لا تسرقوا من ذاتنا

> علي سالم اليزيدي

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
لا تزعل مني فضلا.. كنت في عدن، ونعرف صحفيا يكنى باسمين فنيين صحفيين، وشهير ومحبوب في الصحافة الرياضية، يزورنا في المكلا ونزوره في عدن سنوات، نعرفه كما هو عدني جميل، وإضافة لنا وثقافتنا فيه وملامح صيرة والتواهي والتلال والحبيشي وشارع المعلا. ما أن جاءت الوحدة المعروفة لديكم حتى صعقنا، وإذا حبيبنا الزميل الذي نحبه ونعرفه ابتعد عنا وغير العلمين السابقين وأضاف ثالثا. وحين التقيته في فندق الأخوة ومعه ابنه، مرحبا كيف عدن؟ قال: لا، نحن جينا من القرية.. شفنا الأهل والأجداد. لم أزعل، لكن ما حزّ في نفسي ليس (الموضة)، كما يحدث عندنا هنا هذه الأيام.. الذي زعلني هو غياب الصديق العدني الجميل والسنوات التي اشتركنا فيها معا، ثم تغادر ذاتي دون استئذان مني، هذا هو ما شق علي بجم.
في اليومين ذول هنا انتشرت ظاهرة سرقة الأصدقاء منا، من نحبهم ولعبنا معهم وعاصرنا الزمن فيهم، ركبوا أحصنة وأسرجوها دون إذننا.. سرقوا جمالنا النفسي فيهم وفي المدنية، غادروا شارعنا الجميل، وقالوا مثلما قال ذاك هلي ذولاك طيب والمكلا ونحن وأسماؤنا وقبيلتنا المكلاوية والعدنية والمدرسة و(الكبة) يوم لعبنا معا، كنا بأسماء وأولاد وشباب المدينة، لم نكن أبناء قبيلة تلتهمنا وتحتل عقولنا، أو طوائف تخرب أدمغتنا ونتحول إلى ما يشبه الوحوش التي تنكر بعضها.
كنا لطفاء ورقيقين، لسنا لا مليشيات ولا فرقاً ولا عصابات تفكر في النهب والسطو.. لم نتجرأ على حصاة دون سبب، كيف تفرعنا وأصبحنا نرجم بعضا بالنار والبازوكا، ونتحول من جميل ولطفي وناصر وحامد، إلى (أبو جدار) و(أبو طين).. وركبنا إما موجة القبولة العمياء الناقصة الشجاعة التاريخية أو الأصل النظيف، وجنحنا جنوحا غير لائق في تدهور نخسر أنفسنا به ولصالح أم الصبيان. نحن نتدهور ونسقط المدنية من ذاتنا، نسرق بعضنا من بعض، نقتطع بعنف ذكرياتنا وثقافتنا وبراءة الصبا التي هي شهادة المحبة فينا وأساس عناقنا يوم كنا أسرة وأهلا وأخوة، وندعى كما نحن.
من يسرقنا من بعضنا اليوم؟! من هذا اللئيم الذي يجبرنا عنوة على أن نغادر أخلاقنا وروح الحياة فينا؟!.. إننا نرفض إلا أن نستعيد من هذا اللص أنفسنا ومدنيتنا وأسماءنا وذكرياتنا، لأننا كما نحن نكون.. توقفوا عن سرقتنا وإطفاء النور فينا.. أيتها المدينة والمدنية، وأيها الأخوة، اقتربوا.. لأننا نحن هكذا ضد ذاك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى