعياد والمناسبات ويشتغل معظم سكانها في مهنة صيد الأسماك، والبعض يعتمد على مصدر رزقه في تربية المواشي، والآخر على معاشه المحدود في القطاع الحكومي.

القطاع السمكي
يعد القطاع السمكي من أهم جوانب الحياة في المنطقة، وفي مديرية زنجبار خاصة، وأبين عامة، ويعمل في الجانب السمكي قطاعات واسعة من أبناء المنطقة، ومن جميع مناطق المحافظة الذين يأتون إليها من أجل الاصطياد في إطار الجمعيات السمكية في ظروف متواضعة تنعدم فيها إمكانيات البنية التحتية للاصطياد.

يأمل المواطنون في المنطقة للحصول على المزيد من الاهتمام والرعاية، وأن يحضوا بدعم للنهوض بمقومات العمل وتأهيل المنشآت السمكية التي لحق بها الدمار جراء الحربين التي مرت بها المحافظة في 2011م، والحرب الأخيرة على المحافظات الجنوبية من قبل المليشيات الانقلابية عام 2015م، والتي تعرضت فيها البنية التحتية من ساحة الحراج (الأسماك) إلى أضرار واسعة.

ساحة (الأسماك)
تعد ساحة الحراج (الأسماك) في المنطقة حديثة الإنشاء، لكن بسبب توقف المقاول عن استكمال البناء نتيجة الحروب التي مرت بها المحافظة، لم تستكمل الحكومة، ممثلة بوزارة الثروة السمكية، المشروع، خصوصا أن المنطقة عند دخول المليشيات إليها والسيطرة عليها حولتها إلى ثكنات عسكرية، ومنطقة لخزن السلاح، والعتاد فيها.

جمعية الصيادين
تعتبر جمعية صيادي الشيخ عبدالله السمكية من أهم الجمعيات السمكية في محافظة أبين، والتي تحدث بشأنها رئيس الجمعية، الشيخ صالح يسلم عمر، قائلاً: “تأسست الجمعية في تاريخ 21 مارس 2009م بعد دمج جمعية الشيخ عبدالله مع جمعية زنجبار السمكيتين، لتكون جمعية واحدة وهي جمعية صيادي الشيخ عبدالله السمكية، حيث يقتصر نشاط الجمعية في الجانب السمكي، مركزا مهامه حول تسيير النشاط من خلال ساحة الحراج في المنطقة، حيث إنها وللأسف تدمرت بعدما كان من خلالها يتم تحصيل الإيرادات، والعمل الآن في هذه الساحة متقطع وهو بحسب توفير الأسماك من قبل الصيادين”.

ويضيف بشأن المعاناة التي تعاني منها المنطقة، قائلا: “نحن نعاني من عدم تحصيل الإيرادات من الإنتاج الذي يتم إنزاله في ساحة الحراج في مدينة زنجبار لعدم حصولها على ترخيص لمزاولة تحصيل الإيرادات من الصيادين الأعضاء في الجمعية، وكذا عدم التزام الصيادين بدفع الضريبة من إنتاج الحبار (البنجيز) كونه يتم التعامل مباشرة من المشتريين”.
دور الجمعية
يسلط رئيس الجمعية، الشيخ صالح الضور على دور الجمعية، مشيراً إلى أن دور الجمعية مع الأعضاء تقوم على متابعة قضايا الصيادين، كون الجمعية يوجد لديها صيادون في مراكز الشيخ عبدالله، وحصن شداد بزنجبار، والمراقد والطرية، ويوجد لكل مركز مندوب في مجلس الإدارة لمتابعة قضايا الصيادين الذين لم يتحصلوا على أي دعم من الوزارة أو من السلطة المحلية في المحافظة، ما عدا الدعم المقدم من المنظمات الدولية، ومن صندوق التنمية للمنشآت الصغيرة”.

ويواصل: “حتى هذه اللحظة لم يتحصل الصيادون على التعويضات المستحقة لهم من صندوق الإعمار مقابل الأضرار التي تعرضت لها معدات الاصطياد التابعة لهم أثناء الحربين”. وقال: “أما بخصوص العلاقة ما بين الجمعية والجمعيات الأخرى، فإنها تعبر علاقة أخوية تخدم في الأساس الصيادين في المحافظة، والمحافظات المجاورة، ونظراً لتوقف نشاط الاتحاد السمكي نتيجة الأوضاع الحاصلة في البلاد، فإنه يتم مناقشة قضايا الصيادين”.
صيادو المنطقة
يتحدث أحد صيادي المنطقة ويدعى أحمد يسلم (أبو أصيل): “نحن صيادو المنطقة نعاني من مشكلات كثيرة، منها الجرف العشوائي بسبب القوارب الكبيرة التي تجرف المراعي البحرية، ومن التيارات البحرية التي تجرف أدوات الصيادين التي يملكونها، والتي تذهب سدى دون حصولهم على دعم من وزارة ثروة السمكية، أو من السلطة المحلية، ماعدا المنظمات الدولية”.

وقال: “إن صيادي المنطقة كانوا يأملون خيرا من الحكومة بأن تقدم لهم دعما، لكون القطاع السمكي يعد أحد أهم القطاع في البلاد”، مشيراً إلى أن “البنية التحتية أصبحت مدمرة من ساحة الحراج، حيث لا يوجد سوق للثلج ولا توجد مشتقات نفطية، وإن تحصل الصيادون على (دبة بترول أو ديزل) فلا تكفيهم إلا ليوم، ثم يتوقفون في اليوم الثاني، ونطلب من الوزارة بنزول إلى المنطقة لمشاهدة ساحة (الحراج) التي تدمرت في الحربين التي شهدتهما المحافظة”.
متنفس سياحي
ومنطقة الشيخ عبدالله منطقة سياحية يتوافد إليها زوار من كل مديريات المحافظة، والمحافظات المجاورة، وهي تعد المنتزه السياحي الوحيد الذي يلجأ إليه المواطنون في الأعياد والمناسبات في سكان المحافظة.
ويعد كورنيش الشهيد سالم ربيع علي (سالمين) من أهم المكان التي يزورها المواطنون من أجل التنفس والترفيه في أيام الأعياد، حيث تم تأسيسه في 3 يوليو 2006م بتكلفة إجمالية 15000000 بتمويل من السلطة المحلية، ومشروع الأشغال العامة، وتم افتتاحه من قبل نائب رئيس الجمهورية آنذاك، الرئيس عبدربه منصور هادي، ومحافظ المحافظة آنذاك، فريد مجور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى